تعتبر العملات الرقمية المشفرة مثل بيتكوين ابتكارًا ثوريًا. كما أنها تعتبر أسوأ حدث اقتصادي على مر السنوات السابقة. هذين الرأيين هما الأكثر انتشارًا حول العملات الرقمية المشفرة. والتي لم يتفق عليها البشر حتى الآن.

 

ويمكن لأي شخص مهتم بالتقنية أن يحتك بالفريقين بشكل مستمر. ولعل واحدًا من أهم أسباب اختلاف البشر حول بيتكوين هو مدى الربح الذي تمكنوا من تحقيقه منه.

 

وذلك حيث نجح آلاف الأشخاص في تحقيق ثروات طائلة من الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة أو تعدينها. بينما فوّت الملايين تلك الفرصة.

 

ولعل واحدًا من الأسباب الأخرى هو كيفية تعامل الناس مع فكرة العملات الرقمية المشفرة. ويظل السؤال الأهم بالنسبة لهم هو: هل هي عملة حقيقية أم تقنية متقدمة؟

 

يختلف الجمهور المحتك بعملة رقمية مثل بيتكوين في كيفية رؤيته لها. ويفشلون في تحديد كينونتها. خصوصًا أولئك القادمين بشكل مباشر من مجال الاستثمار التقليدي.

 

وقد نشأت هذه الحيرة بسبب عدم استخدام البشر للعملات المشفرة في يومهم الطبيعي. حيث إن لا أحد يستخدمها في شراء القهوة قبل الذهاب للعمل. كما أن معظم ملاك بيتكوين لا يدفعون ضرائب على حيازتها.

 

وتعاني بيتكوين، وغيرها من العملات الرقمية، من تخبط شديد ومستمر. حيث إن قيمة بيتكوين مع بداية العام الجاري كانت 30,000 دولار أمريكي. وفي مايو وصلت إلى 60,000 دولار أمريكي. وها هي الآن تساوي 50,000 دولار أمريكي.

 

وهذه الأرقام الكبيرة قد تجذب أي مستثمر مهما كان مستوى حذره. لكن هل هذا يعد استثمارًا في العملات. أم استثمارًا في تقنية متقدمة، أو منتج إن بسطنا الوصف.

 

ويمكن وضع بيتكوين في إطار العملة التقليدية. إلا أن العملات عادةً ما تحتفظ بقيمتها لفترة طويلة من الزمن. وعادةً ما لا تعاود الارتفاع بعد انخفاضها، أو لا تفعل ذلك بسرعة.

 

ولكن من ناحية أخرى، تقدم العملات المشفرة مثل بيتكوين قيمة كبيرة فيما يخص تحويل الأموال للخارج. إن أردت أن تحول مبلغًا لأحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة عبر المصرف فهذا قد يكلفك ما يصل إلى 45 دولار كمقابل ثابت لعملية التحويل.

 

وفي حالة التحويل بعملة غير الدولار الأمريكي فقد يدفع المستخدم مبلغًا إضافيًا لتحويل العملة. إلى جانب احتياج التحويل يوم أو يومي عمل حتى يصل بنجاح. أما عبر بيتكوين فمصاريف التحويل تكون أقل من ثلاث دولارات مهما كان المبلغ. ويتم التحويل في خلال دقائق.

 

وهنا تلعب العملات المشفرة دورها كتقنية ثورية. حيث يحتاج مصرف ضخم مع آلاف الموظفين والفروع إلى يوميّ عمل لنقل المبلغ مع عمولات باهظة. بينما تحتاج تقنية العملات المشفرة لدقائق قليلة ومصاريف تحويل زهيدة.

 

ومن ناحية أخرى، تقنيات مثل التمويل اللامركزي قد سمح للمستخدمين بالحصول على قروض من بعضهم البعض في غضون دقائق. وقد وصلت قيمة هذا السوق لحوالي 50 مليار دولار أمريكي في فترة وجيزة.

 

ويمكن وصف العملات المشفرة، وتحديدًا بيتكوين، بأنها تقع في المنطقة الوسطى بين كونها تقنية حديثة ذات أسس برمجية وبين كونها عملة تقليدية.