19/01/2009

الإخوة الأحباب..
تحية الإجلال والإعزاز والتقدير لكم جميعًا.. نساءًا وأطفالاً وشيوخًا ورجالاً وشبابًا..
تحيةً من عند الله مباركةً طيبةً..
تحيةً تعترف وتقرُّ لكم بأنكم على العهد ثابتون، وعلى النهج ماضون، وبأهدافكم وغاياتكم العليا مستمسكون..
 
وأشهد - ويشهد الجميع - أنكم بذلتم كل ما تستطيعون من أوقاتكم وجهودكم وحريتكم وأموالكم؛ فجزاكم الله عن إخوانكم في غزة وعن الإسلام وعن الأوطان خير الجزاء.
 
أنا أعلم أنكم كنتم تتحرَّقون شوقًا لما هو أكثر من هذا؛ حيث يقتضي واجب الأخوَّة والإيمان، ولكن ما الحيلة والأبوابُ موصدةٌ والطرقُ مغلقةٌ والمناخُ العام كما تعلمون؟!
 
لقد وصلت إخوانَكم في غزة عواطفُكم الجيَّاشةُ ومشاعرُكم النبيلةُ ومواقفُكم المتوثِّبةُ، وأعلنتم للعالم كله أنكم أصحابُ المروءة والشهامة والرجولة وأتباعُ هذا الدين العظيم وحَمَلةُ رسالته المباركة.
 
الإخوة الأحباب..
أحسب أنكم ما خرجتم إلا جهادًا في سبيل الله، وغضبًا على أنظمتكم وحكوماتكم؛ لعدم قيامها بمسئولياتها ودورِها الأخلاقيِّ والإنسانيِّ والشرعيِّ والوطنيِّ والقوميِّ، إزاء الحرب الصهيونية الغاشمة على غزة والمأساة الإنسانية الكارثية التي خلفتها.
 
كما أحسب أنكم ما خرجتم إلا لإعلان تضامنكم مع إخوانكم في غزة؛ الذين يعيشون في حنايا صدوركم، بل هم حبَّات عيونكم، ويقينًا إن ذلك يمدُّهم بروح الثبات والصمود والمقاومة اللازمة والضرورية لمواجهة حرب الإبادة؛ التي يشنُّها عليهم المحتل الصهيوني الغاصب.
 
كما أحسب كذلك أنكم خرجتم وأنتم تعلمون أنكم ستتعرَّضون للأذى والاعتقال، وقد حدث فعلاً؛ فالبعض نالهم من الأذى الكثير، والاعتقالات طالت ما يزيد عن 1200 معتقل .. كل ذلك في سبيل ما تؤمنون به وتضحُّون من أجله، وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك كله في موازين حسناتكم يوم القيامة.
 
الإخوة الأحباب..
لقد تم إيقاف إطلاق النار من جانب واحد، وبدأت القوات الصهيونية في التحرك والتمركز عند الشريط الحدودي لقطاع غزة، وهذا يخفِّف - بلا شك من المعاناة الإنسانية التي تعرَّض لها إخواننا في غزة، لكن المشكلة ما زالت تكمن في بقاء الحصار وعدم فتح المعابر.
 
وقد أمهلت المقاومةُ العدوَّ الصهيونيَّ أسبوعًا لذلك، وبناءً عليه يجب أن تتواصل فعالياتُنا.
لقد فرضت المقاومة - ومعها شعب غزة المقاوم - وضعَها على العالم كله، ولم يعُد هناك حديثٌ سوى عن المقاومة، وضرورة الانفتاح والرهان عليها، وليس على غيرها، وأنها - أي المقاومة - أصبحت الممثل الشرعي؛ لا عن قطاع غزة فقط ولكن عن شعب فلسطين بأسره.
 
الإخوة الأحباب..
لا تنسَوا أصل القضية، وأقصد بها قضية فلسطين، وأن هناك محتلاًّ غاصبًا لها، يجثم على صدرها، ويستبيح حرماتها، ويدنِّس مقدساتها.
 
لا تنسوا أن إخوانكم في فلسطين - كل فلسطين - اختاروا المقاومة طريقًا لتحريرها، وهو أمرٌ كما تعلمون عظيمٌ، يحتاج منا - ومن الجميع - كلَّ أنواع الدعم والتأييد والمساندة، فضلاً عن التحرك على كافة المستويات وبكل الوسائل والوسائط والأدوات؛ للتواصل مع الجماهير للتعريف بالقضية من ناحية، وردِّ الشبهات التي تُثار حول الجهاد والمقاومة من ناحية أخرى.
 
والله يتولانا وإياكم وإخواننا فى غزة بعظيمِ منِّه وجودِه وكرمِه ( ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ) هود : 123
……………………….
* النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين