"لست مثل الخميني، (روح الله الموسوي) لدينا حزب إسلامي ديمقراطي"، هكذا يعرف راشد الغنوشي الزعيم التاريخي لـحركة النهضة، التونسية نفسه ويحاول أن يقدم حركته للمتسائلين.

 والغنوشي بذلك يقدم نفسه بعيدا عن وصف خصومه له بالمتشدد أو ربطه بصفة الإرشاد الديني بالمعنى الكلاسيكي، فالرجل المعروف بقربه من  جماعة الإخوان المسلمين، ركز خطابه منذ عودته من المنفى في يناير/كانون الثاني على تقديم جماعته باعتبارها حزبا معتدلا شبيها بـحزب العدالة والتنمية في تركيا حسب كثير من المراقبين.

 وبذل الرجل فور عودته لتونس يوم 30 يناير الماضي جهده ليثبت ديمقراطية حركته وتمسكها بخطها المعلن منذ 1981 رغم أن خصوصمه يرجعون اعتدال خطابه لسنوات المنفى خارج البلاد.

 ويصعب تخيل الغنوشي البالغ من العمر 70 عاما، النحيل البنية بملامح المثقف المسالم، أنه الرجل الذي أثار خوف النظام التونسي إلى درجة أن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة رغب في رؤية "حبل المشنقة يلتف حول رقبته"، ثم أرغمه بن علي على المنفى منذ 20 عاما.

 وبعد سني المنفى العشرين في بريطانيا بدا الرجل في موقع يشبهه البعض بـ"صانع الملوك" إثر الفوز الكبير الذي حققه حزبه في أول انتخابات حرة تشهدها تونس في تاريخها بعد تسعة أشهر من الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي.

 وجاءت المفارقة في تقديم الغنوشي للرجل الثاني للحركة حمادي الجبالي ليكون رئيس الوزراء المقبل إذ درج زعماء الأحزاب على تقديم أنفسهم للقيادة التنفيذية وهو ما يرفضه الغنوشي.

 وفاز الحزب في انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول التاريخية في تونس وسيكون له 90 عضوا في المجلس التأسيسي المؤلف من 217 عضوا، لتكون له بذلك اليد الطولى في تحديد سياسة البلاد.

 وقد أعلن الحزب وجود 42 امرأة من بين أعضائه الـ90 في المجلس، وأكد الغنوشي مرارا آخرها الجمعة أن حزبه لن يمس بمكتسبات المرأة التونسية ووضعها منذ إقرار مجلة الأحول الشخصية قبل 55 عاما التي منحت المساواة للمرأة في الحقوق والواجبات.

الفرنسية