عندما نكتفي بحب بعض الأشخاص ولا نحتاج لحب غيرهم، نتوقع منهم نفس الشئ. الغيرة من المولود الجديد تحدث لذلك السبب تحديدا. لا تتصوري أن ابنك الأكبر سنا سيتحمس مثلك لهذا المولود الجديد، بل بالعكس، قد تبدو عليه علامات الحزن والسأم. تجاهل هذا الحزن و تصور أنه سيزول بالوقت لن يؤدي إلى نتيجة وقد ينتج عنه مزيدًا من الحزن والإحباط.
الأبن الأكبر يحاول لفت انتباهك بأي طريقة
فهو لا يفهم لماذا تحتاجون طفلًا آخر في البيت؟ هل لازلتم تحبونه؟ هل تستبدلون الآخر به لشئ فعله؟ ألم يكن طفلًا مهذبًا ويطيعكم؟ قد يقوم بأحد التصرفات التالية للفت إنتباهك أنت وزوجك:
التراجع - النكوص: قد يتراجع ابنك لبعض التصرفات أو السلوكيات التي قد سبق أن تخطاها مثل: الشرب من “البيبرونة” أو الجلوس في كرسي السيارة الصغير أو حتى بلل السرير أثناء النوم.
العنف تجاه المولود الجديد: خاصة إذا شعر إبنك بأنكم تستبدلون المولود به: فمثلا يلبس المولود ملابسه القديمة أو يستعمل بطانيته المفضلة أو غير ذلك.
عادة ما تكون هذه التصرفات غير إرادية وتعتبر رد فعل لاهتمامك بالمولود الجديد. يمكنك محاولة تفاديها عن طريق:
راعي التغييرات . فمثلا، إذا كان الأبن الأكبر ينام في سريرك ثم تم نقله إلى غرفته بمجرد ظهور المولود الجديد سيشعر بالاضطهاد ويفسر ذلك أنكم تفضلون المولود الجديد أكثر منه.
قد يلجأ الإبن الأكبر لأغراضه القديمة للشعور بالألفة والأمان. اتركيه يلعب ببطانيته المفضلة بينما تتبعين اقتراحات سوبرماما للسيطرة على الوضع.
حاولى ألا تستخدمي أغراضه القديمة للمولود الجديد إلا بعد طلب إذنه أولا. اشرحي له أن بإعطائه الأغراض القديمة للمولود يمكنه الحصول على أغراض أخرى أكثر ملائمة لسنه الآن.
إقتراحات السيطرة على الغيرة
قد يكون إبنك الأكبر متحمسا لوجود مولود جديد في أول الأمر، ولكن كما تعلمين، فالأطفال يمكنهم تغيير رأيهم في أي وقت. يختلف تعامل الطفل مع الوضع الجديد بإختلاف شخصيته؛ فالأطفال الأكثر مرونة وتحكما يتأقلمون أسرع من الأطفال الحساسين. في جميع الحالات، جربي بعض الإقتراحات التالية لمعالجة الوضع. إعطي طفلك متسعًا من الوقت ليتأقلم ولا تسأمي بسرعة.
إعطيه دورًا خاصًا: إذا تركتيه يساعدك في بعض الأمور البسيطة المتعلقة بالمولود الجديد، ستفاجأين بإستعداده لتحمل المسئولية. من الأدوار التي يمكن أن يساعد فيها: يناولك الحفاضات والكريمات أثناء التغيير أو صب المياه على ظهر وأرجل المولود أثناء التحميم. يمكنك أيضا أن تتركيه يحمل المولود إذا كان جالسا، فضعي المولود على حجره لمدة قصيرة. لا تتركيهما وحدهما طبعا!
إسأليه رأيه. دعيه يختار الملابس التي يلبسها المولود اليوم .
اطلبي منه أن يحكي حكاية للمولود: فالأطفال الصغار لديهم قدرة على التسلية بجميع أنواعها، فسيرقص ويغني و يفتعل تعبيرات مضحكة. من ناحية فقد وجد الإبن الأكبر أشد معجبيه: المولود الجديد الذي يبدو منبهرًا بأي شئ يقوم به. من الناحية الأخرى: هذه بداية جيدة لبدء العلاقة الوطيدة بين الطفلين.
شاهدوا المولود معا: حتى أثناء النوم يمكنكما التأمل معا؛”أنظر كيف يحرك يده الصغيرة” أو “ترى ماذا يفكر الآن؟”
إقرأي له القصص عن دوره الجديد: فالقصص عن الأطفال الكبار غير الراضين عن المولود الجديد ستشعره أنه ليس وحده وأن شعوره طبيعي. والقصص عن الحب المتبادل بين الأخوة ومسئولية الأخ الكبير ستوضح له دوره كقدوة وتشعره بالمسئولية.
دعيه يحكي قصة من نسج خياله عن الأسرة بينما تقومون بإحدى الأعمال الفنية. إتركيه يقرر أي الصور يضعها في كل موقف ويحكي القصة مما يظنها وجهة نظر المولود الجديد.
تعاطفي مع مشاعره: تحدثي مع الأبن الأكبر و أعلميه أنك تقدرين شعوره وتفهمين حالته. أحيانا كل ما يحتاجه هذا الطفل الصغير هو بعض التعاطف وفرصة يعبر فيها عن غضبه.
اقضي بعض الوقت معه وحدكما: إما لمشاهدة الكرتون المفضل لديه أو لتلعبوا بالمكعبات أو للرسم. هذا الوقت سيشعره بأهميته في حياتك.
دعيه وشأنه: ربما لا يريد المساعدة مع المولود ، فإتركيه ليلعب ويلهو قليلا وإتركي له مساحة للتأقم. سيحتاج بعض الوقت ثم تجديه يستوعب الوضع شيئا فشئ!