08/12/2009

منذ أن انطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس، وهي تفكر دوماً وجلياً في تحرير الأسرى من سجون العدو الصهيوني، فكانت دوماً في الميدان تواصل عمليتها ضد العدو من أجل تدبير عملية أسر لجنود صهاينة لتبديلهم بأسرى فلسطينيين وعرب.

ولكن هذه المرة وفي الذكرى الـ22 لانطلاقة حركة حماس اختلفت الأمور شيئاً عما كان عليه الأمر في السابق، حيث أنها أسرت الجندي الصهيوني جلعاد شاليط وهي الآن بصدد إتمام صفقة مشرفة ستعم فيها الفرحة في مئات البيوت التي سيخرج أبناها من السجون الصهيونية، ولا ولن تكون هذه المرة الأخيرة حيث أنه في قاموس كتائب القسام العديد من الأفكار لأسر آخرين وتبديلهم بأسرى في السجون الصهيونية.

ويبقى دوماً في الذاكرة الفلسطينية، وذاكرة العائلات التي كان لها أنباء وبنات في السجون الصهيونية أن حماس لن تتخلى أبداً عنهم وقضية إطلاق سراح عشرين أسيرةً والتي أطلق عليها "صفقة الحرائر" من كافة الفصائل الفلسطينية قبل فترة وجيزة مقابل معلومات عن حياة شاليط ما هي إلا خير دليل على ذلك.

حافل بالبطولات

إلا أن ذاكرة كتائب القسام كانت على مر السنوات الماضية حافلة ببطولات أسر جنود صهاينة، وكان للأسير القسامي يحيى السنوار الذي يقضي أكثر من 22 عاماً في السجون الصهيونية بصمة قوية في خطف جنود صهاينة فكان الجنديان الصهيونيان "إلي اسبورتس ـ وإلى سعدون" خير دليل على ذلك وعلى بطولات القسام وحماس في ذكراها الـ22.

ووعدت حركة حماس في العديد من المحافل المحلية والعربية والدولية أبناء شعبنا وأهالي الأسرى بالذات أنها لا ولن تتخلى أن أبناءهم حتى إطلاق سراح آخر أسير فلسطيني وعربي أيضاً في السجون الصهيونية، وأن ذلك سيكون بداية النصر والتمكين لأنه لا يعقل أن يترك من وهبوا حياتهم في سبيل وطنهم وبلدهم وأبناء شعبهم أن يتركوا هكذا دون أن يحرروا لأنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله.

كما أن حركة حماس لم تنسى في يوم من الأيام هؤلاء الأبطال الصناديد القابعين خلف القضبان فدوماً تنظم لهم مهرجانات خاصة تقديراً منها لبطولاتهم وتضحياتهم الجسام، ومشاركة أعضاء المجلس التشريعي وقيادات من حماس كل يوم اثنين في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى أقوى بينة للجميع على أن حماس في الميدان ولن تترك أبناء شعبها في معاناة أبداً، وأنه من شدة حرصها على الأسرى والتخفيف من معاناتهم كان لابد من أن يكون لهم جمعية أو مؤسسة تدعم صمودهم وأهلهم فكانت جمعية واعد للأسرى والمحررين صرح شامخ يعتني بالأسرى خاصة وأن أغلب العاملين فيه هم من الأسرى المحررين من السجون الصهيونية.

فرق شاسع

وعلى النقيض فإن حماس تعمل على أسر جنود ومبادلتهم بأسرى، وحكومة رام الله تعمل جاهدة على إعادة الصهاينة الذين يتسللون إلى الضفة الغربية بحجة أنهم دخلوا بالخطأ، حيث يأتي تذلك في إطار التنسيق الأمني لحماية الصهاينة من قبل حكومة الضفة، ولم أن هؤلاء الصهاينة تم أسرهم في الضفة الغربية وتبديلهم بأسرى فلسطينيين لما بقي أحد في السجون الصهيونية.

وفي هذا السياق أكد حماد الرقب الناطق باسم حركة حماس في خانيونس، في تصريح خاص لمراسل "فلسطين الآن" في خانيونس، أن الأمر المهم الذي لم تتنازل حماس عنه ولم تتراجع وتعلنه للقاصي والداني أنه طالما هناك أسير فلسطيني واحد لن تدخر جهد للإفراج عن هذا الأسير مهما كلفها هذا الأمر من ثمن".

وقال الرقب: "إن حماس كانت دوماً وفيةً للأسرى وذلك عبر جملة من الأمور الأمر الأهم منها هو محاولة الإفراج عن الأسرى لكي يكملوا مشوارهم الجهادي حتى نصل إلى مبتغانا بتحرير أرضنا وطرد الاحتلال الصهيوني"، مشدداً على أنه من أجل أن يكون ذلك فالوسيلة الرئيسية المتبعة محاولة إخراج هؤلاء الأسرى والتبادل عبر اختطاف الجنود.

15 محاولة

وذكر الرقب، أن حماس عبر تاريخها الناصع نجحت في تنفيذ 15 محاولةً في تبادل الجنود، ولكن معظمها لم يعمر باستثناء الصفقة الأخيرة وهي صفقة الجندي شاليط، بالإضافة إلى دعم جنود الأسرى ورفع معنوياتهم والاطمئنان على أهلهم وحمل الأمانة التي وكلت إليهم في أعناقهم تجاه مجتمعهم وأهلهم.

وأضاف أن حماس حاولت بقدر إمكانها أن ترعى الأسرى، وأن تطمئن على أبناء الأسرى وزوجاتهم وآبائهم وأمهاتهم خلال مسيرة الاعتقال وهي ما زالت في ذات الوقت تحي كل الفعاليات التي من شأنها تأجج الرأي العام باتجاه الأسرى عبر فعاليات كثيرة الخاصة، مذكراً أن أهم الفعاليات التي شاركت حماس من خلالها هي قضية انتفاضة الأسرى التي سبقت انتفاضة الأقصى المباركة بفترة قصيرة، والتي انتفض بها الشعب الفلسطيني من أجل الأسرى، إضافة إلى التواصل قدر الإمكان مع الأسرى داخل السجون وإشراكهم مع شعبهم وأخذ آرائهم ومشورتهم تعليماتهم من اجل المضي في العمل الوطني والإسلامي في مجراه.

ورغم كل الصعاب والعقبات التي تمر في طريق المقاومة من قلة إمكانيات إلا أنها ستبقى تعيد المجد دوماً لأنباء شعبنا عبر تضحياتها التي تكتب بمداد الذهب والماس على أنها الخادم الأوحد لشعبنا في ظل تكالب كل الأنظمة والحكام على شعبنا وأنها ستعمل بكل ما أوتيت من قوة على إطلاق سراح الأسرى في السجون الصهيونية، ويبقى السؤال مفتوحاً إلى متى سيبقى أحد عشر ألف أسير فلسطيني وعربي في السجون الصهيونية والعالم يقف متفرجاً على ما يحدث لهم من إهانة وتعذيب وحرمان من أدنى متطلبات الحياة الآدمية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : موقع القسام