خالد البلتاجي
آمل أن يكون جميعنا قد قرأ المرحلة ، وأبصر الطريق ، وحدد الهدف ، وصوب المسير !!!
آمل أن نكون قد ادركنا المهمة .. مهمة الساعة ولامهمة غيرها : مهمة بناء القاعدة الشعبية المؤمنة التى ستغدو منطلقا باذن الله لما بعدها؟
وآمل كذلك أن نكون ملمين باعماق وآفاق تلك المهمة ، إذ هى مهمة تأسيس وبناء وتربية ، وليست مجرد إحداث قناعات ، أوترجيح خيارات ، بمعنى أنها غير مختزلة فى انتاج مجتمع يؤيد مواقفنا السياسية وفقط ، بل ولا مجتمع قبل بالاسلام كحل لمشكلاته فحسب ، لكنها تستهدف مجتمعا يلتزم بالإسلام انطلاقا من الإيمان بالله ، بل يتبناه ويدافع عنه ويجاهد فى سبيله .
أيها الاخوان :
عليكم بشعبكم المصرى الذى كان قبل ثورته أمل الأمة للنهوض من كبوتها ، وعودة مجدها فما بالكم : كيف اصبح بعدها؟
عليكم به فانه قريب منكم ، ومن تلبية نداءكم ومناصرة دعوتكم فوق ماتتوقعون ، تماما كما كانت تلبيته الفذة غيرالمتوقعة لنداء الثورة .
إياكم والاكتفاء بمخاطبته من المنصات وفى المؤتمرات وعبر وسائل الاعلام ، ولكن احتضنوه بقوة وتعايشوا معه ليشارككم حمل مشروعكم الربانى بشموله وعالميته .
ليدرك أن مصر الجديدة مرشحة بإذن الله كى تكون نواة الأمة الاسلامية الجديدة ، وأن ثورته تلك هى خطوة أولى على طريق طويل عليه أن يقطعه إلى نهايته والله ناصره ومعينه .
أيها الاخوان :
تلك هى مهمتكم اليوم بعدما انبسطت الارض أمامكم لإتمامها ، فالتفتوا إليها ودعوكم من المعارك الجانبية ، واحذروا الاستدراج إلى ترهات الطرق الزائغة عن الهدف والمضيعة للوقت فتستهلكون معظم أوقاتكم فى حوارات جدلية لاتنتهى ، فان كان لابد من بعضها لزوم العمل السياسى الذى هو جزء من دعوتنا فبشرط ألا يستنفذ طاقة زائدة عن اللازم وألا يفسد الود مع من نحاوره من أبناء شعبنا فضلاً عن التجاوز والعودة بخفة إلى أصل المهمة عند انسداد الحوار .
ادخروا جل امكاناتكم لإنتاج شعب مؤمن سيميز من تلقاء نفسه الغث من السمين والحق من الباطل والمؤمن من المنافق .
دعونا أيها الاخوان من تفاهات الحاقدين على كل ماهو اسلامى فتلك رسالتهم المعروفة بداهة فلما تستغربونها ؟؟
وظفوا الغضب الناتج عن هجمات العلمانيين إلى حركة انتاجية بناءة ، وادخروا الطاقة الضائعة فى الاحتقان لتكون قوة دافعة باتجاه الهدف ، و (لئن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا ومافيها) .
أرجوكم اخوانى لاتضيعوا أوقاتكم مع مهاترات لاتنتهى ولن تنتهى بغية تشتيتكم بعيدا عن هدفكم ، وامضوا فوراً فى مهمتكم بحزم وعزم وخطى الواثقين المحددين لطريقهم .
انظروا دائما صوب الهدف فهو صبر ساعة .. ولاتلتفتوا كثيرا الى الوراء !!
على هامش المقال
أقبل رمضان بما يتيحه من مساحة شاسعة للعمل والانتاج ، مساحة تضاعفت بعد الثورة اضعافا ، أما العشر الاواخر فلها شأن آخر ..
فلنستعد لها كما ينبغى ، ليس أقل من أن نتفرغ كاملا وننتشر فى ألاف الاعتكافات ونحشد لها الجمهور حشداً ، ولتتحول إلى مايشبه المخيمات نعايش الناس فيها أعمق معايشة فنقيم الليل ونتدارس القرآن والسيرة بالفهم الصحيح ونتناول هموم الامة ونبين رسالتها ونتعاهد أن نكون من حملتها .
لا أستكثر أن يستجيب لنا ملايين بعون الله هذا العام ، وأن يدخل الناس فى طاعة الله افواجاً .
إيانا أن نتراخى وتفوتنا الفرصة إلى رمضان القادم ، ويمر عام كامل من عمر الأمة ، ما اعظمها من فرصة لو أحسنا توظيفها !!!