دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل قيادة السلطة الفلسطينية إلى المشاركة في الانتفاضة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة وأخذ زمام المبادرة.


وقال مشعل في لقاء مع قناة "الجزيرة" القطرية، مساء الأحد، إن "الانتفاضة تحتاج إلى قرار من القيادة الفلسطينية للانخراط فيها، وأخذ زمام المبادرة".

ورفض مشعل تحذير وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لإسرائيل من مغبة انهيار السلطة الفلسطينية، في حال استمرت "المواجهة والعنف" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكان كيري، قد حذر إسرائيل من مغبة سقوط الحكومة الفلسطينية، مشيرا إلى كبر حجم المسؤولية التي ستقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية حال إدارتها شؤون الضفة الغربية عند غياب أجهزة الأمن الفلسطينية. 

وفي السياق، قال مشعل إن الانتفاضة "فرصة استثنائية.. على قيادة السلطة الفلسطينية استغلالها"، مضيفا أن "مسيرة مفاوضات التسوية لم تحقق أي شيء للشعب الفلسطيني، رغم أنها أعطيت كل الفرص. بالتالي، لا يعقل تكرار المنتج نفسه الفاشل في ظل المكاسب الاستراتيجية للمقاومة وبرنامجها".

وأضاف: "التخلي عن خيار المقاومة والدفاع عن القدس هو ما ينهي المشروع الوطني الفلسطيني، (...) لهذا نقول لحركة فتح، وللأجهزة الأمنية في الضفة، وكافة الفصائل الفلسطينية، تعالوا جميعا للانخراط في انتفاضة القدس، فحركة حماس ستمضي في هذه الانتفاضة حتى النهاية".

وتشهد الأراضي الفلسطينية، منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة أمنية إسرائيلية.

وجدد مشعل دعوة حركته إلى الاتفاق على "استراتيجية وطنية بكل تكتيكاتها" من أجل دعم وحماية "انتفاضة القدس".

وقال إن حركته لا تركب ما أسماه بـ"موجات الغضب"، مستدركا: "بل نحن نصنع موجات نضالية، والانتفاضة الحالية جاءت بمبادرة من الجيل الفلسطيني وتراكم لجهود حركة حماس وباقي الفصائل".

وفي سياق آخر، دعا مشعل حكومة التوافق الفلسطينية، إلى إدارة معبر رفح البري، والشريط الحدودي مع مصر "على قاعدة الشراكة وليس الإحلال والإبدال".

وجدّد استعداد قيادة حركة حماس، للقاء بحركة فتح في أي مكان من أجل معالجة ملفات المصالحة الفلسطينية كافة دون انتقاء.

ودعا خلال المقابلة التلفزيونية، قادة الدول العربية والإسلامية، وخص بالذكر السعودية وتركيا وقطر، إلى دعم القضية الفلسطينية، مؤكدا أن حركته ضد "التمحور"، وقال: "نريد جمع الأمة كلها، لدعم شعبنا وقضيته العادلة".

وحول موقف "حماس" من العمليات التي ينفذها تنظيم الدولة (داعش)، أعرب مشعل عن رفض حركته لسفك دم أي إنسان دون ذنب، مؤكدا أن "حماس" ترفض إلصاق تهم الإرهاب بـالإسلام. وأعرب عن تقديره لما وصفه بـ"وعي النخب والمسؤولين في العالم" تجاه العمليات التي يتبناها تنظيم الدولة.

وتابع: "نحن نرفض أي عمليات تستهدف أي إنسان بريء، كما أننا ندين إلصاق هذه الأعمال باسم الإسلام".

ودعا مشعل العالم إلى محاربة ما وصفه بـ"الإرهاب والتطرف الإسرائيلي"، وأن يقوم الجميع بإدانة ما يجري في الأراضي الفلسطينية من "انتهاكات يومية" ترقى لما قال إنها "جرائم حرب".

الأناضول