22/03/2011

في عرس ديمقراطي حقيقي غير مسبوق، غاب عن مصر الحبيبة طوال الستين سنةً الماضية، خرجت الملايين من الشعب المصري لتعبِّر عن إرادتها؛ لتقول كلمتها في الاستفتاء على تعديل الدستور، بعد أن شعرت أن كلمتها ستغيِّر، وأن إرادتها لن تزوَّر، كما كان يحدث في عهود سابقة؛ غُيِّب فيها الشعب عن معادلة الحكم.

 لقد أعلن وأثبت الشعب المصري رغبته في بناء مصر، والانتقال بها من مرحلة الاستبداد والظلم إلى عهد الحرية والديمقراطية والعدالة.. إنها رسالةٌ إلى العالم أجمع، وإلى المتربِّصين بهذا الشعب في الداخل والخارج: لن نعود إلى الوراء أبدًا.

 لم يسبق أن رأينا من قبل هذا الانتظام والانضباط.. إنه عرسٌ ديمقراطيٌّ حقيقيٌّ، سوف يذكره التاريخ دومًا.

 لم تحدث بلطجةٌ كما كان في السابق؛ لأن الكلَّ متفقٌ حول الهدف، وهو التحوُّلُ الديمقراطيُّ؛ فمن قال: "نعم" يريد تغيير الدستور، ومن قال "لا" يريد أيضًا تغيير الدستور، والجميع يعمل لصالح مصر.

 إن نتيجة الاستفتاء لا تعبِّر بحال من الأحوال عن انتصار تيار على تيار، وإنما تعبِّر عن إرادة شعب يصرُّ على النهوض والتغيير.

 والآن بعد أن قال الشعب المصري كلمته يجب علينا جميعًا احترام إرادته واختياره، وتقبُّل النتيجة، وعدم فرض الوصاية عليه.

 مصر بحاجة إلى أن تتوافق القوى السياسية فيها لتحقيق مطالب الثورة؛ لتخرج من أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذه مهمة الجميع، دون إقصاء أو استبعاد، ولْنشطبْ من قاموسنا السياسي التأثيم والتخوين، ولْنتلاقَ ولا نتنافر، ونتوحَّدْ ولا نتفرَّق، ونجتمع ولا نختلف؛ حتى نشيِّد البناء.. بناء مصر 25 يناير.. مصر الحرية والعدالة.

 الإخوان المسلمون

القاهرة في: 16 من ربيع الآخر 1432هـ= الموافق 21 من مارس 2011م