01/04/2010

شهدت الأيام الماضية العديد من الأحداث المتلاحقة، داخليًّا وخارجيًّا، بعضها متعلقٌ بوضع معظم الحكام العرب المتخاذل، والذي كانت ذروة ضعفه وتراجعه ما حدث في القمة العربية وعدم خروجها بنتائج عملية ملموسة تنتشل العرب من أزماتهم الراهنة، والبعض الآخر متعلقٌ باستمرار الانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس الشريف، بل والأراضي الفلسطينية بلا استثناء، وهي الانتهاكات التي ما زالت أيضًا تقابل بردِّ فعل هزيل، لا يتناسب والحدث من قِبَل الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، والتي لم تكتفِ بموقف المتفرج على محاولات هدم أولى القبلتين وثالث الحرمين، وإنما تقوم هي الأخرى بانتهاكات ضد مواطنيها الذين خرجوا يعبِّرون عن غضبتهم ومناصرتهم للمسجد الأقصى الشريف، وخاصةً في مصر التي لا يخلو يومٌ فيها إلا ويقوم النظام الحاكم باعتقال العشرات حتى وصل عدد المعتقلين إلى 368 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وأعضائها، أفرج عن معظمهم قضاءً فتمَّ اعتقالهم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى الاعتداء على زوجات وأبناء وأطفال المعتقلين.
 
وعلى صعيد آخر في الشأن الداخلي، شهدت الساحة السياسية المصرية حراكًا واضحًا، كان منه اللقاء الذي قام به وفد من الإخوان المسلمين بزيارة حزب "التجمع"، ثم لقاء
موسَّع للصالون السياسي لكتلة الإخوان البرلمانية، شارك فيه ممثلو القوى السياسية بكل أطيافها؛ لبحث سبل دعم مشروع قانون مباشرة الحقوق السياسية، الذي قدمته المعارضة المصرية لمجلس الشعب مؤخرًا.

وفي ظلِّ هذه الأحداث فإننا نؤكد الآتي  :

أولاً: الأوضاع الداخلية

- يؤكد الإخوان المسلمون أن الإصلاح السياسي هو بوابة التغيير في مصر، كما أنه مقدمةٌ أساسيةٌ لدعم القضايا العربية والإسلامية، ويجب علي النظام الحاكم أن يعمل على تهيئة المناخ لإحداث إصلاح سياسي حقيقي بعيدًا عن التدخلات الأمنية وإجراء الانتخابات، في جوٍّ من الحرية والنزاهة، وإتاحة حياة كريمة للشعب المصري، ومحاربة الفساد والاستبداد، وتقديم الكفاءة على المحسوبية.

1- الالتقاء مع كل القوى السياسية والحركات الفاعلة في المجتمع، بل والمستقلين والنخب، على المتفق عليه من المطالب الأساسية؛ في إتاحة الحريات العامة، وإلغاء القوانين الاستثنائية، وفي القلب منها قانون الطوارئ، وإحالة المدنيين للمحاكمات العسكرية، والإشراف القضائي على الانتخابات والتداول السلمي السلطة، وتكوين الأحزاب بمجرد الإخطار، وإلغاء لجنة شئون الأحزاب المانعة لتكوين الأحزاب.
 
2- استمرار حملات الاعتقال في صفوف الجماعة يبرهن أن النظام الحاكم لا يريد إصلاحًا حقيقيًّا وأنه يستغلُّ هيئات الدولة ومؤسساتها في حربه ضد خصومه، وأن استمرار تحديه
لقرارات النيابة العامة وأحكام القضاء بالإفراج عن المعتقلين يقوِّض مؤسسية الدولة ويرسِّخ سيطرة حزب واحد أدت سياساته إلى كبت الحريات وسجن الأبرياء وزيادة الفقر والفساد وانهيار في البنية التحتية ومقومات الدولة في مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
 
3- يحذر الإخوان المسلمون من المساس بنساء وأطفال وأبناء المعتقلين أو الأخوات الفضليات وانتهاك حرمات الناس؛ لأن ذلك يعدُّ تجاوزًا خطيرًا، وعلى الجهات المعنية أن تلتزم
بالقانون وتعيد النظر في تعاملها مع أفراد الجماعة وقيادتها.
 
4- يجدر بجمعيات حقوق الإنسان والجهات المعنية بالحريات أن تفضح المهازل التي تحدث في جامعات مصر، واعتماد أسلوب البلطجية، الذين تعينهم الكليات لمواجهة الطلاب
وكلغة حوار بين الإدارات الجامعية والأمنية، وبين الطلاب الذين خرجوا لمناصرة قضية المسجد الأقصى.
 
5- موقف الإخوان واضح من انتخابات الرئاسة القادمة، وأن الجماعة ستدرس كل البرامج المطروحة، وتستمع إلى كل وجهات النظر في حينها، وأنها سوف تعلن موقفها في
الوقت المناسب وبعد الدراسة المتأنية، مرتبطين بالقيم والأخلاق وليس بالأشخاص.

ثانيًا: استمرار الانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس الشريف

1- يؤكد الإخوان المسلمون أن المسجد الأقصى ومدينة القدس الشريف- بل وكل أرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام- سيظلان محور القضايا العربية والاسلامية، والتي يجب أن تتضافر الجهود من أجل الدفاع عنهم بكل غالٍ ونفيسٍ والتصدِّي للمخططات الصهيونية، ونجدِّد دعوتنا للشعب المصري بكل فئاته وطوائفه؛ بالاستمرار في فعاليات مناصرة القضية الفلسطينية، كما نطالب منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية بأن تقوم بدورها في الدفاع عن القدس الشريف وعن المسجد الأقصى.
 
2- يجب على الدول العربية والإسلامية أن تُعيد صياغة علاقاتها مع الولايات المتحدة وعلاقاتها بالكيان الصهيوني؛ بما يخدم مصالح أمتنا، خاصةً أننا نمتلك الكثير من أدوات الضغط
التي يمكن أن تقوم بدور فعَّال في التأثير في القرار الأمريكي تجاه القضايا العربية.
 
3- على القادة العرب تحمُّل المسئولية تجاه شعوبهم التي خذلوها بنتائج قمتهم الهزيلة في مدينة سرت، وأن يكون الاجتماع الاستثانئي الذي أعلنوا عنه في شهر سبتمر القادم مقدمةً
حقيقيةً لتفعيل آليات الجامعة وعودة الروح للعمل العربي المشترك.
 
4- على القادة العرب أن ينفِّذوا قراراتهم في قمة الدوحة الخاصة بإعادة إعمار عزة وفك الحصار عن أكثر من المليون ونصف المليون فلسطيني هناك، ويكفي ما لاقاه أهل غزة من
تسويف.
 
5- يوجه الإخوان المسلمون التحية للسلطات البريطانية التي قامت بطرد عميل الموساد، والذي كان يتخذ من منصبه الدبلوماسي ستارًا في اغتيال الشهيد محمود المبحوح، كما
نوجِّه التحية للسلطات الفرنسية التي أعلنت أنها سوف تشرع في اتخاذ خطوات مماثلة.