نجا مجموعة من الصيادين الفلسطينيين من الموت بأعجوبة صباح اليوم السبت بعدما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاههم وحاولت إغراقهم، فيما استمرت عمليات الاقتحام والاعتقالات في الضفة الغربية، بعد يوم دامٍ شهدته جمعة الغضب الثانية عشرة.

ففي أحدث التطورات، حاصرت بحرية الاحتلال مجموعة من الصيادين الفلسطينيين قبالة شمال قطاع غزة، وضخّت نحوهم المياه بشكل قوي، في محاولة لإغراقهم إلى جانب إطلاق النار، المباشر.
وقال نقيب الصيادين نزار عياش في تصريحات صحفية، إن قوات البحرية الإسرائيلية ضخّت المياه بشكل كبير تجاه الصيادين وأطلقت النار بشكل مباشر نحوهم غير أنهم تمكنوا من التراجع والعودة إلى الشاطئ رغم أنهم كانوا ضمن النطاق المسموح الصيد فيه.
وأكد أن قوات الاحتلال كثفت في الآونة الأخيرة عمليات استهداف الصيادين ومحاربتهم في أرزاقهم.

اعتقال طالبة جامعية
وفي ساعات صباح اليوم، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فتاة فلسطينية، على حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال مصدر حقوقي، إن قوات الاحتلال اعتقلت الطالبة في جامعة بير زيت أسماء قدح (21 عامًا) وهي عضو في مجلس اتحاد الطلبة وتدرس اللغة العربية في كلية الآداب من أحد المركبات العمومية، على حاجز زعترة. وذكر المصدر أن الطالبة المعتقلة هي ابنة أسير من حركة "حماس" في السجون الإسرائيلية.

اقتحامات الضفة
في السياق، لم تتوقف الاقتحامات والاعتداءات في الضفة الغربية، فقد شنت قوات الاحتلال المزيد منها فجرا. وأكد مصدر محلي أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مدينة جنين، وداهمت العديد من المنازل، واعتقلت الشاب محمد توفيق نزال (22 عاما).
وذكر المصدر أن قوات الاحتلال أطلقت النار والقنابل الصوتية خلال عملية الاقتحام فيما اندلعت مواجهات متفرقة في المدينة.
وشهدت بلدتي زبوبة ورمانة في القضاء اقتحامات مماثلة دون الإبلاغ عن وقوع اعتقالات.
وفي بيت لحم، سلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الشابين مجاهد إسماعيل ثوابتة (24 عاما)، وأسعد عبد اللطيف ثوابتة (28 عاما)، بلاغين لمراجعة مخابراتها، في مجمع مستوطنة 'غوش عتصيون' جنوب المدينة بحسب مصدر محلي.

الخليل .. عقب جماعي
وفي الخليل، أكد الباحث الحقوقي عماد الجعبري، أن قوات الاحتلال شنت عمليات دهم وتفتيش واسعة في البلدات تخللها تنكيل بالمواطنين واحتجاز بعضهم في العراء.
وقال الجعبري في تصريحات صحفية إن قوات الاحتلال اقتحمت وسط البلد وسلمت المواطنين يوسف بدر ومحمود خليل ومحمد فخري خليل، بلاغات لمراجعة مخابراتها، فيما كثفت الحواجز العسكرية في أكثر من 10 مقاطع طرق خاصة قرب مخيم الفوار وبلدة سعير وبلدة بيت أمر، ووسط البلدة القديمة، كما دهمت العديد من المنازل وفتشتها وعبثت في محتوياتها، وعرف من أصحابها جودي أبو حديد. 
واتهم الجعبري قوات الاحتلال بأنها لا تزال تمارس سياسة العقاب الجماعي ضد الخليل بكاملها؛ بحجة انطلاق العديد من الشبان منها لتنفيذ العمليات الفردية، مؤكدا أن جرائم المستوطنين وقوات الاحتلال هي الدافع الأساسي لهؤلاء الشبان في شن العمليات.

حصاد جمعة الغضب
كل هذه التطورات، جاءت بعد استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة 145 آخرين، في يوم دامٍ شهدته جمعة الغضب الثانية عشرة للانتفاضة.
وأكدت وزارة الصحة في بيانٍ مقتضب أن حصيلة الشهداء ارتفعت بشهداء أمس إلى 129 شهيدًا، بينهم 26 طفلاً، و6 سيدات، منذ مطلع أكتوبر. 
أما جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فأعلنت أن حصيلة إصابات يوم أمس بلغت 103 مصابين في الضفة، منها 17 إصابة بالرصاص الحي، 23 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، 61 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع واصابتان نتيجة حروق. 
وأضافت أن إصابات قطاع غزة، بلغت 42 بينها 25 إصابة بالرصاص الحي، اصابة واحدة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و12 إصابة جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع و4 إصابات نتيجة حروق وتعثر.