كتب - محمد ناجي :

من الأسباب التي أعلنها المحتجون ضد الرئيس محمد مرسي قبل مظاهرات 30 يونيو 2013 كانت زعمهم أن الأمن أصبح غير متوفرا في البلاد، مدللين على ذلك بحوادث قطع الطريق وقضبان السكك الحديدية التي تبناها تنظيم البلاك بلوك المخابراتي، التنظيم الذي اسسه عبدالفتاح السيسي ليكون أحد ذرائعه للانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

ما أن وقع الانقلاب العسكري إلا ووعد السيسي ورفاقه ومؤيدوه بانتشار الأمن وإحكام الدولة لقبضتها الأمنية.

ولم تمر شهور قليلة إلا وبدأت الأعمال المسلحة والتفجيرات تنهال على مدن مصر، ولكن، ظلت سيناء هي المسرح الكبر للمعارك بين الجيش والمسلحين الجهاديين.


الصراع بين الجيش وبيت المقدس

بعد الانقلاب عمد السيسي ونظامه على تجريف سيناء وإخلائها من أهلها، كخدمة لقبلته في تل أبيب، متتبعا في ذلك أساليب عنيفة وانتهاكات ضد المدنيين العزل، الأمر الذي دفع عدد من التنظيمات المسلحة أبرزها بيت المقدس الذي تحول بعد ذلك إلى "ولاية" سيناء بعد بيعته لتنظيم داعش الإجرامي، إلى مواجهة القوات المسلحة.

وعد النظام الانقلابي بفرض سيطرته على سيناء بشكل كامل، ولكن بدلا من هذا ذادت وارتفعت سيطرة "ولاية سيناء" على شبه الجزيرة، ونفذ التنظيم العديد من العمليات ضد الجيش في معاقله، مؤكدين في بيناتهم التي صدرت بعد تلك العمليات ان حراكهم ياتي في إطار الانتقام والثأر لما يرتكبه الجيش من مذابح ضد المدنين من أهالي سيناء.

إلا أن التنظيم لم يكتف بمواجهة السيسي ونظامه الانقلابي في سيناء فقط، فنفذ عدد من العمليات داخل المحافظات، في مشهد أبرز الانهيار الأمني التام في عهد الانقلاب العسكري.

 أبرز عمليات تبناها تنظيم "ولاية سيناء" خارج سيناء:

سبتمبر 2013 

أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق، محمد إبراهيم، حيث نجا من محاولة اغتياله أثناء انفجار سيارة ملغومة لدى مرور موكبه، وإطلاق الرصاص على سيارته، كما نشرت الجماعة بيانا بعنوان "بيان تبني محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري.. غزوة الثأر لمسلمي مصر"، قالت فيه إن انتحاريا نفذ الهجوم على موكب وزير الداخلية.

أكتوبر 2013

هجوم استهدف مبنى المخابرات العسكرية في محافظة الإسماعيلية، وأعلنت "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن استهدافه بسيارة مفخخة تم تفجيرها بدعوى "تطهير مصر من أوكار الإجرام والعمالة"، بحسب بيان الجماعة.

وقال التنظيم في بيانه أن الحادث هو رد للممارسات القمعية، مطالبة المصريين بالابتعاد عن مقار الجيش والشرطة منذ ذلك الحادث؛ لأنها أهداف مشروعة لهم، بحسب ما جاء بالبيان.

ديسمبر 2013 

أعلن  "أنصار بيت المقدس" مسؤوليته عن الحادث الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية، وقامت بنشر فيديو لشرح كيفية التحضير للعملية، وهو الحادث الذي وقع في مدينة المنصورة، وتسبب في مقتل 16 شخصا وجرح آخرين، وتهدم المبنى.

يناير 2014 

قبل يوم من ذكرى ثورة 25 يناير، وقع تفجير في مديرية أمن القاهرة تسبب في مقتل أربعة أشخاص، وإصابة 76 آخرين، وأعلنت "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عنه.
 
 
 
يناير 2014
 
في الشهر ذاته، أعلنت "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن استهداف أحد كمائن محافظة بني سويف، الذي سقط فيه عدد من المجندين بين مصابين وقتلى، وكان كمين أمني بقرية "صفط الشرقية" التابعة لمركز الواسطي شمال محافظة بني سويف، تعرض لهجوم مسلح من قبل مجهولين، وأسفر عن مصرع خمسة، وإصابة اثنين من قوة الكمين.

أغسطس 2014

نشر حساب تابع  لتنظيم ولاية سيناء بيانا على تويتر يؤكد فيه قيام أعضائه بالهجوم على كمين شرطة السنطة بالغربية.

يونيو 2015 

أصدر تنظيم الدولة بيانا أعلن فيه أنه المسؤول عن حادث اغتيال "هشام بركات" النائب العام، بعد أن دعا إلى مهاجمة القضاة في مصر بعد تنفيذ حكم الإعدام في ستة متهمين في قضية عرب شركس.

يوليو 2015 

وقع انفجار ضخم في وسط القاهرة، حيث أعلن تنظيم "ولاية سيناء"- المسؤولية عن تفجير سيارة ملغومة أمام القنصلية الإيطالية في القاهرة، وفي بيان منسوب للتنظيم، قالت الجماعة إن السيارة المفخخة التي استخدمت في التفجير كانت تحمل 450 كيلو من المواد المتفجرة، ما تسبب في مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين.

أغسطس 2015 

أعلن تنظيم  ولاية سيناء ذبح المهندس الكرواتي الذي تم اختطافه أثناء تواجده بالقاهرة، ويدعى توميسلاف سلوبك، بعد انتهاء المهلة التي حددها التنظيم للحكومة المصرية للإفراج عن معتقلات في السجون.

أغسطس 2015 

صباح الخميس، 8/20 وقع انفجار في محيط مقر جهاز الأمن الوطني بحي شبرا الخيمة، وأسفر عن إصابة 29 شخصا، وأعلن تنظيم الولاية استهداف المبنى بسيارة مفخخة.

شماعة الإخوان
 
إلا أن النظام الانقلابي فضل اتهام الإخوان المسلمون بالمسؤولية عن جميع الحوادث السابقة، رغم تبني ولاية سيناء كل تلك العمليات ناشرا صورا تثبت قيامه بها في بعض الأحيان.

واعتبر مراقبون إن النظام الانقلابي بعد فشله في منع حدوث تلك الحوادث، حاول الاستفادة منها باتهام الإخوان ليجد لنفسه مبررا لقمعهم أمام العالم، وكشماعة يبرر بها فشله في نشر الأمن في البلاد، البلاد التي أصبح لا يأمن فيها أحد على نفسه.