يأتي يوم 30 سبتمبر من كل عام حزيناً على أسر شهداء الدلنجات الأربع الذي اغتالتهم أيادي داخلية الانقلاب الآثمة منذ عامين بإحدى الشقق السكنية بمنطقة العجمي، بالاسكندرية، بعد تطويق العقار.

ففي عصر اليوم المذكور من العام قبل الماضي، ارتعدت آذان أهالي البحيرة، ومدينة الدلنجات بشكل خاص بتوارد أنباء عن اغتيال 4 من الشباب خلال تواجدهم بشقة سكنية، بزعم انتمائهم لعناصر إرهابية، الزعم الذي لطالما استخدمته ميلشيات السيسي المسلحة للتغطية على جرائم عدة ضد الانسانية منذ فض الاعتصامات.

وباتت المدينة ليلة تلتها ليالٍ معلنة الحداد على أرواح الشهداء الأربع، الذين تركوا بأعمالهم وأخلاقهم بصماتٍ وبصمات لم ينسها أحدٍ من أقاربهم.

الشهيد، عمار محمد عبدالمجيد الغرباوي، ولد عمار في 1/10/1992 بقرية الغرباوي التابعة لمركز الدلنجات، درس بقسم اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة كفر الشيخ، وكان مساعداً لوالده في أعمال النجارة أثناء دراسته.

طاردت داخلية الانقلاب "عمار" قبل اغتياله لأكثر من عامين، لم يرَ فيها والده الذي يقبع داخل سجون السيسي معتقلاً بعد الحكم عليه بالسجن سبع سنوات.

عمار، لديه من الإخوة ولدان وبنت هو أكبرهم، كما اختتم حفظ القرآن كاملاً في الصف السادس الإبتدائي، وكانت وصيته لوالدته قبل استشهاده أن تساعد الفقراء والمحتاجين ولا ترد منهم أحد فهذه كانت أحد صفاته المعروف بها بين أهل بلدته.

وثانيهم، الشهيد محمد حمدي زايد ، ما سمع أحداً سيرته إلا وجاد بما يمتلكه من صفاتٍ وأخلاقٍ طغت على شخصيته ، ولد "زايد" في 22/1/1976 بقرية بئر العسل التابعة لمركز الدلنجات، حصل علي دبلوم صناعة زخرفية، وعمل موظفاً بالأوقاف، إلى أن تزوج ورزقه الله بـ "خالد وجنا ورنا".

لم ينج "زايد" من بطش ميليشيات السيسي والتي لفقت له عدداً من القضايا طُلب على إثرها إلى أن تم مطاردته لأكثر من عامين كاملين انتهوا بارتقائه على يد أمن الانقلاب.

وثالثهم، الشهيد بإذن ربه، محمد يوسف العموري.. ولد "العموري" في 29/6/1986 بقرية الوفائية التابعة لمركز الدلنجات، وتربى في قريته، إلى أن حصل على ليسانس أصول الدين، عمل بعدها تاجراً حراً.

اتسم "العموري" بالخلق الرفيع، وكان لديه من الاخوة اثنين، ومن البنات واحدة، عاش حياة المطاردة كرفاقه الشهداء لعامين إلى أن تدخلت يد الغدر الغاشمة واغتالته والثلاثة.

ورابعهم، الشهيد بإذن مولاه، حماده محمد فتح الباب، الذي وُلد بقرية زهور الأمراء بمركز الدلنجات، وتربى فيها إلى أن التحق بكلية الآداب – جامعة طنطا، حتى شاء القدر أن تنتهي حياته على يد ميليشيات العسكر، وهو لايزال في الفرقة الثالثة لها.

وتأتي الذكرى الثانية، ولا تزال ميليشيات السيسي تقتل وتسفك دماءاً طاهرة، لطالما تمنت العدل، وأملت الحرية، إلا أن للعسكر على مر التاريخ رأياً آخر، مخالفاً لما تأمله الشعوب دوماً من حريات وكرامة، وعلى الجانب الآخر ، يناضل الآلاف في الشوارع والميادين يومياً هاتفين بالقصاص للدماء، ومحاسبة المتسببين في سيلها.