ظهرت إشارة رابعة العدوية التي أصبحت الآن هى الإشارة الأشهر فى العالم بعد فض ميدان رابعة العدوية بطريقة وحشية ودموية أذهلت العالم ، وجعلت الكثير يتابع مشاهد الفض والقتل والحرق والعبث بجثث الشهداء وكأنها عملية عسكرية لجيوش الاعداء .
والشخصية الأشهر التى رفعت إشارة رابعة واشتهر بها هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذى أعلنها وأشاربها فى جمع ٍ من مؤيديه .
ولكن ليس أردوغان هو صاحب إشارة رابعة العدوية ، وليس هو أول من لوّح بها وأشار بها ، ولكن صاحب إشارة رابعة هو شهيد من شهداء مجزرة رابعة العدوية وهو الشهيد أحمد صلاح الدين مدنى رحمه الله .
هو الشهيد أحمد صلاح الدين مدنى ، من أبناء الإسكندرية ، من مواليد عام 8 فبراير 1989 ، حاصل على بكالريوس فى كلية التجارة .
واشتهر الشهيد أحمد مدنى بأخلاقة ، وابتسامته ، وحبه وولعه بالأعمال الخيرية ، والعمل مع الفقراء والأيتام للتخفيف من معاناتهم .
متي أشار الشهيد أحمد مدني بإشارة رابعة ؟
أصيب الشهيد أحمد مدنى برصاصة حية فى ساقة اليمنى يوم مجرزة النصب التذكارى فى السابع و العشرين من يوليو في العام 2013 .
وفى هذا اليوم اضطر الشهيد للجلوس على كرسي متحرك بسبب إصابته فى ساقه ، وعند تصويره كأحد المصابين فى المجزرة ، أشار الشهيد بعلامة رابعة العدوية التى تزينت باتسامته المعهوده رغم جرحه .
والجدير بالذكر أن إشارة رابعة اشتهرت بين الناس بعد فض الميدان حين أشار بها أردوغان فى مؤتمره الجماهيري ، ولكن الشهيد أحمد مدنى أشار بها قبل فض الميدان بأكثر من أسبوعين ، فمجزرة النصب التذكارى كانت فى السابع والعشرين من يوليو ، ومجزرة فض رابعة كانت فى الرابع عشر من أغسطس .
كان الشهيد أحمد مدنى على موعدٍ مع الشهادة ، فقد كتب على حسابة الشخصي على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك .. بتاريخ الرابع عشر من أغسطس ، قبل الفجر ، كتب فقال :
(ليلة رائحتها #الجنة سلاااااااااااااام)
كان هذا آخر ماكتبه الشهيد على حسابه الشخصي على الفيس بوك .
آخر ماكتبه الشهيد قبل استشهاده بساعات
ويظهر من صفحة الشهيد الشخصية وفى حوار بينه وبين أحد أصدقائه حين تحدث إليه بعد إصابته فى مجزرة النصب التذكارى فكان حديث الشهيد أحمد لصديقة : ( لسه ماجاش وقتى ربنا كان بيختبرني .. إن شاء الله المرة الجاية شهادة ) .
حوار بين الشهيد وأحد أصدقائه
الشهيد أحمد مدنى .. إبنٌ بار ، وأمٌ مجاهدة
كتب الشهيد أحمد مدنى فى صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بتاريخ الثاني عشر من أغسطس قبل استشهاده بيومين ، كلماتٌ يظهرُ منها كم هو بارٌ بأمه ، وكم هى أمٌ مجاهدةٌ وصابرة ، فالشهيد كتب يقول :
غادرت أمى بعد حضورها لسويعات للإطمئنان علىّ ” فلها فى منزلنا المتواضع جهاد أغلظ ”
الملاحظه هى بقى :ـ
إنها أخدت جولة كده عند النصب التذكاري عشان تشوف أرض المعركة وتشم رائحة مسك دماء #الشهداء
وكان كلامها نصاً ” إن شاء الله المرة الجاية نيجي عشان نشم ريحتك “
أمى وأعظم معانى التضحية
أحبك أمى
---------------
حديث الشهيد عن زيارة والدته له قبل استشهاده بيومين
كان هذا تعليق الشهيد أحمد مدنى على زيارة والدته له قبل استشهادة بيومين ، وبالرغم من إصابته برصاصة فى ساقه اليمنى إلا أنه أصر على البقاء فى الميدان وأن لا يغادره إلا شهيدا.
هذه ملامحٌ من وقائع استشهاد الشهيد أحمد مدنى ، هذا الرجل الذى أصبحت إشارته التى أشار بها هى أشهر إشارة فى العالم ، أشار بها قبل الفض بأيام كثيرة ، وكأنها رسالةُ صمود من شهيد قرر أن يرسل برسالته إلي العالم أن الحرية لا يقيدها قهرٌ ولا سجن ، ولا كفنٌ ولا قبر ، وأن الحرية تروي بدماء الشهداء ، والصمودٌ يغرس فى النفوس بأثرٍ يتركه الصادقون .
صدق الله ، فصدقه الله ، وأراد أن يترك أثره بيننا ، فأشار بإشارة رابعة ، فجعل الله إشارته نبراسا ورمزاً يرفعه كل أحرار العالم ، ويهتف به كل حرٍ وشريف.
وأبى لشهيد أحمد صلاح الدين مدني إلا أن يلقى ربه مبتسماً كما عاش حياته مبتسماً ، لتبقى ابتسامته نوراً يضئ طريق الأحرار الذين أقسموا أن يبقوا على العهد ، وعلى درب الشهيد.