كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، 2499 فلسطينيًّا، نصفهم من الأطفال القصر، دخلوا السجون لفترات مختلفة.

وقالت هيئة الأسرى في بيان لها، السبت، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمارس سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني، وتشن حملات اعتقال واسعة في مختلف المحافظات، مشيرة إلى أن هذه الحملات تستهدف الأطفال القصر.

وأضاف البيان الذي تلقت "بوابة الحرية والعدالة" نسخة عنه، أنه منذ بداية الحراك الشعبي تصاعدت وتيرة الاعتقالات الإدارية ليصل العدد إلى ما يقارب 500 معتقل إداري.

ولفتت إلى أن عدد الأسرى الكلي داخل سجون الاحتلال وصل إلى ما يقارب 7000 أسير وأسيرة فلسطينية من بينهم 430 طفلاً قاصرًا و40 أسيرة فلسطينية.

وقالت الهيئة: إن حملات الاعتقال، خاصة ضد الأطفال جاءت بقرار سياسي رسمي من حكومة الاحتلال، وبتحريض عنصري من قبل مسؤولين إسرائيليين ودينيين على الشعب الفلسطيني.

وأوضحت أن إسرائيل وحكومتها رفعت الحصانة عن الأطفال سواء في الاعتقال أو المحاكمات غير العادلة وبقرار سياسي، وبذلك فإن الطفولة الفلسطينية مستهدفة بشكل أساسي في حملات الاعتقال.

وذكرت هيئة الأسرى أن 20 أسيرًا وأسيرة اعتقلوا بعد إصابتهم برصاص جنود الاحتلال، وما زال عدد منهم يعالج في المستشفيات الإسرائيلية.

وطالبت الهيئة بإرسال لجان تحقيق أممية، للتقصي حول جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة ترتكب بحق الأسرى في السجون وخلال الاعتقال، بما ينتهك قرارات الأمم المتحدة وميثاقها والقانون الدولي الإنساني وكل الأعراف الإنسانية.

وأشارت إلى أن إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون وتستبيح دماء أبناء الشعب الفلسطيني وحقوق الأسرى، وتضع لجرائمها غطاء قانونيًا، من خلال تشريعات عنصرية وجائرة وبغطاء من قضاتها ومحاكمها العسكرية، بما فيها المحكمة العليا الإسرائيلية، ودعت الأمم المتحدة، إلى الإسراع في توفير الحماية الدولية لشعبنا، خاصة الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

تطرف خطير

من جانبه، عبّر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، عن استغرابه من صمت المجتمع الإسرائيلي على سياسة القتل والإعدام والاعتقالات بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

وقال قراقع في بيان صحفي اليوم: "أستغرب كيف يسكت المجتمع الإسرائيلي على اعتقال أطفال قاصرين ومحاكمتهم، وعلى سياسة استباحة الدماء والإعدامات خارج نطاق القضاء وعلى سياسة التعذيب والمحاكمات غير العادلة بحق الأسرى".

وأشار إلى أن من يمارس الاعتقال بسبب نشاط على موقع "الفيس بوك" أو لمجرد أحلام لطفل فلسطيني ويطلق الرصاص على أشخاص لم يبدو المقاومة وبالإمكان اعتقالهم، ويمارس التعذيب الوحشي بحق المعتقلين، يكون بذلك قد أصبح ضد الحياة لنفسه ولغيره.

وأضاف المسؤول الفلسطيني أن المجتمع الإسرائيلي صامت وكأنه محشور داخل معسكر ودبابة تقوده هستيريا جنون الحرب والكراهية والتطرف العنصري الذي تقف على رأسه حكومة نتنياهو، محذرًا من أن سيطرة التطرف الديني في المؤسسة السياسية والعسكرية والأمنية في إسرائيل تشكل تهديدًا، ليس فقط على الفلسطينيين بل على المنطقة كلها.