07 / 11 / 2008
 رفح – فلسطين الآن -  
لم يصدق الآلاف من الطلاب الفلسطينيين والمرضى وأصحاب الإقامات أنفسهم حين سمعوا خبر إعلان السلطات المصرية عزمها فتح معبر رفح الأسبوع الماضي لمدة ثلاثة أيام متتالية, فقد بحت أصواتهم في الاعتصامات اليومية, وأرهقتهم مطالبة الشرق والغرب برفع الحصار.



 

وتنفس الصعداء المتضررين من إغلاق المعبر, وراح كل واحد منهم يحزم حقائبه وينهي إجراءاته في وزارة الداخلية واستعدوا للسفر, لكنهم لم يكونوا يعلمون أن أكثر من ثلثهم ممنوعون من السفر من قبل السلطات المصرية لسبب أو بدون سبب, على الرغم من إتباعهم كل الإجراءات القانونية المتبعة, والتنسيق والنظام الكبير الذي اتخذته وزارة الداخلية الفلسطينية.
رشاوى وحرمان من السفر
وكانت المفاجآت الصاعقة بانتظار المسافرين على معبر رفح فالضباط المصريين يتعاملون بالرشاوى ومن يدفع أكثر يعبر أولا, والعشرات من المرضى لم يسمح لهم بالمرور مع مرافقيهم لأنهم ليس لديهم تنسيق مع رام الله.
 
ووفق مصادرنا فإن المدعو محمد عرفات المسمى ممثل السفارة الفلسطينية في معبر رفح كان يقوم بتهديد المسافرين بقطع رواتبهم، وكان يمنع الكثير من السفر، ومن يدفع له رشوى يسمح له بالعبور.
 
ويعد المدعو " عرفات " أحد أبناء فتح ورجل المدعو عبد الحكيم عوض مسئول الشبيبة الفتحاوية في غزة سابقا حيث ويقوم بأخذ من يدفع له كثيرا بسيارته الخاصة، وخاصة بنات العقداء والضباط السابقين في السلطة السابقة.
 
أما الطلاب وأصحاب الإقامات من الشباب فقد كان لهم نصيب الأسد من حصة الحرمان من السفر, والذريعة أمنية, وأي أمن هذا الذي سيخرقه هؤلاء الشباب من الطلاب والسلطات الأمنية المصرية تتعامل معهم منذ أكثر من عشرة سنوات بنظام الترحيل إلى المطار تحت الرقابة الأمنية المشددة وكأنهم سجناء مجرمون, وغالبية هؤلاء الشباب لا ينوون المكوث في أرض مصر سوى الساعات المعدودة التي يقضونها سفراً علهم يسارعوا في حجز مقاعدهم الدراسية التي شارفوا على خسارتها.
أرجع 1276 مسافر
ولا احد يعرف الأسباب الحقيقية التي دفعت بالسلطات المصرية بإعادة 1276 مسافر, والسماح فقط لـ2962 مسافر بالمرور عبر معبر رفح , وقد منعت 572 مسافر من المرور دفعة واحدة وصلوا الصالة المصرية في اليوم الثالث من فتح المعبر بعد أن مكثوا منتظرين في الصالة المصرية لساعات طويلة.
 
المسافرون الفلسطينيون أعربوا عن سخطهم الشديد من هذه الإجراءات الأمنية المصرية الظالمة والتي تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الحصار والتجويع , وأعربوا عن دهشتهم لهذا الأسلوب في التعامل معهم متسائلين إن كانت مصر شريكاً في حصار أهل غزة أم راعية لحوار الفلسطينيين و حريصة وحدتهم.
 
والمعروف أن ملف معبر رفح إن أنهته مصر بشكل وطني فإن ذلك سيدعم بلا شك موقفها ويعزز من دورها الفاعل في القضية الفلسطينية, والمطلوب من مصر في القريب العاجل أن تنهي الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة إن كانت معنية بنجاح حوار الفصائل الفلسطينية في القاهرة, واستمرار التهدئة مع دولة الاحتلال.