11/08/2010م
استمرارًا لجرائم الصهاينة المغتصبين، ووسط تخاذل عربي ودولي، أزال الكيان الصهيوني الغاصب وقواته المعتدية أكثر من 80% من مقابر الصحابة والتابعين وعلماء الأمة الإسلامية في منطقة مأمن الله بالقدس الشريف، في جريمة جديدة تُضاف إلى جرائمهم على الأحياء والأموات، وسط صمت غريب بل ومهين من الحكام والمسئولين والمؤسسات الثقافية والإسلامية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، بل و"اليونسكو" الذي أقام الدنيا ولم يقعدها من أجل تمثال "بوذا".
وتبلغ المأساة منتهاها عندما يقيم الصهاينة على هذا التراث الإسلامي، بل والإنساني العظيم؛ مراحيض عامة، وهم الذين أقاموا الاحتفالات، وشربوا الخمور، وأقاموا الموالد حول رفات جثة واحدة سموها "أبو حصيرة" داخل أرض الكنانة مصر؛ فهل بعد هذا من إهانة لتاريخ وتراث المسلمين والإنسانية جمعاء؟ وهل من وقفة لأي مسئول أو أية مؤسسة تمنع التمادي في هذه الجريمة النكراء؟!.
والإخوان المسلمون يدينون ويقفون بكل قوة في وجه هذا الإجرام الصهيوني والعدوان الغاشم على هذه المقدسات من قِبل الصهاينة المجرمين لقطاء الأرض وشتاتها ومغتصبي أرض فلسطين أرض العروبة والإسلام، أحفاد القردة والخنازير وممارساتهم الوحشية المدعومة بآلة الحرب الأمريكية.
كما يدعون كافة الأنظمة العربية والإسلامية وكافة المؤسسات الشعبية والرسمية؛ وبخاصة الأزهر الشريف ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، وكافة المؤسسات الدولية، ويستنهضون علماء الأمة ومفكريها وأصحاب الرأي المنتمين إلى هذه الأرض والمنتمين إلى العروبة والإسلام؛ للوقوف في وجه هذه الهجمات البربرية الغاشمة، ولضرورة التحرك الجاد للوقف الفوري لمثل هذه الأعمال العدوانية، بقطع العلاقات مع هذا الكيان الغاصب، وطرد ممثليهم أينما وجدوا على الأرض العربية والإسلامية، ومقاطعتهم، ومحاصرتهم، وعدم التعامل معهم في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية والثقافية، والوقوف أمامهم بكل قوة وبكل وسيلة متاحة.
والإخوان المسلمون هنا يعلنون دعمهم الكامل والتام للمقاومة والمقاومين على أرض فلسطين من كل الفصائل؛ وبخاصة حركة المقاومة الإسلامية حماس التي أوجعت الصهاينة وأعاونهم بهذه المقاومة التي أوجدت توازن الألم ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللهِ مَا لا يَرْجُونَ﴾ (النساء: من الآية 104).
وسوف تستمر المقاومة، ونحن جميعًا معها في خندق واحد حتى تتحرر أرض فلسطين بكاملها من دنس هؤلاء الصهاينة ويرحلون عنها، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)﴾ (يوسف).. وهو حسبنا ونعم الوكيل.
أ. د. محمد بديع
المرشد العام للإخوان المسلمين