إن الإخوان المسلمين وقد تفطرت قلوبهم نتيجة الهجوم الوحشي الذي شنه الجيش اليمنى المناصر لرئيس الدولة على المدنيين العزل المسالمين في ميادين العاصمة وغيرها من المدن ، الذين يتظاهرون سلميا منذ ما يزيد على سبعة أشهر يوميا بلا انقطاع مطالبين باستعادة حريتهم وكرامتهم وعزتهم ، وإقامة دولة ديمقراطية صالحة تحكمها المؤسسات وتخضع لدستور وقانون عادلين ، والتخلص من حكم العائلة الذي يحكم بالاستبداد ويمارس الفساد في أبشع صوره ، هذا الهجوم اليومي المتواصل الذي يقتل المواطنين ويسيل الدماء في الشوارع أنهارا ، ويسعى لإشعال حرب أهلية لا تبقى ولا تذر ويدمر البلاد والممتلكات ، هذا العدوان الآثم يستحق منا ومن الإنسانية كلها الإدانة بمقتضى كل الشرائع الدينية والدنيوية ، والفطرة البشرية .
إن الشعب اليمنى الحكيم ضرب أورع الأمثلة للعالم كله في الصبر والثبات والحكمة والإيمان بتذرعه بالمنهج السلمي رغم التنكيل الذي يصب عليهم ، ورغم امتلاكه لملايين الأسلحة المتنوعة .
إن الحاكم الطاغية الذي رأى الموت بعينيه وكاد أن يلحق بالدار الآخرة كان أولى به أن يثوب إلى رشده ويتوب إلى ربه ويعتذر لشعبه وينزل على إرادته وهو يعلم ) أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) (ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ولَعَنَهُ وأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ( فما باله بمن يقتل شعبه ويدمر أمته ؟ وهل تساوى شهوة الحكم ومتعة المنصب هذا الجزاء وهذا المصير ؟
ورسالتنا لهذا الطاغية أن يتقى الله فيما بقي من عمره ، وأن يعلم أن ابنه لن يغني عنه من الله شيئا ) يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ ولا بَنُونَ * إلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ( (يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وأُمِّهِ وأَبِيهِ * وصَاحِبَتِهِ وبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (
ورسالتنا للدول التي تناصره إن الله تعالى يمهل ولا يهمل ، وعلى الباغي تدور الدوائر ، ومن أعان على قتل امرئ مسلم ولو بكلمة لقي الله وهو عليه غضبان ، فاتقوا الله في أنفسكم وفى إخوانكم وانحازوا للحق والعدل والخير )كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ (
ورسالتنا لشعوب العالم الحرة وحكوماته العادلة : انصروا الشعب اليمنى فى محنته بكل الوسائل المتاحة ولا تتركوه وحده فريسة للسلوك الوحشي .
ورسالتنا للشعب اليمنى الصبور البطل ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصَابِرُوا ورَابِطُوا واتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (
الإخوان المسلمون
القاهرة فى : 23 من شوال 1432هـ الموافق 21 من سبتمبر 2011م