شكلت عملية بئر السبع، مساء أمس، منعطفًا مهمًا في تطور انتفاضة القدس، التي بدأت مطلع الشهر الجاري، وفق التقديرات الإسرائيلية.


وقتل ضابط إسرائيلي وأصيب 10 آخرون بعضهم حالتهم خطيرة؛ في هجوم نفذه الشاب مهند العقبي من النقب المحتل وسط تضارب للأنباء حول مصيره.

وتكمن أهمية هذه العملية؛ أن منفذها هو من الداخل الفلسطيني المحتل الذي يخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وفق قول القيادي البارز في حماس محمود الزهار -في تصريح له-: عملية بئر السبع لها دلالات أنها لم تكن في القدس ولكن اتسعت دائرة العمليات لتصل كل الأراضي المحتلة والتي آخرها هذه العملية البطولية في بئر السبع.

وتقول الصحفية الإسرائيلية "تال أفرام": إن تقديرات المخابرات تشير إلى أن الانتفاضة الجديدة تنتقل تدريجيًا من عمليات الطعن إلى إطلاق النار.

ووصف "روبيك دانيلوفيتش"، رئيس بلدية الاحتلال في  بئر السبع، العملية بأنها "صعبة للغاية"، قائلًا: الجيش والشرطة لا يمكنهما منح كل إسرائيلي حارسًا خاصًا من أي مسلح فلسطيني، لأننا في ذروة معركة قاسية!

ويرى "عاموس هرئيل" المحلّل العسكري الإسرائيلي، أن عملية بئر السبع لا ترقى لحجم تخطيط عمليات الانتفاضة الثانية، لكنها مؤشر على بداية عمل عسكري منظم يختلف عن حوادث الطعن الأخيرة، ويبدو أنّ منفذها تلقى تدريبًا معينًا، وتنذر بدخول فصائل منظمة للهبة الشعبية!

واعتبر محلل عسكري إسرائيلي، عملية بئر السبع فيلمًا هنديًا، لكن خيبة الأمل الحقيقية تكمن في هروب الجنود المسلحين من منفذ العملية، وبحثهم عن أماكن للاختباء منه، بدل أن يطلقوا النار عليه، قائلًا: إنه سلوك مخزٍ، كان آخر ما توقعناه أن تأتينا الضربة في بئر السبع، العاصمة الاقتصادية لإسرائيل!

ويشير صالح النعامي، الباحث في الشأن الإسرائيلي، إلى أن متابعة حسابات الصحفيين الصهاينة على "تويتر" تعكس حجم الإحباط وخيبة الأمل والغضب والتندر على عجز نتنياهو عن الحفاظ على الأمن.

في غضون ذلك، قرر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "جلعاد أردان" تخفيف قيود حيازة سلاح للإسرائيليين لمواجهة العمليات الفدائية؛ حيث ارتفعت طلبات الحصول عليه بنسبة 5000%، من 150 طلبًا يوميًا إلى 8000، وزيادة بنسبة 50% ممن يتوجّهون لمراكز التدرّب عليه، ووصل الإقبال على شرائه الأكبر منذ سنوات الـ70، والسلاح الأكثر رواجًا هو مسدس "جلوك"!