دفع الجوع الشعب الفنزويلي إلى اصطياد الكلاب والقطط والحمام لتناول أي غذاء يسد رمقهم. بعد أن سمح رئيس البلاد للجيش بالسيطرة على كل مجالات الاقتصاد بالكامل.

قال موقع .bnamericas المتخصص في أخبار أمريكا اللاتينية إن الجوع الشديد الذي يعاني منه الشعب الفنزويلي تسبب العام الماضي في خسارة ثلاثة أرباع الفنزويليين أوزانهم بمتوسط 8.7 كجم.
 
وأشار إلى أن الشعب الفنزويلي وصفوا انخفاض الوزن الإجباري بأنه "ريجيم مادورو" نسبة إلى الرئيس نيكولاس مادورو الذي تخرج ضده مظاهرات عارمة على نحو متكرر.
 
وانتقد الموقع بابا الفاتيكان فرنسيس جراء صمته على تلك المأساة، ناعتا إياه بأنه "الصوت المفقود في تراجيديا فنزويلا".
 
وتابع التقرير: “البلد الكاثوليكي يعاني من نقص الغذاء والدواء، والتي يقابَل فيها المحتجون على فساد الحكومة وسوء إدارتها  بطلقات الرصاص".
 
واستطرد: “ورغم ذلك، فإن قائد الكنيسة الكاثوليكية الذي وصف الجوع العالمي بالفضيحة وشجب سرطان الفساد لم ينبس بكلمة ضد المأسأة الإنسانية التي تعاني منها فنزويلا، وضد الجاني الرئيسي الرئيس نيكولاس مادورو".
 
وكشف تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس أن تعطل دخول شحنات الغذاء إلى فنزويلا يعزي إلى الرشاوى التي يطلبها الجيش.
 
وكان مادورو قد وكل الجيش للسيطرة على القطاعات الاقتصادية المتعددة من أجل شراء ولاء الجنرالات الذين باستطاعتهم إزاحته في أية لحظة.
 
ويوما بعد يوما، تتضاءل نسبة تأييد مادورو والراحل هوجو تشافيز في الدولة البالغ تعدادها 30 مليون نسمة، بينهم 73 % من الكاثوليكيين".
 
وأردف الموقع: “تشهد الاحتجاجات تمزيق صور تشافيز، حيث استيقظ الناس الذين كانوا يمتدحون ثورته البوليفارية بعد رؤيتهم للحقيقة القاسية تحت حكم خليفته الذي انتقاه بنفسه ".
 
أرماندو كانيزاليز، عازف كمان في السابعة عشرة قتل مؤخرا بطلقة في الرأس أثناء إلقائه حجارة على عناصر أمنية خلال احتجاج بكاراكاس مما أثار ردود فعل غاضبة.
 
وفي تقرير سابق قالت مجلة ناشيونال جيوغرافيك إن الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتأزمة في فنزويلا بلغت حد المجاعة التي امتد نطاقها  داخل حدائق الحيوان.
 
وواصلت: "حوالي 50 حيوانا في حديقة حيوان كاريكياو ماتت من الجوع خلال الشهور الستة الأخيرة، جراء الارتفاع الكبير في تكلفة الغذاء، بفعل الانحدار الاقتصادي".
 
الأرانب والخنازير والطيور والتابير بين أكثر الحيوانات معاناة داخل الحديقة الشهيرة، بل أن بعضهم لم يتناول أي طعام.
 
معهد المنتزهات القومية الذي يشرف على حدائق الحيوان في فنزويلا ألقى باللوم في أزمة عجز الطعام على الانهيار الاقتصادي، جراء الانخفاض الكبير في أسعار النفط الذي تعتمد عليه الدولة الأمريكية الجنوبية كأحد أكبر المصدرين.
 
وبسبب ذلك، لم تعد فنزويلا قادرة على استيراد الغذاء والدواء وغيرها من الاحتياجات، وتسبب التضخم في ارتفاع صاروخي للأسعار.
 
وبلغت المجاعة درجة لا يجد فيها العاملون بحديقة الحيوان إلا المانجو وقرع العسل لتقديمها كوجبات غذائية للأسود والنمور بدلا من اللحوم، كما يأكل الفيل الفاكهة الاستوائية.
 
بعض الحيوانات يقدم لها خيولا أصيلة مذبوحة من مضمار سباق مجاور.
 
ويعيش الفنزويليون في مجاعة مستمرة، وتمتد الطوابير داخل المتاجر لساعات.
 
ودفع الجوع الشعب الفنزويلي إلى اصطياد الكلاب والقطط والحمام لتناول أي غذاء يسد رمقهم.
 
وفي واقعة شهيرة العام الماضي، سرق زائرون لحديقة حيوان في العاصمة الفنزويلية كاراكاس حصانا وذبحوه ليأكلوه.