15/12/2010

لا تزال جريمة وكارثة تزوير انتخابات مجلس الشعب تلقي بظلالها علي الساحة المصرية وعلى صورة مصر ومكانتها في المجتمع الدولي بعد إصرار النظام الحاكم علي دفع عجلة البرلمان المزور وعقد جلساته بدلا من إعلان البراءة منه، وهو ما تزامن مع حراك سياسي لمختلف القوي السياسية والوطنية التي أعلنت بكل قوة ووضوح رفض التزوير والبلطجة، ويتزامن ذلك أيضا مع استمرار صدور الأحكام القضائية التي تعصف بشرعية المجلس المزور. كما تمر في هذه الأيام أربع سنوات على حبس المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام وأخيه الأستاذ حسن مالك رجل الأعمال المعروف ظلماً وعدواناً.

وهذا المشهد في مصر يتشابه في كثير من أجزائه مع مع يحدث في عدد من الدول العربية الأخرى مثل الكويت وفلسطين والسودان، وأمام هذا كله يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في التالي:

أولا: علي الصعيد الداخلي:

·   يؤكد الإخوان المسلمون أن إصرار النظام الحاكم علي دفع عجلة البرلمان المزور للانطلاق، وعدم الانصياع إلي أحكام القضاء التي تتوالي كل يوم ببطلان هذا المجلس والضرب باعتراضات كل القوي السياسية والوطنية عرض الحائط،، إنما يبرهن علي ضعف النظام وإصراره على اغتصاب الحكم و السيطرة علي مؤسسات الدولة حتي لا يتعرض للمساءلة، ولا يتم فضح مخالفاته وممارساته التي كان للمعارضة في برلمان 2005 دور كبير في كشفها.

·   يؤكد الإخوان المسلمون على احترامهم لمؤسسات الدولة، وضرورة إصلاحها والحفاظ عليها وعلي استقرارها وأداء عملها بالشكل الذي يتوافق مع الدستور ويحقق متطلبات الشعب، وأن السطو الذي يقوم به النظام الحاكم علي هذه المؤسسات يتطلب منا توحيد الجهود حتي نخلصها من البلطجة والتزوير والاستغلال وإساءة استخدام السلطة، وضرورة ترسيخ مبدأ أن الحكومة والنظام أجراء عند الأمة. كما نطالب وسائل الإعلام الوطنية والقومية والمؤسسات والمنظمات الحقوقية بفضح الممارسات الفاسدة والمفسدة التى يقترفها النظام بعدوانه وتغوله علي كل مؤسسات الدولة التى هى ملك للأمة .

·   يطالب الإخوان المسلمون الشعب المصري وفي القلب منه عموم الإخوان المسلمين داخل مصر وخارجها بإعادة تفعيل التوقيع علي المطالب السبعة للإصلاح، باعتبارها بداية الطريق نحو إصلاح عام في مصر، وإن أي حديث عن عدم جدوي هذه التوقيعات بعد تزوير الانتخابات إنما الهدف منه إضعاف عزيمة الشعب المصري وبث روح اليأس في نفوس الجماهير بأن الإصلاح حلم بعيد المنال. ونحن مع كل القوى الوطنية نؤكد أن أصوات المليون وما يضاف إليها من أصوات حرة صادقة ممثلة بحق للشعب المصري، مسلمين ومسيحيين، تطالب بحقوق الأمة في الحرية والنزول على إرادتها المباشرة لاختيار الحكام والنواب.

·   يدعو الإخوان المسلمون الشعب المصري وفئاته وقواه الحية إلي استمرار الغضب ورفض برلمان التزوير وكشف فضيحة انتخابات مجلس الشعب 2010 بكافة الوسائل والطرق السلمية القانونية والإعلامية والجماهيرية داخليا وخارجيا، حتى لا يهنأ النظام بجريمته ظاناً نسيان الشعب لفضائحه.
·   تمر أربع سنوات على الاعتقال الظالم للمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام وحبسه ظلمًا وعدواناً مع أخيه الأستاذ حسن مالك ر جل الأعمال المعروف وإهدار أحكام القضاء القاضية بوجوب الإفراج عنهما، وعليه فإننا نطالب بضرورة الإفراج عنهما وعن باقى الإخوان المعتقلين ظلمًا وضرورة إزالة هذا الظلم الذي نالهم مع شريحة كبيرة من أبناء الأمة

ثانيا: علي الصعيد الإقليمي والدولي:

·   يهنئ الإخوان المسلمون حركة المقاومة الإسلامية حماس بمناسبة الذكري 23 لانطلاقتها، ويؤكدون أن مشروع المقاومة الذي رفعته الحركة منذ نشأتها أثبتت الأيام أنه المشروع الأجدي لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف علي كامل أرض فلسطين ، أرض العروبة والإسلام. ويطالب الإخوان المسلمون الأنظمة والحكومات والشعوب العربية والإسلامية بتقديم العون بكافة أشكاله المادية والسياسية والدبلوماسية والأمنية للمقاومة باعتبارها الخيار الوحيد لتحرير الأرض الفلسطينية وكسر الحصار الظالم على قطاع غزة، والتصدي للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، كما نؤكد أن القوة هي اللغة الوحيدة التي يعرفها العدو الصهيوني الغاصب، وأن التعويل علي المفاوضات العبثية أمر لم يعد له أي قيمة.

·   يرفض الإخوان المسلمون بشكل قاطع العمل الإجرامي الذي وقع في دولة السويد، ونؤكد على أن الإسلام برئ من أي أعمال عنف، كما أن الشريعة الإسلامية حرمَّت قتل النفس بغير حق، ويدعو الإخوان المسلمون إلي محاربة الإرهاب بكافة أشكاله سواء الذي شهدته السويد أو الذي تشهده العراق وأفغانستان علي يد الاحتلال الأمريكي وما يحدث في فلسطين علي يد العدو الصهيوني.

·   يراقب الإخوان المسلمون بقلق شديد ما يحدث في دولة الكويت الشقيقة والأزمة الدائرة بين الحكومة ومجلس الأمة، ونؤكد أن التجربة الديمقراطية الكويتية ظلت عنوانا يشار إليه في المنطقة العربية، وأن الحفاظ عليها يزيد من قيمة الكويت، ويثق الإخوان المسلمون في حكمة حكام الكويت في تجاوز هذه الأزمة الطارئة بما يحافظ علي تجربة الكويت الرائدة.

·   يجدد الإخوان المسلمون تحذيرهم للأمتين العربية والإسلامية من خطورة ما يجري في جنوب السودان والدفع المتواصل نحو إجراء استفتاء ينتهي بانفصال الجنوب، مما يؤدي إلي غرس كيان يتبناه الصهاينة ليهدد الأمن القومي العربي والمصري علي وجه الخصوص، وهو ما يدفعنا إلي مطالبة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والقمة الاقتصادية العربية ورجال الأعمال العرب والمسلمين وهيئات الإغاثة الإسلامية والعربية إلي التصدي لهذه المؤامرة وكشف حقيقتها وما تؤدى إليه من تكريس الانفصال وليس الوحدة.