أبدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تحفظًا على المبادرة المصرية بشأن غزة لكنها قالت إن ذلك لا يعني رفض المبادرة بأكملها، فيما طالبت حركة الجهاد بضرورة عقد قمة عربية لبحث العدوان الصهيوني على غزة والذي أدى لسقوط آلاف الشهداء والجرحى.

وقال ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان أسامة حمدان إن المبادرة المصرية بشأن غزة فيها جوانب لا تستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني على حد وصفه, لكنه أشار إلى أن ذلك لا يعني رفض المبادرة بأكملها.

وأكد حمدان في تصريح لفضائية "الجزيرة": أن بعض النقاط في المبادرة ما زالت عالقة ويجري التشاور بشأنها، مشيرا إلى أن وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي من غزة ومسألة نشر قوات دولية والمعابر خاصة رفح إضافة إلى مصير المقاومة أبرز هذه النقاط.

جاءت هذه التصريحات بعد مباحثات أجراها وفد من حماس مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، ونقلت حماس للوزير المصري تحفظاتها على بنود المبادرة المصرية.

وبعد هذه المباحثات غادر عضوان من وفد حماس -الذي ضم قيادات من الحركة في الداخل والخارج- القاهرة إلى دمشق للتشاور مع قادة الحركة هناك. وستستكمل المباحثات اليوم الاثنين.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي جددت موقف المقاومة المتحفظ من المبادرة المصرية, غير أنها قالت إنها يمكن أن تكون محل بحث وقاعدة للخروج من الأزمة.

وطالب الأمين العام للجهاد الإسلامي رمضان شلح القاهرة بالدعوة لقمة عربية طارئة خاصة بعد المطالبات الأخيرة بنشر قوات دولية بين القطاع ومصر, وبعد أن "داست الدبابات الإسرائيلية" على قرار مجلس الأمن الدولي 1860.

وقال إن ذلك القرار الدولي صدر لإرضاء الوزراء العرب, كمحاولة أمريكية لامتصاص غضب الشعوب العربية. وأشاد شلح بالموقف التركي من العدوان قائلا إنه ينم عن صحوة حقيقية, متسائلا في الوقت نفسه قائلا "أين الصحوة العربية؟".

وقال القيادي بحماس مشير المصري: إن وفد حماس للقاهرة تلقى بعض الردود على تحفظاته, مجددا تأكيد موقف حماس وفصائل المقاومة بأن أي مبادرة قابلة للتطبيق يجب أن تتضمن وقف العدوان فورا, وإنهاء الحصار وفتح المعابر خاصة معبر رفح.

وكانت مصادر إعلامية أفادت في وقت سابق بأن وفد حماس المكون من ثلاثة قياديين ناقش مراحل تنفيذ المبادرة المصرية لا سيما المتعلق منها بالمراقبة الدولية على الحدود بين قطاع غزة ومصر.

من ناحية ثانية أجرى وفد تركي برئاسة "أحمد داود أوغلو" مستشار رئيس الوزراء التركي محادثات بشكل منفصل مع وفد حركة حماس إلى القاهرة. وقد غادر الوفد إلى دمشق لإجراء محادثات مع قادة حماس والمسئولين السوريين حول المبادرة المصرية.

يأتي ذلك في حين يتوقع أن يصل إلى القاهرة مساء الأحد أو الاثنين وفد إسرائيلي برئاسة اللواء عاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع لنفس الغرض.

من جهة أخرى استدعت الخارجية المصرية السفير الإسرائيلي بالقاهرة شالوم كوهين لمطالبته بضرورة الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي الخاص بغزة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة حسام زكي إن السفير الإسرائيلي أبلغ بأن على إسرائيل التجاوب مع المطالبات بفتح ممرات آمنة لمرور المساعدات الإنسانية للقطاع.

وفي إطار التحركات الدولية وصل إلى القاهرة مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام بالشرق الأوسط قادما من تل أبيب لبحث تطورات الأوضاع بغزة.

كما وصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى إسرائيل الأحد لإجراء مباحثات بشأن مبادرات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأجرى شتاينماير مباحثاته مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بهدف وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت منذ 27 ديسمبر الماضي في قطاع غزة.

وقالت ليفني عقب اللقاء إن الحرب على غزة ليس لها علاقة بالحلبة السياسية الداخلية ولا بالانتخابات الإسرائيلية المقررة الشهر المقبل. وأضافت أن حكومتها هي التي تقرر وقف العمليات العسكرية, في إشارة لقرار مجلس الأمن 1860.

 

 12/01/2009