23/06/2011
بيان من الإخوان المسلمين حول ما يجرى فى سوريا
إن الإخوان المسلمين وقد هالهم ما يحدث فى سوريا من قتل للأبرياء العزل وتعذيب وحشى طال حتى الأطفال واعتقالات للآلاف واقتحام الدبابات للمدن والقرى، وتشريد للآلاف من أبناء الشعب السورى العظيم الذى خرج فى مظاهرات سلمية يطالب بحقه فى الحرية والكرامة والعدالة والتعددية والديمقراطية، ليدينون هذه الجرائم التى تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية .
إن الحكومات إنما أقيمت لتخدم الشعوب وتحقق إرادتها ومصالحها، وإن الجيوش إنما وجدت لتحمى البلاد وتحررها، فإذا انقلبت هذه وتلك لتقمع الشعوب وتقتلها وتدمر البلاد وتخرب الديار، وتؤمن حدود الأعداء، وكراسى الحكم، فقد فقدت مبررات وجودها وفقدت الأنظمة شرعيتها، وتحولت إلى جبهة الأعداء .
إن الإفراط فى الوعود التى يطلقها المسئولون، والتى يكذبها الواقع الدامى الذى يعيشه الشعب السورى إنما تعمق الهوة وتفاقم أزمة الثقة وتباعد بين الضفتين .
إن الإصلاح الحقيقى الجاد والعاجل هو الذى يوحد الجبهة الداخلية، ويحقق الصمود الحقيقى، ويجعل من الشعب صفا واحدا، وذلك يقتضى :
· سحب الجيش من المدن والقرى إلى مكانه الطبيعى فى حماية الحدود .
· سحب قوات الأمن والشبيحة وإصدار الأوامر لهم بعدم التعرض للمظاهرات السلمية .
· إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، والإفراج عن المحكومين منهم .
· إفساح المجال لعودة جميع السوريين المهجرين فى المنافى بعد تأمينهم .
· الإلغاء الفورى لكافة القوانين الظالمة والمتعسفة .
· الإقرار بحق الشعب السورى فى الحرية والديمقراطية والعدالة، وذلك بإلغاء النصوص الدستورية والقانونية التى تكرس احتكار السلطة، وإقرار قانون عادل لتعدد الأحزاب، وقانون لانتخابات نزيهة ونظيفة .
·الإسراع بإعداد دستور جديد عادل يتماشى مع مطالب الشعب ومقتضيات العصر، والحق فى تداول السلطة، والفصل بين السلطات .
· محاسبة كل من أمر أو مارس القتل والاعتقال والتعذيب والتدمير .
· محاسبة كل الفاسدين الذين نهبوا ثروات الأمة، واستعادتها منهم واستخدامها فى مصالح الشعب.
إن الإخوان المسلمين بل والشعوب العربية والإسلامية لتقف مؤيدة لحقوق الشعب السورى، وترنو بكثير من القلق على مستقبل سوريا والأمل فى أن تتجاوز هذه المحنة حتى تظل رصيدا كبيرا فى حساب العرب والمسلمين، وحتى لا تتعرض لمصير دول عربية أخرى قادها الاستبداد والفساد إلى هاوية الضياع ومستنقع الدماء والدمار .
( إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا وإذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا )