كتب: محمد حسين وتصوير صلاح الطاير
حمَّل وفد "نواب ضد الحصار" الذي يمثله نواب الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ونواب المعارضة والمستقلين الذين مُنعوا من دخول غزة عبر معبر رفح الحكومة المصرية المسئولية المباشرة عن الحصار القاتل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وفي القلب منه شعب غزة.
وقال النواب إنَّ مصر تشارك بشكل مباشر في قتل إهالينا في غزة بأحكام الحصار ومنع وصول المساعادات الإنسانية إلى غزة.
وكشف الوفد عن تعنت النظام المصري وإصراره على منع وصول المساعدات الإنسانية المصرية والعربية من معبر رفح إلى غزة، مشيرين إلى أنَّ شوارع مدينة رفح ومدن الشيخ زويد والعريش وستاد ومطار العريش اكتظت بمئات السيارات الممنوعة من دخول غزة بما يعرض نحو 250 مليون طن مواد غذائية للتلف.
وأعلن تكتل نواب ضد الحصار أنَّهم سيرفعون دعاوى قضائية ضد الحكومة المصرية لإجبارها على إيصال المساعدات الإغاثية إلى غزة حتى لا تتعرض مئات الملايين للإهدار.
وقال د. حمدي حسن (أمين الإعلام بالكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد ظهر اليوم "السبت 31-1-2009م" تحت عنوان "جريمة على معبر رفح شهادات ووثائق" إننا مُنعنا كنواب من عبور معبر رفح والذهاب إلى غزة لإعلان تأييدنا المعنوي لشعب غزة والتهنئة بالانتصار وإرادة الصمود التي رفعت رأس الأمة كلها.
وانتقد حسن تعامل الحكومة المصرية مع المواد الإغاثية، وقال: "لقد أُلقيت تبرعات الشعب المصري على جوانب الطرق أكثر من أسبوعين، وفرغت الحافلات حمولاتها في مخازن خاصة في العريش.
أكفان الموتى
واستعرض حسن فيلمًا مصورًا عرض حجم إهدار الحكومة المصرية للمواد الإغاثية الذي أظهر كيف خُزنت وضُيِّعت آلاف الأطنان في الشوارع والمخازن، ولم تدخل من أي معبر حتى كرم أبو سالم أو العوجة، كما عرض الفيلم المصور لنواب مغربيين وجزائرين وأتراك ووفود من ماليزيا وباكستان مُنعوا من الدخول.
| حسن: حتى أكفان الموتى السلطات تمنع دخولها إلى غزة |
ونفى حسن ادعاء الحكومة أنَّ الأغذية تدخل من معبر كرم أبو سالم أو العوجة، وقال: "هناك أكثر من 45 مخزنًا تكدست فيها معونات اقتطعها الشعب المصري من قوته لتوفيرها لأهالي غزة".
وقال حسن إنَّ الحكومة المصرية قدمت أكبر دليل على تواطؤها مع العدو الصهيوني باتخاذ سياسات منحازة له بمنعها حتى مياه الشرب من دخول غزة، كاشفًا عن العديد من الجرائم التي قال إنَّ مصر شاركت فيها، مشيرًا إلى أنَّ السلطات المصرية كلفت أحد رجال دحلان بالوقوف على المعبر يفرز الجرحى هذا من فتح وهذا من حماس، وسمعنا بعد ذلك عن تعذيب الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية، كما أنَّ أهالي العريش قالوا لنا إنَّ قوات دحلان كانت على معبر رفح تنتظر العدوان لاجتياح غزة.
وقال حسن إنَّ المعركة القادمة هي معركة التعمير وفتح معبر رفح، فلا يمكن أن نجعل إسرائيل تستفيد بتعويض خسائرها من الحرب بفلوس الإعمار، متسائلاً: أين ستذهب فلوس تبرعات الإعمار؟ وهل ستلقى مصير المواد الإغاثية؟
أبطال العريش
واستعرض عادل حامد (عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) تجربة الزيارتين اللتين قام بهما لرفح، وقال: "أثناء الحرب منعوا دخول الإغاثات، وأُشيع أن الأدوية فقط هي التي سُمح لها، لكن حتى سيارات الأدوية كانوا يدخلون سيارة نصف نقل يتم تفتيشها لأكثر من 4 ساعات، وبعد وقف إطلاق النار وجدنا الوضع نفسه كما هو".
وقال: "يحدث هذا المنع في الوقت الذي تزعم فيه وسائل الإعلام المصرية أنَّ المعبر مفتوح، فالإعلام يأخذ لقطات ويسمح بمرور سيارة نقل ويتم تصويرها، ثم يتم إعادتها مرة أخرى بعد انتهاء التصوير".
وقال إنَّ الأهالي تتطوع بالمحلات والشقق لتخزين المعونات التي مُنع إدخالها عبر معبر رفح.
وقال إنَّ أهالي رفح والعريش أبطال مقاومة حقيقيين، فقد قاموا بنفس جهاد غزة، حيث استقبلوا الشاحنات التي مُنعت دون أي مقابل، وحرَّروا معنا عقود إيجار لمدة سنة لتخزين هذه المعونات.
| حامد: أهالي العريش فتحوا بيوتهم مخازن لمواد الإغاثة |
وقال النائب المستقل محمد العمدة: "ذهبنا لنعلن عن تضامننا مع أهالي غزة، ولنقول لهم أنتم مقاومة حقيقية ولستم جماعة إرهابية، لكن أثناء تواجدي على المعبر شعرت بألمٍ نفسيٍّ وكأننا أمام سجنٍ كبيرٍ، الناس بالداخل تُضرب وتموت، ونحن نقفل عليهم باب الرحمة".
وأضاف العمدة: "مصر استسلمت للمشروع الأمريكي استسلامًا كاملاً، ومصر لها دور أساسي في معاناة أهل غزة"، وقال: "القصة بدأت مع كامب ديفيد، فقد فقدنا سيادتنا على سيناء، ونحن في هذه المعاهدة ظلمنا الشعب الفلسطيني، فكي نسترد سيناء اعترفنا بإسرائيل على أرض فلسطين، وأصبحنا أشبه بولاية أمريكية، وكل ما تريده أمريكا لا ننحرف عنه، وما حدث نتيجة أنَّ أمريكا وإسرائيل توجه إلينا اتهام إدخال أسلحة لفلسطين".
المعبر مفتوح للأمريكان
واستنكر د. حازم فاروق (عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) منع 8 نواب من الوصول إلى الحدود لمتابعة الواقع في ملحمة النضال والصمود، وقال: "للأسف في الـ 48 ساعة التي مُنعنا فيها ومُنع معنا نواب الجزائر والمغرب و20 نائبًا من البرلمان الماليزي دخل وفد من المهندسين العسكريين الأمريكيين للتفتيش على الحدود، بل قبل وصولنا بيومٍ واحدٍ كان هناك ملحق عسكري أمريكي، فللأسف الشديد حدودنا مفتوحة وهناك من يريد أن يركع مصر 73، ومصر قطز؛ لتتساوى مع مصر دايتون والتنسبق الأمني، وفي النظام المصري من يريد أن يجعل الشعب يتحسس أيدي ليفني ويقيلها من عثرتها على سلم قصر الرئاسة.
| فاروق: المعبر مفتوح لكن للأمريكان الباحثين عن الأنفاق |
ووجَّه النائب المستقل سعد عبود التحية إلى رئيس وزراء تركيا الذي أخد موقفًا محترمًا يعبر عن الشعب التركي؛ لأنَّه منتخب انتخابًا حقيقيًّا، ووجه التحية للشعب التركي الذي خرج بالآلاف للترحيب به في المطار، وأدان كل عربي كان في القاعة في دافوس أو يجلس على المنصة، ولم يخرج منسحبًا، وأولهم أمين عام جامعة الدول العربية.
وقال: "ذهبت أثناء العدوان على لبنان، وطالبت أن أذهب إلى الجنوب، وتم ترتيب رحلة مع عبد العظيم المغربي، وفتحت لنا المعابر، وذهبنا إلى الجنوب، وخرجت علينا شابة لا يتجاوز سنها 18 عامًا، وقالت لنا أنت نائب في البرلمان المصري، ثم قالت: لقد ذبَحَنا الرئيس مبارك، وقلت لها أنا جئت للتعبير عن الشعب المصري، وأقول لكم إنَّ الشعب المصري كله معكم"، وتساءل عبود: ماذا يقول أطفال غزة الآن على مصر؟!
وأضاف عبود: "فوجئت بالدكتور أحمد فتحي سرور يطلب من البرلمان الأورمتوسطي وفدًا برلمانيًّا للذهاب إلى غزة، وعجز أن يوفر لنا رحلة؛ لنذهب إلى غزة لنشد أزر إخواننا".
وقال حمدين صباحي (النائب عن حزب الكرامة): "لقد شاهدنا على المعبر نماذج رائعة، فقد رأينا نماذج عظيمة من أجل غزة، والمفروض أن يخجل كل من وضع علامات استفهام حول ولاء أهالي سيناء من هذا الاتهام، فهم نموذج للإخلاص والوعي"، وقال إنَّ كبير أطباء مستشفى العريش قال لنا: "لو مفيش حاجة مش موجودة في المستشفى لو طلبنا لبن العصفور العريشية هيجيوبه لنا".
وقال إنَّ موضوعنا الآن هو فتح معبر رفح فتحًا دائمًا غير مشروط تحت السيادة الوطنية المصرية الفلسطينية، فما رأيناه على معبر رفح جريمة يرتكبها النظام المصري في حق الشعب المصري الذي اقتطع من قوته هذه الكميات وعرضها نظامنا للتلف فتبرعات المصريين لم تصل والنظام المصري يرتكب جريمة أخرى إلى جانب جريمة إتلاف المعونات، وهي حصار الشعب الفلسطيني الذي ينتظر مصر أن تغيثه.
وقال: "إذا لم تفتح السلطات المصرية المعبر أمام هذه البضائع فمصر شريك في ارتكاب الجريمة، وهي حصار فلسطين، ومصر مسئولة بالقانون الدولي بأن تسمح بمرور الأسلحة، وعلينا ألا نتواطأ على منع التهريب، ومفروض أنَّ مصر تمد المقاومة بالسلاح، وأنا كنائبٍ أطالب بتسليح المقاومة الفلسطينية، فمن حقهم السلاح كما نطالب بتشكيل وفد برلماني مصري رسمي من كل قواه وأحزابه لزيارة غزة".
وقال د. محمد البلتاجي (أمين العلاقات بالكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) إنَّ مصر للأسف الشديد تشارك في حصارين على غزة سياسي وإنساني إغاثي، فحينما يمنع النواب العرب من تأييد ودعم صمود الشعب الفلسطيني وأن تكون مصر مانعة لمؤازرة مجلس الشعب الفلسطيني فهذا غريب.
وقال إنَّ الحصار السياسي الذي تقوم به مصر لحكومة منتخبة من الشعب الفلسطيني ذكَّرني كيف كان يأتي هنية إلى هنا ولا يستضاف رسميًّا، وكيف يأتي الزهار إلى القاهرة وهو وزير خارجية لا يقابله مسئول مصري، والطامة الكبرى أن تشارك مصر، بل تقوم بقتل الشعب الفلسطيني وتجويعه، وتبدد أموال الشعوب والشعب المصري الذي جمع هذا من قوته.
وقال: "سنتحرك من الآن في مسار قضائي وبلاغات للنائب العام تقول إنَّ أموال الشعب المصري معرضه للتلف بسبب هذا الأسلوب من الحكومة، وسنتحرك لدعم المقاومة وحماية تبراعتنا، ونضغط لدخولها وندعم المقاومة بالدعم السياسي".
المصدر : موقع نواب كتلة الإخوان
