إن العلاقة بين الآباء والأبناء يجب أن تكون مبنية على المحبة والود والاحترام والتفاهم، حتى لا تنشأ الفجوة بين الأجيال لعدم وجود رابط ود أو تفاهم أو حوار هادف يهدف إلى زيادة التواصل بين الجيلين. وقد تكون العلاقة متوترة ومتأزمة.
يقول الاستشاري الأسري- جمال فيصل الطويل: إن مظاهر الحب التي يقدمها الآباء من توفير المسكن والملبس والتعليم بالمدارس وألعاب التسلية لا تغني عن وجود الوالدين الدائم مع الأبناء من الجلوس معهم وحمايتهم بالتحاور والتشاور معهم، ومحاولة معرفة ما يجول بأفكارهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم الخاصة وتشجيعهم والتقرب والتودد إليهم بدون فرض الرأي.
ويشير إلى أن غياب الصداقة الأسرية يزيد الفجوة بين الأبناء والأهل ولابد أن تعمم ثقافة الصّداقة في البيوت بين الأهل وأولادهم، ومما لاشك فيه أن تربية الأبناء مسئولية كبيرة تقع على عاتق الأبوين، لذا يجب عليهما أن يقوما بإنشاء جسور مع أبنائهما للتقارب والتناغم فيما بينهم، وأن يحاولا استيعابهم، وأفضل طرق التربية الناجحة التي يجب أن يتبعها الأهل في التّعامل مع أبنائهم تكون عن طريق إنشاء صداقة قوية بينهم لخلق جو من الثقة والألفة والتفاهم بين الطرفين، فعند اختفاء الصداقة وغيابها تصبح العلاقة بين الأبناء والآباء علاقة متوترة ومتأزمة لعدم وجود رابط ود أو تفاهم أو حوار. وبالتالي حدوث خلاف وشقاق مستمر لكون لغة الحوار مفقودة، الأمر الذي تنتج عنه فجوة كبيرة بين الآباء والأبناء.
إن السبب في توتر العلاقة وازدياد الفجوة بين الأسرة والأبناء: عدم الشعور بالأمان، وفقدان الحوار وعدم تقبل الآباء المصارحة مع الأبناء مما يؤدي إلى ما يسمى اختلاف الأجيال الذي يؤدي إلى انعزال الأبناء وفقدانهم الأمان ولجوئهم إلى مغريات الحياة بدون توجيه وإرشاد تربوي، وشعورهم بعدم اكتراث الأهل للأمور التي تخص الأبناء نتيجة التشتت وضعف الترابط الأسري. لذا يجب على الوالدين إتاحة الوقت للمناقشة والمساعدة والاستماع لهم ومنحهم الثقة، وإعطاء الأبناء مساحة للتحرك معاً والمشاركة بعيداً عن النصائح والأوامر والعنف والتهديد الذي يدمر العلاقة بين الأبناء والأهل.
ما أسباب الفجوة؟
عدم تفهم الأب طبيعة الابن ومعرفة ماذا يريد ومحاولة الاقتراب منه.
القسوة الزائدة في غير محلها وعدم التغاضي عن الأمور البسيطة.
الازدواجية في التربية بين الزوج والزوجة.
عدم تفهم الصفات الوراثية للابن وخصائص المرحلة العمرية للابن.
وأحياناً.. فارق السن وجهل الأب لطرق التربية السليمة وعدم تفهم الاحتياجات العامة والخاصة لابنه وعدم تفهمه لتغير الماضي عن الحاضر.
الكثير من الآباء اليوم منشغل في هذه الدنيا مما أدى إلى انشغاله عن بيته وبالتالي انشغاله عن أبنائه، فعند استمراري الأب على هذا النحو وعدم رؤيته لأبنائه والجلوس معهم والأخذ منهم والاستماع إلى مشاكلهم وتلبية حاجاتهم ورغباتهم تحدث المشكلة وتكون الفجوة، حيث يبدأ الأبناء بالبحث عمن يلبي ذلك كله. وأحياناً من أصدقاء السوء.
التشدد والقسوة في التربية والتعامل من قبل الأب حيث توجد مجالات في التربية تتطلب الرفق واللين والمعاملة الحسنة وهناك مثلها تتطلب الحزم وعدم الصفح وإظهار اللين فيها، فإذا كان الأب كذلك فإنه حينئذ تحصل هيبة بين الأبناء وأبيهم فلا يستطيعون أن يبثوا إليه مشاكلهم ورغباتهم وبالتالي تحصل الجفوة بين الطرفين مما يولد أموراً لا تحمد عقباها.
أساليب خاطئة في التربية والتعامل مع الأبناء:
التربية بالشدة والصرامة التي تبني على العنف والشدة والتسلط.
العقاب الانفعالي للطفل الذي يُفِقْدُ الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس.
التربية بالتدليل والتسامح الزائد.
عدم مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء.
السماح للدخلاء بالاشتراك في تربية الأبناء أو أشخاص متضاربين في أسلوب تفكيرهم وأسلوب تربيتهم.
التذبذب في أسلوب التعامل مع الطفل الذي قد يسبب الإرباك للطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض.
عدم العدل بين الأبناء
ضعف شخصية بعض الآباء وعدم قدرتهم على إدارة حديث مع أبنائهم.
الخلافات المستمرة بين الأم والأب، يجعل الآباء ينشغلون بمشكلاتهم عن أبنائهم.
غياب الأب المتواصل عن المنزل، يسبب فجوة بين الآباء والأبناء.
التكنولوجيا والانترنت والموبايل والتلفاز، جعلت كل طرف في اتجاه بعيد عن الآخر.
انعدام أو قلة الحوار بين الأب وأبنائه، مما يتسبب في كبر الفجوة والمسافة بين الطرفين.
التنشئة الخاطئة التي خضع لها الزوجان، وهو فرض قرارات دون مناقشة الأولاد، وهو ما جعل الآباء يفعلونه مع أبنائهم.
التسلط والعنف من جانب الوالدين أو التساهل في تربيتهم وتعليمهم.
ضغوطات العمل تجعل الآباء يهملون أبنائهم.
تعمد بعض الأمهات إخفاء مشكلات الأبناء على والدهم منعا لتعرضهم للعنف، مما يعمل على اتساع الفجوة والرهبة في تعامل الابن مع الأب.