09/12/2010

نافذة مصر / الجزيرة / رويترز / غارديان :

ذكرت برقيات دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس على الإنترنت وأشارت إليها وسائل إعلام أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عرض بشكل سري حرية دخول للقوات الأميركية إلى بلاده لشن هجمات ضد أهداف لتنظيم القاعدة.

 ووفقا لتقارير في صحيفتي غارديان البريطانية ونيويورك تايمز الأميركية أمس الجمعة، فإن الرئيس اليمني قال لجون برينان -نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك اوباما- في سبتمبر/ أيلول 2009 "منحتكم بابا مفتوحا بشأن الارهاب ومن ثم لست مسؤولا".
 
وقالت الصحيفتان مشيرتين إلى البرقيات المسربة إن صالح "اعترف بالكذب على شعبه بأن الهجمات الصاروخية الأميركية على القاعدة هناك في ديسمبر/ كانون الأول الماضي كانت من عمل القوات اليمنية بدعم من سلطات المخابرات الأميركية".

من جانبها، قالت غارديان إن الرئيس اليمني أبلغ قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس "سنواصل القول بأن هذه القنابل قنابلنا وليست قنابلكم".
 
لكن الصحيفتين قالتا إنه "في حقيقة الأمر يضع اليمن قيودا على حرية دخول القوات الأميركية لتفادي الانتقادات الداخلية في أفقر دولة عربية، والتي تخشى واشنطن أن تصبح ملاذا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب".

وكان بترايوس قام بزيارة صنعاء لإبلاغ صالح أن أوباما سيسمح لقوات برية أميركية تستخدم معلومات مخابرات من اقمار صناعية أو طائرات بالتمركز في اليمن للمساعدة في عمليات مكافحة الارهاب "لكن الرئيس اليمني، رغم اقتراحه بشأن الباب المفتوح، رفض العرض بسبب مخاوف بشأن الضحايا الأميركيين".
 
ونقلت غارديان عن برقيات سربها ويكيليكس أن الرئيس اليمني عبر عن تفضيله لاستخدام القنابل الموجهة بشكل دقيق التي تطلق من طائرات على استخدام صواريخ كروز التي تطلق من سفن وتعد "غير دقيقة جدا".
 
يُذكر أن تنظيم القاعدة متهم بالتخطيط لشن هجمات على أهداف غربية بينها محاولات فاشلة لتفجير طائرات شحن في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتدمير طائرة ركاب أميركية فوق ديترويت في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول 2009 .

كما قالت تقارير آخرى لو يكيليكس نقلاً عن البرقيات الدبلوماسية الصادرة من السفارة الأميركية في صنعاء أن المسؤولين الأميركيين يعتبرون الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بأنه شخص "غريب" و"نكدي" نظرا لتذبذب مواقفه من الأميركيين.

 

وكان المسؤولون الأمنيون الأميركيون قد عقدوا سلسلة من الاجتماعات عام 2009 مع الرئيس صالح لبحث التصدي لتصاعد نشاط القاعدة في شبه جزيرة العرب المتمركز في اليمن، ولاحظوا تباينا في مواقف الرئيس من العمليات العسكرية الأميركية ضد القاعدة.

كما كشفت البرقيات أن صالح فتح النار على الجزيرة وبريطانيا على أنهما منبران للانفصاليين.

تقول برقية يعود تاريخها إلى 30 مايو/ أيار 2009 إن بريطانيا وقطر وليبيا تدعم الانفصاليين الجنوبيين، وإيران وحزب الله يدعمان الحوثيين، وهناك مخطط دولي لدعم الإرهاب في اليمن.

منابر إعلامية
صالح كان يشير إلى استضافة قناة الجزيرة  شخصيات جنوبية في برامجها، وإلى منح بريطانيا اللجوء لعدة قادة جنوبيين مما يوفر لهم الاتصال الدائم بوسائل الإعلام العالمية.

من جهة أخرى، يقول السفير الأميركي باليمن ستيفن ستيش إن الحكومة اليمنية سعيدة بالضربات الجوية التي ينفذها الجيش الأميركي ضد القاعدة في اليمن رغم سقوط ضحايا من المدنيين.

وتقول البرقية الصادرة في ديسمبر/ كانون الثاني 2009 إن مسؤولا يمنيا رفيعا نقل إلى السفير ستيش ارتياح الرئيس صالح للهجمات الجوية الأميركية، وإن اليمنيين يريدون "استمرار الهجمات بدون توقف حتى نستأصل هذا الداء".

ولكن صالح في برقية أخرى يرفض أي وجود للقوات البرية الأميركية على الأراضي اليمنية، الأمر الذي فسره الأميركيون على أنه تناقض مع مناداته بعمل أي شيء للتخلص من القاعدة.

مواقف متذبذبة
ستيش أشار في إحدى برقياته إلى أنه حضر الاجتماع بين صالح وجون بيرنان نائب مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، ووصف الرئيس صالح في الاجتماع على أنه مستخف بالأميركيين تارة وتارة يبذل الجهد لاسترضائهم.

مجموعة البرقيات الصادرة من السفارة الأميركية في صنعاء تضمنت أيضا استهجانا من طلب الرئيس صالح المستمر للمبالغ النقدية متذرعا بأن بلاده على حافة الانهيار وأنها إذا حدث ما يخشاه فستكون "أسوأ من الصومال".

ففي موضوع استقبال سجناء غوانتانامو اليمنيين، رفض صالح استقبال أي منهم إذا لم يدفع لليمن 11 مليون دولار لبناء مركز لإعادة تأهيل السجناء، وقالت برقية السفارة الأميركية في صنعاء إن صالح كان مستخفا ومتململا خلال الاجتماع الذي دام أربعين دقيقة.

سجناء غوانتانامو
تنسب البرقية إلى صالح قوله "سوف نوفر الأرض التي سيقام عليها المركز التأهيلي في عدن وسيوفر السعوديون المال".

وقد رفض صالح عرضا باستلام نصف مليون دولار دفعة أولى قائلا إنه مبلغ ضئيل. واستمر بالتذمر من قلة الدعم المالي الأميركي قائلا إن الولايات المتحدة "لا تعطي إلا كلاما ولكن بدون حلول" لقضية "الإرهاب" في اليمن.

يُذكر أن واشنطن أنفقت 115 مليون دولار في الحرب على ما يسمى بالإرهاب في اليمن منذ عام 2002.

 ويصر الرئيس صالح على أن بلاده أصبحت مسرحا لتصادم المصالح لدول عديدة، وأن تلك الدول تمول جماعات يمنية لخدمة أهدافها، وسيكون من الصعب على اليمن أن يواجه كل ذلك بدون عون دولي