28/10/2010
تسارعت الأحداث خلال الأيام الماضية فور إعلان موعد الانتخابات البرلمانية القادمة والمقرر لها الثامن والعشرين من نوفمبر القادم، حيث كشف النظام الحاكم مبكرا عن توجهه نحو تزوير الانتخابات القادمة من خلال حملات الاعتقالات الظالمة التي تشنها الأجهزة الأمنية، والتى تظهر زيف ادعاءاته بنزاهة هذه الانتخابات، وتتزامن هذه الأحداث مع تصاعد الأزمة في السودان الشقيق والتي تنذر الأجواء فيها بنشوب حرب بين شماله وجنوبه، كما أظهرت الوثائق السرية التى أعلنها موقع "ويكيليكس" عن العراق فضيحة مدوية للاحتلال الأمريكي الظالم، وأحداث أخرى فى فلسطين وغيرها.
وإذا كل ذلك فإن الإخوان المسلمون يوضحون موقفهم منها فى الآتى :
أولا : علي الصعيد الداخلي :
· يحذر الإخوان المسلمون من التصرفات غير المسئولة للأجهزة الأمنية ضد مرشحي الجماعة ومناصريهم في الانتخابات القادمة لمجلس الشعب، والتي تمثلت في اعتقال ما يقرب من 250 شخصًا منهم 70 من الإسكندرية في ليلة واحدة من أنصار نواب الشعب الحاليين، وما قامت به الأجهزة الأمنية من حملات ترهيب واسعة لأقارب عدد من المرشحين وجيرانهم وعمد القرى في المحافظات المختلفة ، ويري الإخوان المسلمون أن هذه التصرفات لن ترهبهم ولن تثنيهم عن عزمهم المشاركة فى الانتخابات القادمة والمضى قدما لإصلاح أحوال مصر المتردية علي مختلف الأصعدة.
· ويرى الإخوان المسلمون بأن الأجهزة الأمنية يجب أن ترفع يدها عن العملية الانتخابية، وأن تقف علي مسافة واحدة من كل المرشحين، وعلي الحزب الحاكم إن كان - كما يزعم - له شعبية بين الجماهير أن يتخلى عن استغلال مؤسسات الدولة لصالح مرشحيه .
· يدعو الإخوان المسلمون اللجنة العليا للانتخابات أن تتخلى عن دعمها للحزب الحاكم، وأن تمارس دورها بنزاهة وشفافية مع أهم انتخابات تشهدها مصر، وأن تعلم أنها مسئولة أمام الله عز وجل ثم أمام الشعب المصرى عن مستقبل هذا الوطن، كما يطالب الإخوان المسلمون اللجنة العليا بأن تنزل على أحكام القضاء النهائية التي حسمت دستورية وقانونية شعار "الإسلام هو الحل" وصدرت أحكام عديدة تقطع بأنه شعار لا يخالف الدستور والقانون.
· يطالب الإخوان المسلمون الحكومة المصرية باحترام الحكم التاريخي والنهائي للمحكمة الإدارية العليا بطرد الحرس الجامعي من الجامعات وهو الحكم الذي – إن طبق - يعيد للجامعات استقلالها بعد تحكم الأجهزة الأمنية في العملية التعليمية بكل مكوناتها ومستوياتها لعدة عقود مما أفقد مصر مكانتها العلمية اللائقة بها بين دول العالم، ولذلك فإن الإخوان المسلمين يرون أن احترام هذا الحكم وتنفيذه هو احترام لقيمة العلم والعلماء كما أنه احترام لأحكام القضاء.
· يلفت الإخوان المسلمون أن فضيحة ضياع القمر الاصطناعي (مصر سات 1)، وانتشار مرض ملتحمة العين ومن قبل ذلك الفشل فى ضبط الأسعار؛ يؤكد أن الفساد الذي ضرب كل القطاعات، لم يعد يفرق بين قطاع وآخر، وأن ما يحدث نتيجة طبيعية لهذا الفساد الذي ينخر مثل السوس في عظام الأمة، وهو دليل واضح علي أن هذا النظام أوصل مصر لمرحلة متدنية فى كافة المجالات تتطلب تكاتف كل الجهود من أجل التصدي له، كما تتطلب تحرك الشعب للدفاع عما تبقي من حقوقه المنهوبة واستردادها، وتعد المشاركة بفاعلية في الانتخابات القادمة أفضل رد من الشعب المصرى علي هذا الفساد.
ثانيًا : علي الصعيد الخارجي :
· يطالب الإخوان المسلمون الدول العربية والإسلامية بدعم الشعب السودانى والحكومة السودانية في أخطر مرحلة تمر بها الأمة العربية مع اقتراب الاستفتاء علي حق تقرير المصير لجنوب السودان، الأمر الذى يستلزم التصدي للمؤامرات الدولية لتقسيم السودان وجره لحروب وأزمات هدفها نهب ثرواته ، خاصة مع انكشاف المؤامرات التي تحاك لكثير من الدول العربية وخاصة العراق الذي لا يمر عليه يوم إلا وقد قتل العشرات من أبنائه.
· يرحب الإخوان المسلمون بالتحركات الجادة بين حركتي فتح وحماس لعودة الوئام للصف الفلسطيني مرة أخري، وهو أفضل رد علي الغطرسة الصهيونية المستمرة، كما أنه المخرج الوحيد للقضية الفلسطينية أمام العدو الصهيوني، ونؤكد علي أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لأهل فلسطين لعودة أرضهم، أرض العروبة والإسلام، واستعادة مقدساتهم وتحريرها من دنس الصهاينة.
· يطالب الإخوان المسلمون الأنظمة العربية والإسلامية وكل المنظمات الحقوقية في العالم الحر بتحريك الدعاوي القضائية الدولية لمحاكمة المسئولين الأمريكان وأتباعهم في العراق، والذين قاموا بعمليات إبادة وتعذيب لشعب العراق، خاصة بعد الوثائق التي كشفها موقع "ويكيليكس" المتخصص في كشف ونشر الوثائق السرية، ويؤكد الإخوان المسلمون أن ما فضحته هذه الوثائق لا يجب السكوت عليه بل يحتاج لرد فعل عالمي يفضح الممارسات الأمريكية في العراق وفى أفغانستان كذلك، وفى غيرهما من بلدان العالم التى يتدخل الأمريكان فى شئونها، فلقد أسقطت هذه الوثائق ورقة التوت عن ممارسات الحكومات الأمريكية المتعاقبة التى تتشدق بحماية ورعاية الحريات وحقوق الإنسان.