08/09/2010

شهد الأسبوع الماضي أحداثًا عديدة، حيث تم رفع الحصانة عن عدد من النواب فيما يعرف بقضية العلاج علي نفقة الدولة، وازدادت حدة الكذب والتزييف الواضح فى مسلسل الجماعة التى تعرض لمرحلة مهمة من تاريخ مصر، ولأحد أبرز الشخصيات في تاريخ مصر الحديث بل وتاريخ الأمة العربية والإسلامية، وهو الإمام الشهيد حسن البنا، ووقعت أيضا العديد من الأحداث الإعلامية الفجة للفت الانتباه عن فساد النظام الحاكم وتردي الأوضاع علي يديه، وعلي الصعيد الخارجي أثبتت الوقائع مجددا أن المفاوضات مع العدو الصهيوني ليس لها قيمة، وأنها إضاعة حقيقية للوقت وتضييع للفرص، وأمام هذه القضايا وغيرها يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في الآتي:

أولا علي الصعيد الداخلي:

· مع انتهاء شهر رمضان المبارك يطيب لنا أن نتقدم بخالص التهاني للشعب المصري وللأمتين العربية والإسلامية بمناسبة عيد الفطر المبارك، ونؤكد علي أن التمسك بالقيم والأخلاق التي دعا إليها الإسلام يجب أن يكون حاضرا فى كل معاملاتنا وأن يكون شهر رمضان انطلاقة للتخلى عن التدنى الأخلاقى والإباحية التى يسعى البعض لنشرها بين أبناء الأمة الإسلامية والمنتسبين إليها للتخلى عنها ولتعظيم المبادئ الإنسانية الأصيلة، حتى نستطيع جميعا مواجهة الفساد الذى تفشى في مختلف مناحي الحياة في مصر ومواجهة الديكتاتورية والتزوير والظلم والقمع وانحراف السلطة بالوطن بعيدا عن قيادة الأمة العربية والإسلامية، والنهوض بها بعيدا عن العلمانية البغيضة وعن التبعية للصهاينة والأمريكان .

· يؤكد الإخوان المسلمون علي ثقتهم الكاملة في القضاء المصري، كما يجددون ثقتهم في نوابهم الذين تم إدراجهم فيما يعرف بقضية العلاج علي نفقة الدولة، ويرى الإخوان المسلمون أن الزج ببعض نوابهم في مثل هذه القضية إنما هو محاولة مفضوحة من النظام لإشاعة الإحساس بأن الفساد لا يشمله وحده، وما يؤكد ذلك أن الاتهامات التي وجهتها نيابة الأموال العامة وكشفها تقرير الطب الشرعي لم تدرج أسماء نواب الإخوان المسلمون ضمن النواب الذين أكدت التحريات تربحهم من هذه القرارات، ونؤكد أن ما قام به نواب الجماعة من إغاثة المحتاجين والوقوف بجوار المرضى الذين فشلوا في الحصول علي الرعاية الصحية اللائقة هو واجب عليهم ودليل على أنهم لم يدخروا جهدا فى الوقوف بجوار أبناء وطنهم ودوائرهم.

·يؤكد الإخوان المسلمون أن الأحداث التي عرضها مسلسل الجماعة وخاصة فى حلقاته الأخيرة أظهرت الوجه القبيح للمسلسل الذي حاول جاهدا تشويه الجماعة وربطها بالتطرف والإرهاب، واجتزاء المشاهد التاريخية من حيث تم التغاضى عن بعضها عمدا وتشويه البعض الآخر، وليس أدل علي ذلك إغفال المسلسل لجهاد الإخوان المسلمين ضد المحتل الإنجليزي في مصر، وجهادهم الذي شهد به العديد من قادة الجيش المصري في حرب فلسطين من أمثال اللواء أحمد على المواوي واللواء احمد فؤاد صادق، والإميرلاى السيوطى والسيد طه (الضبع الأسود) ومعهم الشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين، ونؤكد أن إغفال المسلسل لهذه الأحداث التي كانت تتم بعلم وإشراف جامعة الدول العربية، وتزييف التاريخ فيما يتعلق بحادث السيارة الجيب، ومحاولة تفجير غرفة الأحراز بمحكمة باب الخلق والتي لم تسفر عن أية إصابات أو قتلي، ثم الحكم التاريخي للمحكمة والتي أكدت فيه حسن نية المتهمين، وقبل ذلك كان الاجتماع الذي تم في مدينة فايد بين النقراشي وسفراء بريطانيا وفرنسا وامريكا، والذي تم علي أساسه تكليف النقراشي بحل الجماعة واغتيال الإمام البنا كما أكدت الوثيقة رقم 1843 / أى /48 بتاريخ  13/11/1948، والموجهة من السفير البريطاني إلي رئيس إدارة المخابرات البريطانية، وهي الوثيقة التي كشفتها وزراة الخارجية البريطانية بعد 30 عاما علي قرار الحل والاغتيال، ويستطيع كل منصف أن يرى أن إغفال المسلسل عن عمد لهذه الأحداث التاريخية الموثقة دليل على سوء النية والقصد، فضلا عن عدم إذاعة مشهد اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا وملابساته والأخبار التى تم تداولها فى تلك الفترة حول من كان يقف وراء هذا الحادث الأليم ، وقد تم ذلك عن عمد وبتدخل أمنى واضح ومفضوح حتى لا يتعاطف الجمهور مع الإمام وبالتالي لا يحقق المسلسل هدفه.

· يؤكد الإخوان المسلمون أن قرارهم فيما يتعلق بالمشاركة في انتخابات مجلس الشعب القادمة، سيتم طرحه علي الرأي العام فى وقته المناسب، حيث مازالت الجهات المعنية في الجماعة تدرس القرار النهائي، ونشير هنا إلي أن المبدأ الأساسي للإخوان هو المشاركة في كل الانتخابات إلا إذا رأت مؤسسات الجماعة خلاف ذلك، وبما يحقق مصلحة وطننا العزيز .

· يري الإخوان المسلمون أن توجه النظام لترشيح عدد من وزرائه في الانتخابات القادمة وخاصة في دوائر بعض نواب الجماعة، هي محاولة فاشلة من النظام للبحث عن شرعية جماهيرية بعد فشله في الارتباط بالجماهير وتقديم الخدمات المستحقة لهم.

ثانيا: علي الصعيد الخارجي:

·أثبت الصهاينة مجددا أن المفاوضات سواء المباشرة أو غير المباشرة لا يمكن أن تحقق شيئا للفلسطينيين ولن تزيد عن كونها حلقة جديدة من الفشل الذى بدأ منذ اتفاقية أوسلو، وهو ما يؤكد علي أهمية خيار المقاومة باعتباره الخيار الوحيد لعودة الأرض المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، علي كامل أرض فلسطين أرض العروبة والإسلام، وبهذه المناسبة فإننا نتوجه بالتحية إلي أبطال المقاومة الفلسطينية الباسلة من كل الفصائل على أرض الرباط الذين يواجهون سطوة وإرهاب الاحتلال وتخاذل الأجهزة الأمنية للسلطة وتعاملها المخزى مع المحتل الباغى، ونؤكد على ضرورة قيام كل أبناء الأمة العربية والإسلامية بدعم المقاومة لنكون خير سند لها بالمال والسلاح والمواقف باعتبارها مقدمة الأمة ورأس الحربة فى وجه المشروع الصهيو أمريكى الاستعمارى الوسعى.

·يطالب الإخوان المسلمون العالمين العربي والإسلامي بدعم جهاد الشعب الكشميري ضد الاحتلال الهندي، كما نجدد الدعوة لإغاثة المسلمين المنكوبين في باكستان التي دمرتها الأعاصير والفيضانات، ونعتبر أن هذا واجب الوقت على كل المسلمين شعوبا وحكومات .