أعلنت شركة بلاك بيري الكندية مؤخرا خططها للتوقف عن صنع هواتفها والتركيز في المقابل على البرمجيات، وذلك بعدما كشف تقريرها المالي، صباح أمس الأربعاء، عن خسائر صافية في الربع الثاني من العام المالي بلغت 372 مليون دولار.

وكان الرئيس التنفيذي للشركة جون تشن قال العام الماضي، إن الشركة ستخرج من قطاع أعمال عتاد الهواتف الذكية إذا لم تجد طريقة لجعلها مربحة، ويبدو أنها اليوم اتخذت خطوتها الأولى للإيفاء بهذا الوعد، حيث أكدت أنها ستوقف كافة العمليات الداخلية لتطوير وصنع الهواتف الذكية.

لكن ذلك لا يعني انتهاء هواتف بلاك بيري، حيث ستواصل الشركة طرح هواتف تحمل علامتها التجارية، لكنها هذه المرة لن تصنعها بنفسها وإنما ستوكل هذه المهمة إلى شركات أخرى.

ويعد أحدث هواتف الشركة، وهو هاتف ذكي من إنتاج ألكاتل أعيدت تسميته ليصبح "بلاك بيري ديتيك 50، أول جهاز ينطبق عليه هذا النموذج من الأعمال.

وصرح تشن عقب إعلان نتائج الربع المالي الثاني أن "الشركة تخطط لإنهاء كافة أعمال تطوير العتاد الداخلية وستحيل هذه الوظيفة إلى شركاء"، وأضاف أن هذا الأمر سيتيح للشركة خفض متطلبات رأس المال وتحسين العائدات.

وأكد أن بلاك بيري وصلت إلى نقطة انعطاف مع استراتيجيتها، وأن لديها أساسا ماليا قويا وتوجهها نحو البرامج آخذ في السيطرة، مشيرا إلى أن الشركة ضاعفت في الربع الثاني عائداتها من البرمجيات على أساس سنوي وقدمت أعلى هامش ربح في تاريخها.

ولا تعد هذه الأنباء مفاجئة عند الأخذ بالاعتبار صراع الشركة المتواصل في سوق الهواتف الذكية، ووفقا لتقديرات شركة غارتنر لأبحاث السوق فإن حصة بلاك بيري في السوق في الربع الثاني لا تزيد على 0.1%، أو ما يعادل بيع أربعمائة ألف هاتف فقط، في حين كانت الشركة بحاجة إلى بيع ثلاثة ملايين هاتف على الأقل لتظل في سوق تصنيع الهواتف وفقا لتصريح تشن العام الماضي.

يذكر أن آخر هاتف ذكي صنعته بلاك بيري بنفسها هو "بيف"، وهو أول هاتف لها بنظام أندرويد، وطرحته في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي.