محمد عبدالرحمن صادق :

- قال تعالى : "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ {37} "( سورة ق 37 ) .


 - قال تعالى : "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {204} " ( الأعراف 204 ) .

 إذا أردت الانتفاع بالقرآن الكريم انتفاعاً يشفي الصدور ويدخل على النفس البهجة والسرور فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه الله ، فإنّه خطاب منه سبحانه وتعالى لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .


 - قال ابن قتيبة رحمه الله : " استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم ، ليس بغافل ولا ساه ". وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير، وهو سهو القلب ، وغيبته عن تعقّل ما يقال له ، والنظر فيه وتأمّله فإذا حصل المؤثر وهو القرآن ، والمحل القابل وهو القلب الحي، ووجد الشرط وهو الإصغاء ، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب ، وانصرافه عنه إلى شئ آخر، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكّر .


 - قال ابن القيّم رحمه الله : " فصاحب القلب يجمع بين قلبه وببن معاني القرآن ، فيجدها كأنها قد كُتبت فيه ، فهو يقرؤها عن ظهر قلب . ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد ، واعي القلب ، كامل الحياة ، فيحتاج إلى شاهد يميّز له بين الحق والباطن ، ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وذكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الواعي الحي، فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام ، وقلبه لتأمّله والتفكر فيه وتعقل معانيه فيعلم حينئذ أنه الحق .

اللهم أرحمنى بالقرآن واجعله لى إماماً ونوراً وهدى ورحمة اللهم ذكرنى منه ما نسيت وعلمنى منه ما جهلت وارزقنى تلاوته آناء الليل وأطراف النهار وأجعله لى حجة يارب العالمين.