كلمة "لا" يبدأ الأطفال بقولها منذ تعلمهم الكلام، وفي بعض الأحيان تكون كلمتهم الأولى، ويستمرون في الرفض والصراخ بها على كل شيء، وبالتأكيد هنا تقف الأم عاجزة وغاضبة أمام هذه الكلمة.
لماذا نكره أن يقول أطفالنا كلمة "لا"؟
كلمة "لا" لها وقع مزعج ومستفز ومثير للأعصاب، لكن هل تعرفين لماذا؟
لأنها كلمة قاطعة وحادة، ولا يتبعها نقاش، وغالبًا ما نستخدمها نحن كأهل مع أطفالنا في حالات العصبية، أو حالات منع أطفالنا من الأشياء التي يريدونها، لذلك هم يستخدمونها كإعادة تدوير للقاموس المستخدم معهم.
نادرًا ما نتبع كلمة "لا" بشرح أو تبرير، وبالتبادل يستخدمها طفلك لمضايقتك، فقد يقول لكِ لا لن أشرب، لأنكِ طلبتِ منه ذلك، ويذهب في نفس الوقت ويشرب.
كيف نتخلص من كلمة "لا"؟
هل سينتهي الحال بنا نصرخ في وجه بعضنا بهذه الكلمة؟ بالطبع لن نفعل ابدئي بنفسك، وجددي قاموس الرفض اللغوي لديكِ، مع دمجه بشرح وتفسير، كي يتعلم طفلكِ لماذا هو لن يفعل الأشياء التي يريدها، يمكنكِ اختيار جمل بديلة مثل "مش هينفع دلوقتي"، "الاختيار ده مش صح"، "مش هقدر دلوقتي".
فإذا أراد طفلك قطعة من الشوكولاتة قبل موعد الغداء، لو قلتِ له "لا" فقط سيبكي ويصرخ، جرّبي معه أن تقولي ليس هذا وقت مناسب، فأنا أعد لكِ غداءً شهيًا جدًا، وبعدها سنتناول الشوكولاتة.
هنا أنتِ فتحتِ مجالًا للنقاش والشرح وحصلتِ على اتفاقية مع صغيرك، دون أن تستخدمي "لا" المزعجة، ولا ترفضي طلب لطفلك أو تمنعيه عن شيء بنبرة صوت غاضبة، كي لا يربط صغيرك هذه الكلمة بالعصبية ويصنفها بأنها كلام سيء، ولن يتقبله.
هل فات أوان التصحيح؟
إذا كنتِ قد قلتيها لطفلك مليون مرة، وأصبحت نشيدًا في فمه الصغير، هل بإمكانك إصلاح الأمر؟
نعم بكل تأكيد تقويم السلوك لدى الأطفال أمر ممتد ولا ينتهي، لكن فقط عليكِ تدريب نفسك على استبعاد كلمة "لا" من قاموسك اللغوي.
واستخدمي معه جملًا بديلة ولغة مختلفة تخلق جو أكثر راحة لطفلك، من جمل القطع الغاضبة.