شيع الآلاف من أهالي مدينة المطرية التابعة لمحافظة الدقهلية ، في جنازة جماعية غاضبة، ضحايا حادث غرق قارب صيد مصري في البحرالأحمر بعد أن صدمته سفينة كويتية عملاقة.

وكانت سفينة كويتية لنقل البضائع، قادمة من إيطاليا في طريقها إلى ميناء جدة بالسعودية، قد اصطدمت بمركب الصيد "بدر الإسلام" بمنطقة جبل الزيت بين رأس غارب وطور سيناء داخل المياه الإقليمية المصرية مساء السبت الماضي وعلى متنه 43 صيادا وتسببت في إغراقه وفرت هاربة.

وأعلنت وزارة الصحة أن الحصيلة النهائية للحادث بلغت 13 وفاة، وإصابة 13 آخرين، فضلا عن 17 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين حتى الآن، بالرغم من مرور ثلاثة أيام على الحادث.

الأهالي يحاصرون قسم الشرطة

وعقب انتهاء مراسم الدفن، حاصر أهالي ضحايا المركب قسم شرطة المطرية، احتجاجا على إهمال المسؤولين في إنقاذ ذويهم المفقودين.

وطالب الأهالي الجهات المسؤولة في الدولة بالبحث بشكل جاد عن المفقودين واستخدام وسائل حديثة تتناسب مع فداحة الحادث، من بينها طائرات الجيش والقطع البحرية التابعة للقوات المسلحة.

ولم تسارع أي جهة رسمية لإنقاذ المنكوبين أو حتى مطاردة السفينة الكويتية للإمساك بها قبل مغادرتها المياه الإقليمية المصرية، وظل طاقم السفينة الغارقة يصارع الموت لساعات طويلة حتى أنقذته مراكب الصيد القريبة منه.

وقال محمد الفقي رئيس الاتحاد التعاوني للثروة المائية، إنه تم تشكيل فريق من الصيادين للبحث عن المفقودين في ظل ضعف مشاركة أجهزة الدولة المعنية في عملية الإنقاذ.

وبعد أن تعالت الأصوات الغاضبة من بطء الاستجابة الحكومية، أعلنت القوات المسلحة أن إحدى القطع التابعة للقوات البحرية بدأت بالمشاركة في عمليات البحث عن المفقودين وأنه تم توسيع دائرة البحث لتصل إلى نحو 20 كيلومتراً من مكان الحادث بسبب التيارات البحرية وسرعة الرياح في هذه المنطقة.

لا مبالاة حكومية

وذكرت هذه الحادثة المصريين بحوادث كثيرة لا تبادر الجهات الرسمية لإنقاذ المنكوبين، وتتعامل بلا مبالاة مع استغاثة المنكوبين، حيث قال محسوب الكفراوي، أحد كبار ملاك مراكب الصيد في المنطقة، أن مراكب الصيد الخاصة هي التي تقوم بعمليات البحث وتمشيط شواطئ الجزر البحرية بمنطقتي جبل الزيت للبحث عن أي جثث قد تكون التيارات البحرية قد جرفتها.

وأشار في تصريحات صحفية إلى أن الاحتمال الأكبر أن تكون جثث المفقودين محتجزة داخل حطام المركب الغارق، مطالبا الحكومة بالدفع بعدد من الغطاسين المتخصصين لفحص حطام المركب وانتشال الجثث المحتجزة داخله.

وأعلن المسؤولون في شركة بترول "خليج السويس" القريبة من المنطقة أنها دفعت بمركب بحث مجهز بمعدات تصوير متقدمة لمسح أعماق منطقة الحادث بحثا عن حطام المركب الغارق والمساعدة في الوصول إلى جثث الضحايا المفقودين.

وكانت سفينة السلام المصرية قد غرقت في فبراير عام 2006 وعلى متنها أكثر من 2000 مسافر، ولم تحرك أجهزة الدولة ساكنا إلا بعد مرور ساعات طويلة على وقوع الكارثة، بل إن الرئيس المخلوع حسني مبارك ذهبت في مساء اليوم نفسه لمشاهدة مباراة لكرة القدم في إستاد القاهرة لمنتخب مصر، وكأن شيئا لم يحدث.

وقارن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بين تجاهل الإعلام المصري لمثل تلك الحوادث حتى لا يكشف عدم اكتراث النظام الحالي بحياة المواطنين، بعد أن كان يملأ الدنيا عويلا عند وقوع حوادث أقل منها بكثير في عهد الرئيس محمد مرسي.