07/04/2010

ما زالت الأحداث تتلاحق علي الصعيدين الداخلي والخارجي لتسير في خطين متوازيين الأول متعلق بالإصلاح السياسي داخليا واستمرار الحراك الشعبي لرفض ممارسات النظام الظالمة، واتفاق كل القوي السياسية والشعبية علي رفض استمرار حالة الطوارئ وملاحقة واعتقال دعاة الإصلاح، أما المسار الثاني فهو ما تشهده فلسطين والعراق، إضافة إلي الانتخابات السودانية التى ستجرى فى الأسبوع القادم .
والإخوان المسلمون وهم يعيشون هذه الأحداث ويتفاعلون معها يؤكدون على ما يلى :

أولا: الشأن الداخلي:

1.  ندعو النظام لضرورة احترام الدستور والقانون بوقف الاعتقالات والمداهمات والتجاوزات التى طالت أدنى حقوق الإنسان وتنفيذ أحكام القضاء بالإفراج عن المعتقلين الذين كل تهمهم المعلنة مساندتهم للقضية الفلسطينية ووقوفهم ضد الصهاينة لحماية المسجد الأقصى، وهذه ليست تهم ، بل هى شرف لكل مسلم غيور على دينه ، فضلا عن دعوتهم لإصلاح وانتشال مصر من كبوتها الراهنة، ولذلك نؤكد على أن ما يردده البعض من حين لآخر بأن هناك صفقة بين الجماعة والنظام ما هو إلا افتراء من نسج خيال مردديه وليس له أساس من الصحة، بل هو محاولة لتشويه تاريخ الجماعة الناصع، وقد أكدت الأيام والأحداث كذب مثل هذه الادعاءات مرارا وتكرارا .

2.  الوقوف مع باقى القوى الوطنية ضد حالة الطوارئ التى استمرت لما يقرب من ثلاثين عاما وأصابت مصر بالتخلف والضعف وشلت حركة الإصلاح فيها، مما جعلها في مرتبة متأخرة بين دول العالم، رغم أنها جديرة بالريادة في العديد من مجالات النهضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويؤكد الإخوان المسلمون تعاونهم الكامل مع كافة القوى والحركات الوطنية الرافضة لاستمرار هذه الحالة، وضد غلاء الأسعار التي تشهده مصر الآن الذى يعد نتيجة طبيعية لحالة الفساد الذي انتشر كالسرطان في كافة القطاعات وأن هذا الفساد هو نتاج لاستمرار حالة الطوارئ التي نعيشها.

3.  فيما يتعلق بزيارات وفود من الجماعة إلي الأحزاب السياسية والتفاعل مع باقى مكونات الحركة الوطنية، فهذه ليست بدعة سياسية وإنما هى استمرار لتواصل فعّال بدأ مع الأستاذ البنا نفسه ثم تجدد في تسعينيات القرن الماضي بين الإخوان والأحزاب والقوي السياسية من خلال لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوي السياسية، والنقابات المهنية المختلفة، والهدف الأساسى من هذه الحركة توحيد الجهود بين القوى السياسية والحزبية والشعبية في القضايا المرتبطة بالاصلاح والحريات العامة والتي يتفق عليها الجميع.

4.  يدين الإخوان المسلمون كافة التجاوزات الأمنية التي شهدتها مصر يوم الثلاثاء الموافق السادس من ابريل 2010 لكبت حريات المطالبين بالحرية وتعديل الدستور من الطلاب وغيرهم ومحاصرتهم واعتقال العشرات منهم في الميادين والشوارع والجامعات في العديد من محافظات مصر، ويطالبون الأجهزة المعنية سرعة إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين وغيرهم ورفع يد الأمن عن الحركات الشعبية التى تنادى بالإصلاح والتي تتخذ المنهج السلمي أسلوبا لها فى كل حركتها وفعالياتها .

ثانيا: في الشأن الخارجي:

1.  يرفض الإخوان المسلمون موقف الأنظمة العربية الحاكمة الضعيف والمتراجع أمام التجاوزات والتهديدات الصهيونية المستمرة ضد أهل القدس والضفة الغربية وضد أهل غزة المحاصرين، وتهديدهم من آن لآخر بشن حرب عليهم، ويطالب الإخوان الشعوب العربية أن تواصل دعمها لإخوانهم في فلسطين وأن تستمر بكل قوة فى تقديم العون لهم بكافة السبل الممكنة والضغط علي حكوماتهم من أجل اتخاذ مواقف تحترم تاريخ أمتنا ومكانتها وتتصدى لعربدة الصهاينة فى المنطقة .

2.  يدعو الإخوان المسلمون الأحزاب والقوي السياسية السودانية إلي التعاون المثمر لتوفير مناخ صحى أثناء الانتخابات المرتقبة والعمل علي سد ذرائع الفتنة، والتصدي للمخططات التي تحاك لتقسيم السودان وأن يضع الجميع مصالح بلادهم نصب أعينهم (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )(المائدة: من الآية2)

3.  يؤكد الإخوان رفضهم للتفجيرات الدامية التي يشهدها العراق الشقيق يوميا، وخاصة تلك التي كانت في محيط القنصلية المصرية ببغداد، والتى تتزامن مع ذكري سقوط بغداد في يد قوات الاحتلال الأمريكى في التاسع من ابريل عام 2003، ونشير إلي أن هذا الانفلات الأمني يرجع في الأساس إلي التخريب الذي قام به المحتل الأمريكي الغاصب في البنية الديمغرافية والعقائدية في هذا البلد الشقيق.

4. نهيب بالسيد رئيس الجمهورية فى الجزائر البلد الإسلامى العريق بمراجعة ما تردد عن صدور قرار من وزير الداخلية الجزائرى يقضى بنزع خمار النساء وحلق لحى الرجال حين استخراج جوازات السفر، الأمر الذى يشوبه المخالفة الشرعية .