اليوم.. مر إحدى وعشرون عاماً على استشهاد القائد المهندس الأول في كتائب القسام "يحيى عبد اللطيف عياش"، والذي ارتقى شهيدا نتيجة اغتياله على يد الاحتلال عام 1995 في إحد المنازل شمالي القطاع.
"عياش" ذلك الشهيد المهندس، ولد في 6 مايو عام 1966، بقرية رافات جنوب غربي مدينة نابلس بالضفة المحتلة، وتخرج من كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية في عام 1988.
أصبح "المهندس" من أبرز الوجوه التي أذاقت الاحتلال الويلات في تاريخ الصراع المعاصر معها.. وقد وصفته قيادة الاحتلال بعدة القاب منها(الثعلب، العبقري، الرجل ذو الألف وجه، الأستاذ، المهندس)، فهم كانوا معجبين إعجابًا شديدًا بعدوهم الأول كما كانوا يصفوه، والمطلوب رقم 1 لديهم.
كانوا معجبين بالعقل الفذ والرجل العبقري، وذلك الطيف الذى كان عصيًا على الرؤية، حتى قال عنه أحد قادتهم: (إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرًا للاعتراف بإعجابي وتقديري لهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى روح مبادرة عالية وقدرة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع).
إحدى العمليات الاستشهادية التي خططها المهندس
نشط عياش في صفوف كتائب عز الدين القسام منذ مطلع عام 1992، وتركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية.
وعقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في فبراير 1994 طور أسلوبًا بالهجمات سمى "العمليات الاستشهادية"، واعتبر مسؤولاً وقتها عن سلسلة من هذا النوع من الهجمات، مما جعله على رأس المطلوبين للإسرائيليين، بل كان يحيى هو العدو والمطلوب الأول.
ففي ذكرى الأربعين للمجزرة كان الرد الأول؛ حيث فجَّر الاستشهادي "رائد زكارنة" (عكاشة الاستشهاديين) حقيبة المهندس في مدينة العفولة؛ ليمزق معه 8 من الصهاينة ويصيب العشرات، وبعد أسبوع تقريبًا فجَّر "عمار العمارنة" نفسه؛ لتسقط 5 جثث أخرى من القتلة.
وبعد أقل من شهر عجَّل جيش الاحتلال الانسحاب من غزة، ولكن في 19-10-1994 انطلق الشهيد "صالح نزال" إلى شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب ليحمل حقيبة المهندس ويفجرها ويقتل معه 23 إسرائيلياً.
ووقعت عملية أخرى في الرابع من آذار 1996م، نفذها رامز عبيد، وهو من قطاع غزة، إذ فجر شحنة تزن 20 كجم، في منطقة عبور للمشاة، بعد أن منعه حارس أمن من دخول تقاطع مزدحم بالصهاينة، ما أدى إلى مقتل 13 وإصابة 125 آخرين.
وتتوالى صفوف الاستشهاديين لتبلغ خسائر العدو في عمليات المهندس عياش في تلك الفترة 76 صهيونيًّا، و400 جريح.. ومنذ 25 أبريل 1993م عرفت مخابرات العدو اسم عيَّاش كمهندس العبوات المتفجرة، والسيارات المفخخة التي أقضت مضاجع العدو.
ويشير موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) إلى أن تل الربيع شهدت هجمات خطيرة على مر السنين، خاصةً تلك التي وقعت بملهى الدولفين على شاطئ البحر في الأول من حزيران (يونيو) 2001م، حين فجر سعيد الحوتري نفسه في الملهى الذي كان يعج بالمراهقين، ومعظمهم من المهاجرين من الاتحاد السوفيتي كانوا ينتظرون الدخول، ما أدى وقتها إلى مقتل 21 إسرائيلياً وإصابة 120 آخرين.