تحل اليوم السبت، الذكرى السادسة لثورة تونس، والتى شهدتها من 17 من شهر ديسمبر 2010 إلى 14 من يناير 2011، ظلت وسائل الإعلام المحلية التونسية تكذب على شعبها وتزيف الجقائق وتتهم المتظاهرين بأبشع التهم.

 

 



بوعزيزى..

لم يكن فى خلد العالم العربى أن يصبح طارق الطيب محمد البوعزيزي، الشاب التونسي الذى قام فى 17 ديسمبر 2010م بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية فادية حمدي التي صفعته أمام الملأ، وقالت له: بالفرنسية: Dégage أي ارحل (فأصبحت هذه الكلمة شعار الثورة للإطاحة بالرئيس وكذلك شعار الثورات العربية المتلاحقة).


تسبب البوعزيزى لانتفاضة شعبية وثورة دامت قرابة الشهر أطاحت بزين العابدين بن علي، أما محمد البوعزيزي فقد توفي بعد 18 يوماً من إشعاله النار في جسده.

بعد أن حرق محمد البوعزيزي نفسه،لم يتجاوز بن علي إلقاء 3 خطابات ،حتى هرب غير "مأسوف" عليه،وكان في خطابيه الأوّلين حازما وجادّا في تهديده ووعيده للمتظاهرين مستدركا في الثاني ما فاته ومحاولا بذلك إمساك العصى من وسطها عندما أعلن عن عزمه القيام بإصلاحات جوهريّة.

يوما استثنائيا
في مثل هذا اليوم منذ 6 أعوام، 14 يناير 2011 هرب "بن علي" مستقلا طائرته نحو جدة بعدما أطاحت به الثورة التونسية، ليخرج المواطن التونسي عبدالناصر لعويني في شارع الحبيب بورقيبة ويصرخ صرخة الحرية الشهيرة "بن علي هرب" تحيا تونس الحرة.. تحيا تونس العظيمة.. المجد للشهداء.. المجرم هرب.. السفاح هرب.

وفي صباح 14 من يناير وقبل ساعات من كلمات المحامي التونسي الشهيرة، ردد مواطن تونسي ملأ الشّيب رأسه والقهر قلبه وفؤاده يدعى أحمد الحفناوي جملة خُلِّدَت في تاريخ الثّورة التّونسيّة "هرمنا من أجل هذه اللّحظة التّاريخيّة".

ليلة 14 يناير

الجيش التونسي ينسحب من وسط العاصمة ويترك مواقعه لقوات أمنية خاصة، لكنه يستمر مرابطا قرب منشآت عامة. بن علي يلقي خطابه الثالث منذ بدء الاحتجاجات، ويقول "أنا فهمتكم.. أي نعم فهمتكم"، وأعلن أنه لن يترشح في انتخابات 2014 ووعد بإصلاحات ديمقراطية وبإطلاق الحريات العامة.

تسارعت الأحداث في هذا اليوم الحاسم الذي شهد مظاهرات ومواجهات عنيفة في قلب العاصمة قبل مغادرة بن علي البلاد.

مساء يوم 14 يناير

في مساء هذا اليوم وبعد هروب بن علي، أعلن الوزير الأول محمد الغنوشي نفسه رئيسا مؤقتا معتمدا على الفصل 56 من الدستور، وهو ما أثار غضب المعارضة التي اتهمته بمحاولة الالتفاف على ما حققته الانتفاضة الشعبية.

ماذا جنى التونسيون
يرى الناشط السياسي عبدالواحد اليحياوي في تصريحات صحفية اليوم السبت، "إن مسار الثورة التونسية لا يزال عند ما أسميه الحد الأدنى الثوري، وهو معطى مستمد من التجربة التاريخية للثورات".

ويرى اليحياوي: أن الثورة كانت تحفر أعمق من النظام السابق لأنها تحفر مجرى جديدا في أفق التاريخ حيث الثورة أقوى من إرادة وبنى الأنظمة القديمة لذلك فقد تغيرت فرنسا والعالم إلى الأبد وظهرت الحداثة القيمية والسياسية كأفق وحيد للتاريخ".

وأضاف: أن الثورة التونسية أيضا غيرت وستغير المنطقة العربية الإسلامية نحو تكريس الحرية.