خميس النقيب 
 
للصوم المقبول علامات،  وللاجر الموصول اشارات  ، في الطريق الي الله تظهر العلامات،  وعلي مداخل الجنة تضيئ الاشارات ..!! تدخل من طاعة الي طاعة،  وتستمر علي توبة، وتخشي عدم القبول والولوج ..!!  من خاف ادلج،  ومن ادلج بلغ المنزل،  الا ان سلعة الله غالية،  الا ان سلعة الله الجنة ... حديث صحيح  رواه الترمزي باسناد حسن 
 قاذا رزقت القبول رزقت الرفعة والعلو والسمو،  رزقت مغية الله ونصره،  كلما تذللتَ إلى الله رفعكَ الله، وكلما صبرتَ لله أعزكَ الله، وكلما كنتَ خاضعاً لله أخضعَ الله الآخرين إليك، وكلما هِبتَ الله هابَكَ الناس، وكلما نُزعت من قلبكَ هيبة الله, نُزعت من الناس هيبتك, قواعد ... قوانين قوانين ماضية وقواعد ثابتة : عفّوا تعفُ نساؤكم...!! 
لذلك يجب ان تسير  بنية إصلاح المستقبل    بالحفاظ علي الطاعة والعزم على أن يكون حالنا بعد رمضان أفضل من حالنا قبله، فقد خاب وخسر من عرف ربه في رمضان، وجهله في غيره من الشهور.
ما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحها ، وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها وتعضدها  وإن من توفيق الله للعبد إعانته على طاعات بعد طاعة .
 يجب أن يداوم العبد علي الطاعات ، فعن عائشة- رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته رواه مسلم ، وقال: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. متفق عليه ، و لمن داوم على عمل صالح، ثم انقطع عنه بسبب مرض أو سفر أو نوم كتب له أجره كاملا موصولا  ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً رواه البخاري ، و هذا في حق من كان يعمل طاعة فحصل له ما يمنعه منها، وكانت نيته أن يداوم عليها ، قال صلى الله عليه وسلم : ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه.. أخرجه النسائي .
هنا يتوفر للعبد صلاحيات كاملة علي مدار العمر.. كيف ؟ قيام الليل والنوافل  مع الفرائض ، صيام النفل بعد صيام الفرض ، الصدقة مع الزكاة ، العمرة مع الحج ، علما بأن عمرة رمضان تكتسب كحجة ، ( من صلي الصبح في جماعة ثم جلس في مصلاة يذكر الله حتي تطلع الفجر فصلي ركعتين كان له بها عمرة وحجة تامتين 
تامتين تامتين ) .. صحيح  ثم ذكر الله علي الدوام
يجب ان يغلب على المرء الخوف والحذر من عدم قبول العمل.    روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: كانوا لقبول العمل أشد اهتماماً منهم بالعمل، العبرة بالقبول، ألم تسمع قول الله عز وجل:     ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾  المائدة 
 وكان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر، فقيل له: إنه يوم فرح وسرور، والحقيقة هو يوم فرح وسرور، قال: صدقتم، ولكنني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملاً، فلا أدري أقبله أم لم لا.
يجب أن نشكر الله عز وجل، وأن نحمده أن بلَّغنا رمضان، ووفقنا فيه على الصيام والقيام، فقد حرم من ذلك خلق كثير.
 والطاعة أيها الاحباب نقضي متاعبها، ويبقى ثوابها، بينما المعصية تنقضي لذتها، ويبقى إثمها.
 وينبغي أن نسأل الله جل جلاله أن يبلغنا رمضان القادم، وما بعده.
التوبة النصوح من جميع الذنوب والآثام بداية التصحيح، فالتوبة النصوح تزيل عقبات الطريق الي الله، ينطلق بعدها العبد الي ربه بلا احمال وبدون اثقال،  تدفعه الاعمال الصالحة الي الامام فيفشي السلام ويود الانام ويبدد الظلام ويصلي بالليل والناس نيام . 
 وينبغي أن نعاهد أنفسنا بعد رمضان على نصرة هذا الدين، والدفاع عن سنة سيد المرسلين، والنصح لعامة المسلمين.
 وأن نحقق شيئاً من الجهاد في سبيل الله، فمن مات، ولم يجاهد، ولم يحدث نفسه بالجهاد مات على شعبة من شعب النفاق .
 جهاد النفس والهوى، الجهاد النفس و   الجهاد الدعوي، قال تعالى:     ﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾    سورة الفرقان  ، و  الجهاد البنائي.
 فإذا صح الجهاد النفسي والجهاد الدعوي والجهاد البنائي، ربما وفقنا إلى الانتصار والتقدم والتمكين ..!! 
 مواسم الطاعات تستمر مع العبد في حياته كلها، ولا تنقضي حتى يدخل العبد قبره.. فهو ينتقل من شهر رمضان إلي موسم الحج إلي المولد النبوي إلي الهجرة إلي الإسراء والمعراج ومع كل ذفلك الغزوات والعيدين وبينهم الصلوات والخلوات ..!! 
 قيل لبشر الحافي - رحمه الله -: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال: بئس القوم قوم
لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها.
 وبذلك نواصل الجد والمثابرة على الطاعات، والإكثار من القربات، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
المتابعة .. دليل قبول الطاعة الطاعة بعدها، والحسنة تنادي أختها، والموفق من حافظ على حسناته من الضياع، واستمر على الطاعات حتى يأتيه الموت وهو على أحسن حال من الإنابة والإقبال على الله  ، لذا كان أهل الطاعات أرق الناس  قلوباً، وأكثرهم  صلاحاً، وأعظمهم فلاحا ، واسرعهم نجاحا  ، وأهل المعاصي أغلظ  الناس قلوباً، وأشدهم  فساد ا، وأعظمهم عذابا في الدنيا وفي الآخرة ،   والصوم عبادة من العبادات ، ورحمة من الرحمات ، ونفحة من النفحات ،  التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفي الأبدان من أمراضها ، وتنقي الصدور من أحقادها وتجلي النفوس من عجبها وبخلها  ..
 لذلك  أرشد الرسول  أمته إلى المتابعة كما قال : تابعوا بين الحج والعمرة .. فهو هنا يبين صلي الله عليه وسلم مكانة المتابعة و فضل الست من شوال،  بأسلوب يرغِّب في صيام هذه الأيام.. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر رواه مسلم وغيره
 قال العلماء: وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها ..
 ثم إنه ينبغي بعد رمضان، أن نكثر من ذكر هاذم اللذات، ومفرق الأحباب، ومشتت الجماعات، وميتم البنين والبنات، الا وهو الموت ..!! 
 العمر سينقضي كما انقضى رمضان، فإن الليالي لمبليات لكل جديد، ومفرقات عن كل لذيذ  فالمغرور من غرته لذة الحياة الدنيا، والغافل من غفل عن آخرته بدنياه
.علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول: ليت شعري، من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه ، ويقول أيضا : لا تهتمّوا لقِلّة العمل، واهتمّوا للقَبول، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول : "  إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " ( المائدة:27)... ويقول ابن مسعود رضي الله عنه : أيها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك.
...  اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعمل .. اللهم ارزقنا القبول والاجر الموصول ...