16/05/2010م

دعا سياسيون ومسئولون فلسطينيون، إلى تكثيف الجهود لحماية حق العودة ومواجهة محاولات تمييعه وحرف مفهومه، واصطناع مفهوم جديد له يرمي لتكريس فكرة تعويض اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم في أماكن تواجدهم من خلال توفير مشاريع توطينية بدعم صهيو-أمريكي.

وشددوا خلال مشاركتهم في مؤتمر "شهود على النكبة" الذي نظمته اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى 62 للنكبة الأحد (16-5 ) بغزة ، على ضرورة نشر الوعي بحق العودة ومفاهيمه على المستوى الفلسطيني والعربي حتى يبقى حقاً ثابتاً إلى الأبد.
 
من جانبه أكد الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن حق العودة حق مقدس فردي وجماعي، واصفا من يتنازل عنه بأنه مرتد عن الصف الوطني الفلسطيني كما جاء في قانون حق العودة الذي أقره المجلس التشريعي الفلسطيني.
وشدد على رفض شعبنا للتوطين وقال "لا بديل عن حق العودة إلا بالعودة"، وأكد أن حق العودة لا يمكن أن يكون إلا بالجهاد المقدس ووحدة الصف الفلسطيني، كما أعلن رفضه للقرار العسكري الصهيوني رقم 1560 القاضي بترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة والأردن ودول عربية أخرى .

كما طالب بحر بوقف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة التي تجريها السلطة مع الكيان الصهيوني، لافتا أن تلك المفاوضات تعطي شبكة أمان للاحتلال للاستمرار في بناء المستوطنات وتوسيعها في القدس المحتلة.

وطالب النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي فصائل المقاومة الفلسطينية وقوى شعبنا بالعمل الجاد من أجل إطلاق سراح الأسرى، مناشدا الفصائل الآسرة للجندي الصهيوني شاليط بالتمسك بمطالبها العادلة للإفراج عن أسرنا، والعمل من أجل خطف مزيد من جنود الاحتلال لمبادلتهم بأسرانا.

ولفت بحر أن المصالحة الوطنية الفلسطينية مطلب استراتيجي لشعبنا وضرورة دينية ووطنية على قاعدة الثوابت الوطنية والمحافظة على مشروع المقاومة وليس على قاعدة شروط الرباعية والفيتو الأمريكي.

فلسطين قنبلة ديمغرافية

وأكد محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن الاحتلال عاجز عن إخضاع شعب أعزل ومحاصر، وعدم تحقيقه لأهداف حربه الأخيرة على قطاع غزة خير مثال على ذلك، في حين أنه كان يُخضع أنظمة ودول وجيوش في ساعات خاطفة.

وأضاف الهندي، أن الاحتلال أصبح يواجه حركات بسيطة لكنها قوية بعدالة قضيتها، بعد أن فقدت الأنظمة العربية إيمانها بها وتسببت بالنكبة للفلسطينيين.

وشدد على أن قاعدة الكبار يموتون والصغار ينسون، التي كان يعتمد عليها الاحتلال في احتلال أرض فلسطين تبدلت وأصبحت قنبلة ديمغرافية في ظل تمسك وتوارث الأجيال الفلسطينية لحق العودة عن أجدادهم.

ونوه الهندي، إلي أن المفاوضات كانت ولا تزال غطاءً لكل المجازر الصهيونية التي ارتكبت بحق الفلسطينيين، فهي جاءت بمزيد من الويلات والحصار والتهويد، مبدياً استغرابه واستهجانه لعودة الفريق المفاوض لها.

لا تكونوا خونة مرتدين

من جانبه، دعا خالد الخالدي، ممثلاً عن اللجنة الشعبية العليا لإحياء ذكرى النكبة للاجئين الفلسطينيين في الداخل والشتات، للتمسك بحقهم في أرض فلسطين، وإعلان رفضهم للتنازل عن أي جزء منها، وأن يعدوا من يدعو لذلك مرتد وخائن، مطالباً الدول العربية أن تقوم بواجبها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في أراضيها وتعطيهم حقوقهم في العيش بحياة كريمة لحين عودتهم إلى أراضيهم.

كما ناشد الهيئات الحقوقية بتوثيق الشهادات القديمة والحاضرة حول جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، من أجل إدانة جنود وقادة الاحتلال ومحاكمتهم، داعياً الدول العربية إلى التوحد نحو قضية القدس كونها للمسلمين كافة وليس للفلسطينيين وحدهم.

وحضر المؤتمر عدد من اللاجئين الفلسطينيين الذين شهدوا النكبة الفلسطينية عام 1948، والذين أدلوا خلال جلسة لهم بشهاداتهم حول ما جرى قبل النكبة، ونقلوا معاناة الفلسطينيين وعمليات القتل التي ارتكبها جنود الاحتلال والإنجليز بحقهم.

 وتخلل المؤتمر فقرات لأطفال وشباب جسدوا حياة اللاجئين الفلسطينيين قبل النكبة، ونقلوا تمسكهم بتراثهم عبر العديد من العروض.

مطالبة بنشر مفاهيم العودة بالمدارس

من جهته، قال عبد الله الحوراني رئيس التجمع الشعبي للدفاع عن حق العودة: "إن حق العودة هو منطلق وجوهر القضية الفلسطينية وأساس الصراع مع الاحتلال"، مشيراً إلى أن مخيمات الشتات هي أول من شهد الثورة الفلسطينية والمقاومة من أجل حق العودة".

وأكد الحوراني على وجود محاولات أمريكية وإقليمية لتشويه حق العودة واستبداله بمفاهيم جديدة كالعودة إلى مناطق السلطة أو الضفة أو تسكين اللاجئين هنا وهناك وتوطينهم".

وطالب بنشر مفاهيم حق العودة في المدارس عبر المؤسسات الإعلامية والثقافية، وتحرك كافة القوى والفصائل نحو الشعوب العربية لنشر هذه المفاهيم بينها وتفعيل دورها في التمسك بحق العودة والضغط من أجل الدفاع عنه وحمايته وتحقيقه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام