أقبلت الشهور الحرم بنفحاتها وعبيرها الذي يزكِّي النفوس ويُصفي القلوب.. أقبلت هذه الشهور وقد ارتفعت الهتافات مدوية في السماوات والأرض: "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك".
لقد هفت القلوب إلى بيت الله الحرام، وتطلَّعت الأعين إلى النظر إليه من كل حدبٍ وصوبٍ، والتهبت الألسن بالرجاء إلى رب السماوات والأرض أن يرزقها الوقوف على ربوع عرفات.
ولقد تبارى الكتاب والشعراء في التعبير عن أحاسيسهم عن هذا الموقف العظيم، وهذه النفحة الربانية التي تعود بمن يقف على ربوع عرفات كيوم ولدته أمه.
ولقد كتب الشهيد حسن البنا كثيرًا من المقالات التي تُظهر عاطفته الجيَّاشة نحو الأرض المقدسة، بل وإلى جبل عرفات وإلى تجمع العالم الذي يضمه بين جنباته.
فتحت عنوان: "عرفات.. العالمية الإسلامية في حيز الفعل لا في حيز الأقوال" يقول:
"كنت أتحدث إلى صديق عن العالمية الإسلامية؛ فكان من قولي له: إن الإسلام يدعو إلى العالمية بأسمى وأجلّ مما يدعو إليها الفلاسفة والساسة؛ إذ إنه يُلزم كل مسلم أن يعمل ليعم الناسَ مبدأٌ واحد؛ هو الحب والإخاء، والعدل والمساواة تحت ظل القرآن الكريم؛ لا تعصبًا لجنس ولا تحيزًا لشخص أو فئة".
فكان هذا القول غريبًا أمامه مستبعدًا لديه، وبدت على وجهه علائم الدهشة والاستغراب، وأخذ يتساءل في شك: وهل ذلك ممكن؟ وهل حقيقةً يأمر الإسلام بهذا ويقرره؟.
فقلت له: يا صديقي.. إنك- بحمد الله- مسلم، وقد وجَّهت إليَّ سؤالين: هل يدعو الإسلام إلى عالمية المبادئ السامية؟ وهل ذلك ممكن؟ فلنتفاهم فيهما واحدًا واحدًا.
فأما أن الإسلام يأمر بهذا ويدعو إليه؛ فأمر بديهي معلوم من الدين بالضرورة؛ إذ إن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم عامة للبشر جميعًا، والله تبارك وتعالى يقول: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ (سبأ: من الآية 28)، والقرآن الكريم- وهو دستور الإسلام الذي لم يترك من أصوله صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها- مملوءٌ بالآيات الواضحة البيِّنة التي تأمر المسلمين بتعميم الدعوة في آفاق الأرض؛ حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، وما كنت أظن أن مسلمًا يجهل ذلك، وهو من أصول الإسلام وقواعده؛ فهل اقتنع صديقي بهذا؟
فسكت برهةً ثم قال: علمت أن ذلك من الإسلام، ولكن ألا ترى أن ذلك غير ممكن التحقيق، وهو إلى الخيال أقرب؛ فهو إلى أن يكون من المثل العليا التي توضع ليسير الناس إليها لا أن يحققوها أقرب منه إلى العمليات التي تسعى البشرية إلى تحقيقها. ف
قلت له: ذلك سؤالك الثاني الذي أريد أن أجيبك عليه، فاسمع: أما أن ذلك أمر بعيد التحقيق؛ فمغايرٌ لحكم التاريخ ومغايرٌ لقواعد الاجتماع التي تسير عليها الإنسانية، فأما مغايرته للتاريخ فقد حدَّثتنا أدلته، وروت لنا براهينه أن العرب- وهم فئة قلائل أميون- تمكَّنوا في أقل من نصف قرن من تعريب نصف العالم المعروف لهم حينذاك، وصبغوه بدينهم ولغتهم وعقائدهم وشعائرهم، وبعبارة أدق انصبغوا هم ونصف العالم بصبغة الله التي أودعها كتابه، وبعث بها نبيه، وأطلق عليها اسم الإسلام، ولولا الحوادث السياسية والاجتماعية التي تعلمها والتي وقفت بالفتح الإسلامي عند حدود جبال البرانس لرأيت تلك الحقيقة ماثلةً يُغني وجودها عن الكلام فيها.
وأما أنه مغايرٌ لسنن الاجتماع فلأن كل الحوادث والحركات الفكرية والاختراعات والمواصلات ونحوها كلها تعمل على توحيد العالم؛ فالعالم يسير إلى الوحدة رغم ما فيه من تنافس وعصبيات، ولعل اشتداد هذا التنافس سيكون أقرب السبل إلى الوحدة.
وإذا كانت الأمم التي لا تخرج مبادئها عن حدودها، ولا يصلح نظامها إلا فيها- وفي ذلك شك- تطمع أن توحد العالم وتخضعه لثقافتها وسلطانها، ولا تأمل من وراء ذلك إلا الاستغلال المادي، وترى أن ذلك في إمكانها لو قويت؛ فكيف بنا ونحن أمة كلفها الله- تبارك وتعالى- إرشاد العالم، ووضع لها النظام الذي يكفل سعادة الدنيا والآخرة في كل زمان ومكان؟! ألا يجدر بنا- أيها الصديق- أن نعتز بالمهمة التي أسندها الله إليها، والتي عبَّر عنها بقوله: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ (الحج: 78).
الحق يا صديقي أنني لا أرى ما يمنع من تحقيق هذا المثل الأعلى، وجعله في حيز العمليات إلا ضعف أمثالك، واستكانتهم ويأسهم من أنفسهم، وجهلهم بما كلفهم الله إياه. بدا على وجه صديقي تأثر وحماسة ونعي على تربيتنا وتعليمنا؛ الذي أبعده عن روح العزة الإسلامية، ووعدني أن يعمل للإسلام وأن يقف جهوده على نشر دعوته. ومرت الأيام سراعًا حتى أسفر هلال ذي الحجة، وهبَّت نسمات العشر، وتمثَّل في الخاطر يوم عرفات فهزَّ النفس ونبَّه المشاعر.
في يوم عرفة يجتمع الحجيج في وقتٍ واحدٍ وفي مكانٍ واحدٍ وفي زي واحد، وترتفع أصواتهم بدعاءٍ واحدٍ على قلب رجلٍ واحدٍ، ومن أولئك الحجيج يا صاحبي: المصري والهندي والشامي واليمني والعراقي والحجازي والشرقي والغربي، والمسلم الإنجليزي والفرنسي، وكل شعب من شعوب العالم وصلته دعوة الإسلام، وترددت في أجوائه كلمة الإسلام. ما أروع الموقف!، وما أجل المغزى الذي قصد إليه فيه الإسلام وهو دين التوحيد!، وما أجزل ثواب الله ورحمته وأعم فيضه ورضوانه الذي يتغشَّى عباده الأكرمين!؛ فيعودون من موقفهم أطهارًا أبرارًا أتقياء أنقياء كيوم ولدتهم أمهاتهم. وهل علمت يا صاح مؤتمرًا من مؤتمرات الأمم والشعوب وحَّد بين هذه الأجناس المختلفة، وجمع هذه الشعوب المتفرقة، وضمَّ تلك الصفوف؛ فجعلهم أمةً واحدةً وشعبًا واحدًا وقلبًا واحدًا وأملاً واحدًا وعاطفةً واحدةً إلا مؤتمر الإسلام في عرفات؟!
اللهم إني أتوجَّه إليك برحمتك التي تُفيضها على عبادك في البلد الحرام، في الشهر الحرام، في المشعر الحرام وفي عرفات المعظَّم، أن تقدِّر لنا من التمتع بحرمك، وزيارة نبيك صلى الله عليه وسلم ما نستوجب به رضوانك، وأن تجمع قلوب أمة الإسلام على إعلاء كلمتك ونصرة شريعتك وإعزاز دينك، والتعاون على البر والتقوى.. إنك سميع مجيب. وبعد.. فيا ليت صديقي الذي كان يرى العالمية الإسلامية خيالاً بعيدًا تحقيقه، يذهب إلى عرفات العظيم؛ فيرى هناك رأي العين أنها حقيقةٌ ماثلةٌ في حيز الفعل لا في حيز الأقوال، ﴿وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ﴾ (التوبة: من الآية 32).
كما كتب الإمام البنا يوضِّح معنى "لبيك اللهم لبيك"، ويوضِّح المغزى منها، والمعاني التي يريدها هذا الهتاف من المسلمين، فكتب تحت عنوان "لبيك اللهم لبيك"، يقول:
"ما أجلَّ عظمة الربوبية!، وما أعظم فضل الألوهية!، وما أجمل أن يتفضَّل الله على عباده فيدعوهم إلى بيته العتيق!؛ ليغفر ذنوبهم، ويطهِّر قلوبهم، ويضاعف أجورهم، ويجدِّد أرواحهم، ويمنحهم من فيض فضله ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وما أجمل أن يتفتح قلب المؤمن على هذا النداء العلوي، ويتلقاه كما تتلقَّى الزهرة الناضرة قطرات الندى!؛ فيحيا به ويسعد، ويتجهَّز من فوره لإجابة دعوة الله والانضمام إلى وفده الكريم، مهاجرًا إلى حرمه المقدس وبيته الأمين، هاتفًا من أعماق قلبه: لبيك اللهم لبيك. أيها الأخ الكريم.. إن كنت ممن سمعوا هذا النداء فأجابوا الدعاء، وقُدِّر لهم أن يكونوا في وفد الله تبارك وتعالى، فاعلم أنها غرة السعادة، وفاتحة الخير كله، وعنوان رضوان الله، فما دعاك إلا وهو يحبك، وما ناداك إلا ليمنحك، ﴿وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: من الآية 268).
فَهَنِّئ نفسك بهذا الفضل المبين، وتقبَّل منا تهنئة الإخوان المحبين، وسترى في هذه الكلمات صورةً موجزةً من السنة المطهَّرة في أداء الفريضة، فاذكرنا بصالح الدعوات في تلك الأوقات الكريمة والأماكن المشرفة، وإن حالت دون ذلك الحوائل فصاحب الحجاج بقلبك، ورافقهم في أداء المناسك بروحك؛ فإن لك مثل ثوابهم إن شاء الله، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد القائل لأصحابه ما معناه: "إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم"، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: "حبسهم العذر".. وفقنا الله وإياك إلى حج بيته، وزيارة رسوله، وكتب لنا ولك القبول".
وأثناء وجوده في الأرض المقدسة ليقوم بأداء هذه الفريضة كتب تحت عنوان "شهر في الأرض المقدسة"؛ يشرح هذه الرحلة وكيف استشعرها، وكيف قضى هذا الشهر في هذا المكان الطاهر، فكتب يقول:
"شعور شائع: منذ عزمت على زيارة الأرض المقدسة كان يشيع في نفسي شعور غريب قوي فعَّال يهزُّ روحي هزًّا قويًّا، ويتأثَّر به قلبي تأثرًا غريبًا، ومن العواطف القوية ما لا يُعرف لونه؛ فهو مزيج من الأمل ومن الإشفاق، ومن الخوف ومن الرجاء، ومن الحب ومن الوله، ومن الشوق ومن الحنين، وكذلك كان شعوري كلما تذكرت عزمي على زيارة الأرض المقدسة.
وكثيرًا ما تكون تلك العواطف المركبة أبعد أثرًا وأعمق غورًا مما يظن الناس؛ فلقد كنت أجلس إلى نفسي فأتمثَّل لها مكة ومقدساتها، وطيبة وأنوارها، وأصعد بها إلى الماضي البعيد؛ فتستعرض قريشًا وآثارها والدعوة الأولى وأسرارها، ثم تستمر سائرةً مع تاريخ الإسلام الحي القوي، فإذا ساعات عظيمة وانتصارات تسمو على البشرية، وتتعالى على التاريخ نفسه، وتتحدَّى الأرض ومن فيها، وإذا ساعات من الضعف تُثير الشجون وتستدر العيون.
وكذلك كان شأني في هذه الجلسة التي أخلو فيها بنفسي قبل السفر؛ فأستعرض الخواطر جميعًا، وكثيرًا ما كنت أرى نفسي مندفعًا في بكاء صامت أو مغمورًا في فيض من الشعور بالسرور، أو ذاهلاً لا أذكر مما حولي إلا هذه الخواطر التي تجسَّمت أمامي، فتخيلتها الحقوق الماثلة.
ولبعض الألفاظ سلطان قوي على النفس؛ لارتباطها القوي بذكريات مسميات هذه الألفاظ، ولصلتها المتينة بشعور سابق ولاحق، تثيره هذه الذكريات؛ فإذا ما ذكرت هذه الألفاظ أهاجت الساكن، وحرَّكت الكامن؛ فاندفعت تتأثر للكلمة، وتبكي للفظ وما هو إلا المعنى الرمزي لكل ما تعلَّق به من مشاعر وذكريات؛ فالكعبة، والبيت الحرام، وحراء، وزمزم، ومقام إبراهيم، وغار ثور، وخيف منى، ووادي عرفة، ومسجد نمرة، وبطن الصفا، ومسجد بلال، ومصلى التنعيم، والمشعر الحرام، وشامة، وطفيل، ومزدلفة، وثبير، وحرة واقم، وبني سالم بن عوف، ومسجد قباء، وبئر آريس، وجبل أحد، وروضة البقيع، والروضة بين القبر والمنبر، وآثار الخندق..
كل هذه الأسماء في مكة والمدينة، لها على نفسك سلطان أي سلطان، حين تذكرها، وحين تمثلها لنفسك، وحين تمنِّي نفسك برؤيتها ومشاهدتها؛ وما ذلك إلا لأنها تصور لك ما كان فيها من حادثات جسام تهتم لها وتتأثر بها. ولا أطيل عليك ولا أسترسل في وصف شعورٍ يتجدد كلما ذُكر، ويستفيض كلما تجدَّد، وينهمر هذا الفيض حتى لا تكاد تشعر بنهاية أو تدرك مدى غاية.
ولكني أقول لك: إن أهم ما حدا بي إلى زيارة هذه البقعة المباركة غير ما يحدو بكثير من الناس؛ فإن أعظم ما يُسيِّر بالناس إلى هذه البقاع المطهَّرة الرغبة الملحة في أداء الفريضة والزيارة المباركة؛ رجاءَ الثواب أو خوفًا من التبعة يوم القيامة، أو الرغبة الملحة في التمتع بما أفاضه الله على هذه الديار وساكنيها من بركة وخير، وذلك جميل حقًّا، وذلك بعض ما حدا بي إلى الرحلة.
أما السبب الأول في الحقيقة فهو "دعوة الإخوان المسلمين"؛ ولعله يسبق إلى ذهنك من هذا الاعتراف أنه الرغبة في نشر دعوة الإخوان المسلمين وتلمُّس الأنصار والمؤمنين بها من آفاق الأرض، ومن القلوب الطاهرة التي تهوي إلى هذه الأرض المقدسة، وليس ذلك كذلك، وإن كان أملاً من الآمال، وفائدةً من الفوائد المنتظرة، ولكن الذي أقصده أن دعوة الإخوان المسلمين، وهي دعوة خالصة لوجه الله من أول يوم، مؤسسة على تقواه، مستندة إلى عظمته سبحانه.. هذه الدعوة أعتقد أنه لا بد لنجاحها من أمرين أساسيين:
أولهما: طهارة القائمين بها، ونزاهة نفوسهم؛ حتى تصلح لتلقِّي المعونة والنصر من الحق تبارك وتعالى.
وثانيهما: صلة هذه القلوب بالداعي الأول صلى الله عليه وسلم، صلةً روحيةً قويةً تؤدي إلى حسن الاتباع والاستمساك بالسنة، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. فأما الطهارة النفسية فأول سبلها حج بيت الله الحرام؛ حيث تحط الذنوب والأوزار، وأما المدد الروحي من الداعي الأول صلى الله عليه وسلم فسبيله زيارة حرمه والتمتع بروضته، ويلحق بهذه الأسباب جميعًا ما تستفيده روح الداعية من معاهدة مواطن الدعوة الأولى، واستعراض حوادثها استعراضًا عمليًّا على أديم الصحراء العربية لا في صفحات الكتب وآراء الرجال.
ذلك أهم ما أثار النفس وهفا بالقلب إلى أرض الوحي ومهابط التنزيل، والقلوب بيد الله يقلِّبها كيف شاء؛ فاللهم ثبت قلوبنا على دينك". وإن شاء الله في الحلقة القادمة نقدم شيئًا جديد لقرَّائنا الكرام، وهو خطاب الإمام الشهيد حسن البنا في منى وقد تجمَّع حوله المسلمون من كل حدب وصوب، كما سنقدِّم أيضًا خطابه الذي ألقاه فضيلته في المؤتمر الذي عُقد بفندق شركة مصر للملاحة البحرية. وحول هذه الرحلات المتعددة التي قام بها الإمام البنا إلى الأراضي المقدسة بهدف الحج والدعوة إلى الله وتجميع المسلمين حول معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ سنعيش في الحلقات التالية حول هذه الرحلات لنتعرَّف على تواريخها وكيفية القيام بها والهدف منها.