27/01/2009

 

- حماس حقَّقت انتصارًا أسطوريًّا والصهاينة فشلوا في كسر المقاومة

- بقاء حماس في السلطة من عدمه مرهونٌ بنتائج الانتخابات الحرة

- فلسطين وطنٌ محتلٌّ والإسلام شرَع الجهاد لتحرير الأرض والمقدسات

- صمود المقاومة والغضب الجماهيري أبرز عوامل الردع لوقف العدوان

- 1200 معتقل من الإخوان على خلفية أحداث غزة

- بدأنا في اتخاذ الإجراءات لتقديم القادة الصهاينة للمحكمة الجنائية الدولية

- الإخوان لم يستعرضوا عضلاتهم خلال الأزمة، وحماس ليست تابعةً لإيران أو سوريا

 

القاهرة- الراية- محمد العدس:

"الشعوب التي لا تُجيد صناعة الموت لا تستحق الحياة".. بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حديثه حول المذبحة والجرائم الصهيونية الأخيرة التي تعرَّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدًا أنها كانت مُدبَّرةً وليست نتيجةً لانتهاء التهدئة وإطلاق الفصائل الفلسطينية بعض الصواريخ.

 

فقيادات العدو الصهيوني منذ أكثر من عام ونصف العام أعدَّت الخطة تلو الأخرى لاجتياح القطاع بهدف إقصاء حماس وكسر إرادتها، لكن آمالها خابت، وجيشها فشل في تحقيق أي انتصار سياسي أو عسكري بعدما لقَّنته المقاومة درسًا أسطوريًا لا يُنسَى في الصمود والمواجهة.

 

وكشف الدكتور حبيب عن اعتقال نحو 1200 من كوادر الجماعة؛ لوقوفهم ومناصرتهم شعبَ غزة، مُشيدًا بالشعوب العربية والإسلامية، بل وأحرار العالم الذين هبُّوا للدفاع عن القطاع والتضامن مع أهله، كما أشاد بالدور القطري الذي وصفه بأنه عكَس جزءًا من طموحات وآمال الشعوب العربية.

 

وأكد حبيب في حوارٍ ساخنٍ لـ(الراية الأسبوعية) أن خيار المقاومة بات هو الطريق الوحيد لاستعادة الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى أن العدو الصهيوني زرع كراهيته في قلب كل إنسان في العالم، لافتًا إلى أن حماس لم تُعاقب وحدها خلال المذبحة الصهيونية، ولكن الشعب الفلسطيني بأكمله تعرَّض للعقاب على مشهدٍ من العالمين العربي والإسلامي، بل والعالم كله.

 

واقترح حبيب تشكيل لجنة وطنية تضم عددًا من الرموز القومية العربية للإشراف على عمليات إعادة إعمار غزة بعيدًا عن حماس أو فتح، مشيرًا إلى أن السلطة الفلسطينية فقدت شرعيتها، فيما أن المقاومة أصبحت المعبِّر الحقيقي عن إرادة الشعب الفلسطيني.

 

وفيما يلي نص الحوار:

* بدايةً... ما رأيك في الاعتداء الصهيوني الأخير على قطاع غزة؟ وهل يمكن القول إن الصمت العربي كان له دور في توحش هذا الاعتداء؟

** أود أن أؤكد أن العدوان الإجرامي والمذبحة البشرية التي قام بها العدو الصهيوني ضد أهالي غزة، لم تكن رد فعل لانتهاء التهدئة، ولكن تم الترتيب لها منذ فترة، بعد أن ثبت فشل إستراتيجية الحصار في تحقيق الهدف المنشود، والذي يتمثَّل في إقصاء المقاومة وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وأيضًا لاستعادة الثقة والهيبة للمؤسسة العسكرية الصهيونية، خاصةً بعد إخفاقها في حربها على لبنان في يوليو 2006م، بالإضافة إلى توجيه رسالة إلى الحكومات العربية؛ مفادها أن العدو الصهيوني ما زال هو القوة التي لا تُقهر، والذراع الطولى التي يمكن أن تنال من أية دولة أو كيان.

 

لكن كل هذه الأهداف فشلت، وحقَّقت المقاومة ثباتًا وصمودًا رغم التضحيات الغالية والمأساة الإنسانية التي خلَّفتها هذه الحرب.

 

أستطيع أن أقول إن الإرادة الفلسطينية لم تنكسر، وإن العزم لم يَلَنْ، وإن المقاومة أصبحت مفروضةً على الساحة السياسية وعلى العالم كله، وإنه لم يَعُد بوسع الأنظمة أو الحكومات العربية أن تتجاهل المقاومة أو تغض الطرف عنها، وبالتالي باتت مطالبةً بأن تنفتح عليها؛ لأنها بالفعل المعبِّر الحقيقي عن إرادة وخيار الشعب الفلسطيني.

 

ولا شك أن العدوان الغاشم على قطاع غزة الذي راح ضحيته الآلاف من الشهداء والجرحى، ما كان له أن يتم إلا من خلال تآمر دولي وعجز وفشل وصمت لبعض الأنظمة والحكومات العربية.

 

حكاية الانتصار

 

 

** لا بد أن نعيَ جيدًا معنى الانتصار، وأن العمل العسكري له هدف سياسي يسعى إلى تحقيقه؛ فالمعارك والحروب تقع لفرض إرادة على إرادة، وتغليب دين على دين، وسيادة أيديولوجية على أيديولوجية أخرى، والسؤال هو: هل استطاع العدو الصهيوني أن يفرض إرادته وأيديولوجيته؟! وهل استطاع أن ينال من المقاومة وأن يخضعها لمشروع الاستسلام الذي قبله وأذعن له الآخرون؟! وهل استطاع أن يوقف إطلاق الصواريخ أو أن يصل إلى مخزونها؟! وهل استطاع أن يفصل بين الشعب الفلسطيني وحماس، ولو سياسيًّا؟! العالم كله شاهد على أن ذلك لم يحدث، وأن العدو الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه كلها، وأن آماله وأحلامه تبخَّرت وتحطمت على صخرة صمود المقاومة.

 

أما فيما يتعلَّق ببقاء حماس في السلطة، فإن ذلك مرهونٌ بنتائج الانتخابات الحرة النزيهة، ونحن نؤكد دومًا أن الشرعية يجب أن تنبع من الشعب الفلسطيني الذي أثبت انحيازه الكامل لخيار المقاومة، وأن هذا الانحياز لم يكن سطحيًّا بل عميقًا، كما أنه لم يكن وهمًا بل حقيقة، والدليل على هذا التضحياتُ العظيمةُ التي قدَّمها خلال المواجهة مع العدو الصهيوني، فضلاً عن الثبات والصمود الأسطوري.

 

إن ثلث جيش هذا العدو دخل الحرب وقذف بالآلاف من الأطنان والمتفجرات المحرمة دوليًا ودمّر البنية التحتية وكان يتصور أنه في ظرف 48 ساعة ستنهار المقاومة ولكن هذا لم يحدث واستمر العدوان لمدة 22 يوما في حين أن هناك أنظمة وحكومات لم تستطع الصمود لأكثر من 6 ساعات.

 

الشعب الفلسطيني والمقاومة هدفها ووسائلها واضحة، وهي أنه لا خيار إلا المقاومة، وفي المقام الأول والأخير فإن فلسطين وطن مُحتَل ومُغتَصَب، والإسلام شرَع لنا الجهاد لتحرير الأرض وتطهير المقدسات.

 

عوامل الردع

 الصورة غير متاحة

المقاومة ضربت أروع الأمثلة في الثبات والصمود

* من وجهة نظرك.. ما العوامل والأسباب الرئيسية التي أدت إلى ردع العدوان الصهيوني وكانت الأبرز في وقف إطلاق النار في قطاع غزة؟

** هناك عوامل عدة؛ أولها يتمثَّل في ثبات وصمود المقاومة الفلسطينية التي واجهت العدوان الصهيوني الهمجي، ويُعَد هذا العامل هو الأبرز في المعركة، بجانب ضغط الجماهير العربية التي أعلنت غضبتها من الهجمات البربرية الوحشية على الأهالي في قطاع غزة، فيما كانت جماعة الإخوان المسلمين تستهدف من خلال مظاهراتها أمورًا كثيرة؛ منها الضغط على الأنظمة العربية من أجل التحرك، واتخاذ السبل الكفيلة لإجبار العدو الصهيوني كي يوقف هجماته البربرية على الفلسطينيين ويسحب قواته من القطاع، وأن يفتح المعابر ويفك الحصار، علاوةً على أن تأييد الجماهير والشعوب العربية للمقاومة كان من العوامل المهمة والملهمة للمقاومة لمزيدٍ من الثبات والصمود والتحدي والمواجهة، إلا أن موقف الحكومات والأنظمة العربية كان دون المستوى الأخلاقي والإنساني والوطني والقومي بكثير، سواء بالنسبة لحجم الأزمة وطبيعة الكارثة أو آمال وطموحات الشعوب العربية، فما كانت تقوم به الشعوب- وما زالت- شيء، وما قامت به الحكومات شيء آخر.

 

الإخوان والأزمة

* ماذا قدَّمت جماعة الإخوان المسلمين للفلسطينيين خلال الأزمة؟ وهل تعتقد أن حماس قد عوقبت بقسوة  باعتبارها جزءًا من جماعة الإخوان المسلمين؟

** جماعة الإخوان المسلمين تحرَّكت بجدية في الشارع المصري لدعم ومساندة المقاومة في قطاع غزة، وأظن أن الأهداف التي سعت إليها تحقَّقت بشكلٍ ما وأتت ثمارها بدرجةٍ معقولةٍ رغم التضييقات الأمنية والمعوقات التي واجهتها؛ فقد تم اعتقال ما يقرب من 1200 شاب من الجماعة خلال الأزمة، ورغم أنه تم الإفراج عن عددٍ كبيرٍ منهم إلا أن المئات ما زالوا في السجون.

 

أما فيما يخص مسألة معاقبة حماس فحقيقة الأمر أن المذبحة الصهيونية كانت موجَّهةً إلى كل الشعب الفلسطيني، وكان موقف العديد من الأنظمة العربية- للأسف- متخاذلاً للغاية، وكأنَّ الشعبَ الفلسطيني هو حماس فقط.

 

تعويضات الإخوان

 * ماذا عن التعويضات التي ستقدِّمها جماعة الإخوان المسلمين لحماس، والتي قيل إنها ستصل إلى 50 مليون دولار؟

** ما تردد من أنباءٍ عن قيام الجماعة بجمع 50 مليون دولار تبرعاتٍ للمساهمة في إعادة إعمار غزة هو أمرٌ غير صحيح، والجماعة تقوم بتحفيز الشباب والنساء والرجال من الإخوان المسلمين وغيرهم على مناصرة الفلسطينيين في القطاع وتحثهم على الجهاد بالمال وكافة أشكال الدعم من خلال لجان الإغاثة الشعبية والرسمية، سواء لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء، أو لجنة الإغاثة والطوارئ التابعة لاتحاد الأطباء العرب.

 

* كيف تُقيِّم دور السلطة الفلسطينية خلال الأزمة؟ وهل يمكن القول إنها فقدت شرعيتها؟

** أظن أن كلَّ المحللين السياسيين والإستراتيجيين والمراقبين قالوا إن المقاومةَ أصبحت هي المُعبِّر الحقيقي عن إرادة الشعب الفلسطيني.

 

الدور القَطَري

 الصورة غير متاحة

فضيلة المرشد العام أشاد بدعوة أمير قطر لقمة الدوحة

* كيف تُقيِّم الدور القطري خلال الأزمة؟

** لقد ثمَّنا الدعوةَ التي وجَّهها أمير قطر إلى الزعماء والحكام العرب، وأيَّدنا النقاطَ الثماني التي دعا إليها في قمة غزة الطارئة بالدوحة، وأصدرنا بيانًا بذلك، وأكدنا أن هذه النقاط تُمثِّل الحد الأدنى لأماني وتطلعات الأمة العربية.

 

* تردَّدت أنباء عن القيام بجهود قانونية خلال الأيام القادمة لملاحقة جنرالات الجيش الصهيوني الذين ارتكبوا جرائم حرب أثناء العدوان.. فماذا عنها؟ وهل الجماعة تشارك في هذه الجهود؟

** بكل تأكيدٍ؛ فالجماعة لديها توجُّهٌ لملاحقة القادة الصهاينة الذين تسبَّبوا في هذا العدوان الوحشي على غزة من خلال بعض المحامين ورموز وكبار الشخصيات العامة في مصر، وبالفعل بدأنا في اتخاذ العديد من الإجراءات لتقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، وكل المنظمات الدولية والإقليمية والشعبية.

 

المظاهرات المليونية

 الصورة غير متاحة

الملايين خرجوا في مظاهرات لدعم غزة في مختلف محافظات مصر

* البعض رأى أن المظاهرات المليونية التي قام بها الإخوان جاءت بغرض استعراض القوة.. فماذا تقول في هذا الطرح؟

** في البداية لا بد أن أتساءل: هل كان مطلوبًا من الإخوان المسلمين أن يصمتوا إزاء هذا الدم الذي ينزف بغزارة، وأن يقفوا مكتوفي الأيدي تُجاه ما يحدث من جرائم بشعة ضد الإنسانية؟! وهل خرج الملايين في كل أنحاء العالم لكي يستعرضوا قوتهم؟! بالتأكيد لا.

 

كان لا بد من التعبير عن الغضب إزاء كل ما يحدث في القطاع، وقد كنا نتمنَّى أن يخرج الشعب المصري عن بكرةِ أبيه ليُعبِّر عن رفضه العدوان الصهيوني الإجرامي ومساندة المقاومة، ثم إن الإخوان حاضرون في كل الأزمات التي يتعرَّض لها أشقاؤنا في البلاد العربية، سواء في فلسطين أو في العراق أو في السودان، وأيضًا داخليًّا، ولدينا تواصلنا مع الجماهير على جميع الأصعدة، وهذا لا يعدُّ استعراضًا للقوة، وإنما هو التزامٌ يُمليه علينا الواجب الأخلاقي والإنساني والوطني والقومي والشرعي تجاه عقيدتنا وأمتنا ووطننا.

 

* ثمة دوائر تتحدث عن علاقةٍ وثيقةٍ تربط جماعة الإخوان بحماس، وفي الوقت نفسه تشير إلى تبعيتها لإيران.. فما قراءتك لهذه المسألة؟

** حركة المقاومة الإسلامية حماس لا تتبع أحدًا، لا إيران ولا سوريا، وإذا كانت لها مكاتب إعلامية أو سياسية في بعض الدول العربية فإن ذلك من قبيل حرصها على أن تتفاعل هذه الدول، حكوماتٍ وشعوبًا، مع القضية الفلسطينية، وتقديري أن ذلك ليس له أي تأثير، سواء مباشر أو غير مباشر، في استقلال إرادة الحركة؛ لأنها صاحبة رؤية واضحة وإستراتيجية محددة وسياق معلوم للكافة تمضي حماس فيه لمواجهة التحديات التي تواجهها على أرض الواقع، وبالتالي فهي صاحبة القرار أولاً وأخيرًا.

 

المصالحة العربية

 الصورة غير متاحة

السعودية قادت مصالحة عربية خلال قمة الكويت

* كيف ترى المصالحة العربية التي تمَّت على هامش القمة الاقتصادية بالكويت؟

** الجماعة مع المصالحة، وترى أن المستفيد الأول من الفُرقة والتشرذم العربي هو العدو، لكن ينبغي أن تتأسَّس المصالحة على قواعد وأسس محددة، سواء فيما يتعلَّق بالقضايا القومية الكبرى أو فيما يخصُّ متطلبات الأمن القومي العربي والإسلامي أو حتى التنمية الشاملة.

 

أما إذا كانت المصالحةُ مبنيةً على عواطف ومشاعر مؤقتة فإنها لا تستطيع أن تصمد أمام التحديات، وهي كثيرة وكبيرة، فضلاً عن أن تبنيَ مصير وحاضر ومستقبل الأمة العربية.

 

لا بد أن تتوافر إرادة للدول العربية لإجراء مصالحة شاملة بشرط أن يكون هناك انفكاك عن الإدارة الأمريكية، وامتلاك إرادة الفعل لمواجهة حالة الانقسام والتشرذم وحالة العجز والشلل التي تحاصرها.

 

تشكيل لجنة وطنية

* ما رأيك في الخلافات التي نشبت بين الدول العربية والأوروبية بعدما تم الإعلان عن صندوق لإعمار غزة؟ وفي رأيك.. إلى مَن تذهب الأموال: إلى حماس؟ أم إلى السلطة الفلسطينية؟

** إذا لم تذهب إلى الحكومة الشرعية التي التفَّ حولها الشعب وارتبط بها وجاهد معها فيمكن أن تُشكِّل لجنة من الرموز القومية والوطنية على المستوى العربي، على أن تقوم هي بهذه المهمة بعيدًا عن أي حرج أو حساسية.

 

* بعد تولِّي أوباما رئاسة البيت الأبيض رسميًّا ما زالت المراهنة عليه بحسبانه سيكون أكثر تفهمًا وتعاملاً مع القضايا العربية عن الرئيس السابق بوش.. إلى أي مدى تتفق مع هذا الطرح؟

** في تقديري الأمر يتطلَّب عامًا كاملاً حتى يبدأ أوباما في التعامل بفاعليةٍ مع القضايا العربية؛ لأنه سيكون مشغولاً بالشئون الداخلية والأزمة المالية العالمية والوضع الاقتصادي في بلده، وأتصوَّر أن الأزمة مرشحة للتصعيد؛ مما سيؤثر بالتبعية في التعامل مع مفردات المشهد الإقليمي والعربي بصفةٍ عامة.

 

ربما تكون هناك قراءة مختلفة- من حيث الشكل دون المضمون- مع الملفات: الإيراني والسوري والسوداني والعراقي، ولكن أعتقد أنه لن يكون هناك تغيُّر يُذكر في التعامل مع القضية الفلسطينية.

 

سيناريو ما بعد الحرب على غزة

* ما السيناريو المتوقع لما بعد الحرب على غزة؟

** خيار المقاومة: حفر أخاديد عميقة في الذاكرة والوعي؛ ليس فقط على مستوى الشعب الفلسطيني، لكن على مستوى العالم أجمع، وقد تولَّدت قناعة الآن بأن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد لاستعادة وتحرير الأرض الفلسطينية من يد الاحتلال الصهيوني، وهذا سيفرض على الشعوب والحكومات بُعدًا آخر.

 

وأتصوَّر أنه ليس من الحكمة أن يتحدَّث العالم كله عن الانتصار والبطولة والإقدام وصمود المقاومة ولا نساندها ونؤكدها.

 

إن العالم بدأ يصحو على معالم وحقائق جديدة.. هناك معانٍ بدأت تظهر ومفاهيم أخذت تتضح، ورؤية شرعت في التبلور خاصةٌ بالمقاومة التي بدأت تغزو كل بيت وكل موقع وميدان.. الكيان الصهيوني زرع كراهية كما زرع مقاومة ضده في نفس الوقت في قلب كل إنسان؛ ليس فقط في منطقتنا العربية والإسلامية، لكن على مستوى دول العالم.

 

الدروس المستفادة

* لكن من وجهة نظرك.. ما الدروس المستفادة من أزمة غزة؟

** الدروس عديدة، ولكن الشعوب التي لا تجيد صناعة الموت لا تستحق الحياة، أقصد الحياة العزيزة الحرة الكريمة التي تحتاج إلى تضحيةٍ وإلى جهادٍ واستشهاد.

------------

* الراية القطرية في 24/1/2009م.

 الصورة غير متاحة

الصهاينة تجرعوا كأس الهزيمة وفشلوا في تحقيق أهدافهم

* ما تفسيرك لهذا الانتصار؟ وألا ينطوي الأمر على مبالغة؟ أم أنه يهدف إلى تكريس استمرار حركة حماس في السلطة؟