الشباب هم روح الأمة بنقائهم ومثاليتهم وشجاعتهم وطاقتهم، والطلاب هم قلب الشباب النابض، والجامعات هي دور العلم ومدارس الوطنية ومعاهد للتدريب على العمل والقيادة، هذا في الدول المتحضرة والأنظمة الوطنية، أما في الأنظمة الدكتاتورية الانقلابية العسكرية فهي تسعى لسحق روح الأمة وتحويل الشعب وشبابه وطلابه إلى مجموعات من العبيد، ومن يرفض ذلك فالقمع والقهر والإرهاب مصيره، وجحافل الشرطة والبلطجية وربما الجيش جاهزة لكسره، وما يحدث هذه الأيام تجاه طلاب الجامعات أوضح مثال، ولكن هيهات.
فالطلاب الذين دفنوا الجبن والخوف مع شعبهم في 25يناير2011، والذين قدموا التضحيات الكبيرة لنجاحها، والذين اشتركوا في رفض الانقلاب العسكري ورأوا آباءهم وإخوانهم وزملاءهم وأساتذتهم، بل أمهاتهم وأخواتهم وهم يقتلون عند دار الحرس الجمهوري والمنصة وفي رابعة والنهضة ورمسيس والإسكندرية وسائر مدن مصر ورأوا المدن والقرى يقتحمها الإرهابيون الغزاة ورأوا الآلاف من صفوة أبناء مصر وأحرارها وهم يعتقلون، بل الفتيات والأطفال وهم يحاكمون- لن يخيفهم قانون التظاهر وسيسقطونه كما أسقطوا قرار الضبطية القضائية، وليعلم الانقلابيون أن جريمة اقتحام الحرم الجامعي بالمدرعات وبالضباط والجنود وقتل الطلاب في مدرجات الدرس وساحات الكليات واعتقال بعضهم من المعامل الدراسية والاعتداء على أعضاء هيئة التدريس لن يزيدهم إلا إصرارًا على نيل حريتهم وكرامتهم فدماء الشهداء وأعداد المعتقلين هي وقود الثورة التي ستحرق الطغاة والانقلابيين الدمويين.
إن الطلاب الثائرين يستهدفون تحرير وطنهم من ربقة العسكريين الذين تسببوا في تخلفه وتقزيمه وإفقاره على مدى ستين عامًا، ولا يزالون مصرين على إبقائه في أسر التخلف أربعين سنة أخرى على حد قول زعيم الانقلاب.
إن الدول لا تتقدم إلا إذا حصل كل مواطن على حريته وكرامته وحقوقه وصارت السيادة للشعب في ظل ديمقراطية حقيقية وليس لحفنة من العسكريين يحكمون بالحديد والنار.
إننا ندين الجرائم الوحشية التي تقترفها الشرطة والبلطجية بحق الطلاب السلميين الذين يعبرون عن رأيهم ويطالبون بحقوق الشعب وحقوقهم فتقابلهم الشرطة بالقتل والإصابة والخنق بالغازات كما أننا نعزى شعب مصر وأهالي الشهداء في أبنائهم الذين قضوا في سبيل الله أو في سبيل الحرية ونتمنى من الله- سبحانه- الشفاء للمصابين ونشد على أيدي الطلاب وسائر المواطنين ليستمروا ويصعِّدوا من فعالياتهم السلمية حتى يسقط الانقلاب، ويتنفس الشعب هواء الحرية، ويُفتح الطريق أمام تقدم الوطن، فلن يضيع حق وراءه مطالب ( وإن النصر مع الصبر).
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
الإخوان المسلمون في 8 صفر 1435هـ الموافق 11 ديسمبر 2013مـ