15/10/2009

كعادتها كل عام، تعسفت إدارات الجامعات المصرية ضد طلاب الإخوان المسلمين والطلاب المستقلين في أول أيام انتخابات اتحادات الطلابية؛ حيث فتحت الباب للترشيح اليوم في جوٍّ من الكتمان والسرية دون أي إعلانٍ بأي من الجامعات.

إدارات الجامعات من جهتها أنكرت وجود انتخابات من الأساس؛ الأمر الذي فضحه طلاب الاتحاد المعين في السنوات الماضية عندما تشاجروا حول أسبقية، وأحقية كل منهم؛ مما تسبب في إصابة عددٍ منهم ونقلهم إلى المستشفى.

القاهرة

ففي جامعة القاهرة استطاع ما يقرب من 40 من طلاب الإخوان المسلمين بعددٍ من كليات الجامعة التقدم في لجنةٍ واحدةٍ (اللجنة الفنية)، وهي اللجنة التي قرر الإخوان خوض الانتخابات عليها بمبدأ (المشاركة لا المغالبة).

وشهدت الجامعة منذ الصباح الباكر تكتمًا شديدًا عن الانتخابات لولا المشادات الكلامية التي أثارها الطلاب مع موظفي رعاية الشباب بالجامعة، وحديث بعض طلاب الاتحاد المعين من العام الماضي مع زملائهم عن أن اليوم هو فتح باب الترشيح للانتخابات؛ الأمر الذي دفع موظفي الرعاية مضطرين لاستلام أوراق ترشيح طلاب الإخوان المسلمين بالكليات.

الطلاب من جهتهم استنكروا هذا التكتم، في الوقت الذي رفضوا أيضًا الإيصالات غير المختومة وغير المسلسلة التي تسلموها من إدارة رعاية الشباب بحجة أن هذه هي الإيصالات الموجودة!!.

وفوجئ الطلاب بقول إحدى موظفات الرعاية تقول لهم: "احمدوا ربنا أنكم أخذتم إيصالات أصلاً.. إنتوا بتعملوا إيه.، محدش فيكم هيدخل الانتخابات لأن مفيش انتخابات من الأساس". 

حلوان

وتحوَّلت الانتخابات الطلابية بجامعة حلوان إلى معارك ومشاجرات بالشوم والكراسي بين طلاب الاتحاد وبعضهم وسط تدخلٍ من قوات الأمن والحرس الجامعي لفضِّ تلك المنازعات؛ تمهيدًا لاستكمال أول أيام فتح باب الترشيح للانتخابات.

 

وشهدت كلية التجارة أعنف تلك المعارك؛ فمجرد فتح باب الترشيح في الساعة 10:15 نشبت مشاجرة عنيفة بين طلاب (الجوالة) للعام السابق وطلاب الاتحاد المعين للكلية للتنازع على منصب الأمين العام لاتحاد الطلاب والأمين المساعد بالكلية، والتي تسببت في إصابة الطالب رفاعي محمد- طالب بالفرقة الثالثة (راسب للمرة الثانية)- وهو أحد طلاب الجوالة بارتجاجٍ في المخ ونزيف حاد، وتم نقله إلى غرفة الإنعاش بالمستشفى الجامعي. 

زادت حدة المشاجرة بعدها وسط تدخلات أمنية مُكثَّفة لفضِّ النزاع، ولكن دون جدوى؛ حيث هدد زملاء رفاعي من طلاب (الجوالة) بتكسير غرف الكلية ثأرًا لزميلهم قائلين: "يا تدونا اللي ضرب رفاعي نضربه يا هنكسر حجرة الاتحاد والرعاية".

 

المشهد ذاته تكرر بكلية الحقوق حيث سيطرت صورة النزاع بين طلاب الاتحاد الرسمي وبعضهم على أولى أيام الترشح لانتخابات اتحاد الطلاب، واتجهت قوات الأمن والحرس الجامعي لفض المنازعات بين طلاب الاتحاد وبعضهم بدلاً من تنظيم عملية الترشح وتسهيل دخول لطلاب لحجرة رعاية الطلاب. 

 

ومما يؤكد الانتهاء من انتخابات الطلابية قبل أن تبدأ تهنئة بعض طلاب الاتحاد بكلية الخدمة الاجتماعية لزميلٍ لهم على توليه منصب الأمين العام لاتحاد الكلية والفوز بأمانة الاتحاد رغم أن اليوم هو أول أيام الترشيح!!. 

بينما عانت كلية الهندسة من غياب معظم الطلاب؛ حيث إن اليوم هو إجازة رسمية لمعظم الطلاب، وفي بعض الكليات الأخرى بحرم الجامعة تم غلق الخزينة ومكاتب شئون الطلاب لمنع الطلاب من استكمال أوراقهم للترشيح. 

وعلى الرغم من كلِّ هذه المشاجرات إلا أن طلاب الإخوان المسلمين استطاعوا تقديم أوراق ترشيح ما يقرب من 100 طالب بكل كليات الجامعة، مشيرين إلى أن برنامجهم الانتخابي سيتم الإعلان عنه بمجرد إدراج أسمائهم في القائمة الابتدائية.

 عين شمس

وفي مشهدٍ اعتاد عليه طلاب الإخوان بجامعة عين شمس كل عام اصطفَّ طلاب الاتحاد في طابور كبير أمام مكاتب رعاية الشباب وأماكن سحب أوراق الترشيح لم يتحرك حتى نهاية اليوم الدراسي. 

وفي كلية الطب اتجه طلاب الإخوان لسحب أوراق ترشيحهم إلا أنهم وجدوا أن رعاية الشباب تعطي أرقامًا للطلاب للوقوف في "دور"، ورفضت إعطاءهم أرقامًا دون أن تبرر السبب، وفي كلية العلوم تم الاعتداء بالضرب على طلاب أسرة (الأمل) أعين حرس الجامعة دون تدخل من جانبهم لفض الاشتباك. 

وفي كلية التجارة لم تغير الإدارة طريقتها الكلاسيكية "الطابور الطويل"، ولم يتمكن أي من طلاب الإخوان الذين ظلوا واقفين في الطابور الذي لم يتزحزح إلا أن طلاب الأسر المسئولية على اتحاد الطلاب، ومنع طلاب (أسرة نغم) من الوقوف لسحب الأوراق وهددوهم بالضرب.

 

وفي كلية الهندسة ذهب عددٌ من طلاب الإخوان لدفع المصاريف للتقدم لسحب أوراق الترشيح إلا أنهم وجدوا الخزينةَ مغلقةً!! 

الإسكندرية

وفي جامعة الإسكندرية أكد مراسلنا "محمد صلاح" أن أبواب الترشيح في الانتخابات تم فتحها دون أن يشعر بها الطلاب، ودون أن يكون هناك دعوة مسبقة، فضلاً عن طلب عددٍ من الطلبات التعسفية التي تمنع الطلاب من تقديم الأوراق أو على الأقل تقوم بتفويت الفرصة عليهم؛ حيث يتطلب إحضار المستندات في وقتٍ يكون باب الترشيح قد أغلق!!. 

وفوجئ الطلاب صباح اليوم بتردد أنباء بين طلاب الاتحاد المعيّن السابقين بسرعة التوجه إلى مكتب رعاية الشباب لتقديم الأوراق، والوقوف صفًّا واحدًا أمام الشباك الذي ظلَّ مغلقًا من الساعة التاسعة وحتى الساعة الثانية ظهرًا دون أن يستطيع أحد من التقدم للانتخابات. 

وفي محاولةٍ تعجيزية أخرى رفضت رعاية الشباب استلام أوراق 2 من طلاب الإخوان المسجلين بإحدى الأسر بحجة نفاد استمارات الترشيح. 

وفي كلية الهندسة أصدر طلاب الإخوان بيانًا أكدوا فيه أن ما يحدث من منع الطلاب من ترشيح أنفسهم في الانتخابات الطلابية ضرب من ضروب قتل الانتماء ومحاربة الرأي بين طلاب الجامعات؛ مما يهدد مستقبل مصر في ظل وجود شباب لم يتعوَّد ممارسة حقوق أو الإبداء برأيه في اختيار مَن يمثله في الاتحادات الطلابية. 

وأعلن البيان تدشين حملة تستمر لمدة أسبوع لتوعية الطلاب بمدى أهمية الاتحادات الطلابية والوضع الذي تقوم به الآن من عمليات تزوير وإغلاقه للترشيح واختيار أشخاص بعينهم والتعيين في الاتحاد حتى غاب العمل العام والعمل الطلابي عن جامعات مصر كلها.

 

وطالب البيان بإعادة فتح باب الترشيح للانتخابات، والسماح لكافة الطلاب التقدم بأوراقهم وإظهار نموذج الحياة الديمقراطية في مصر. 

الفيوم

وشهدت جامعة الفيوم فصلاً جديدًا من الانتهاكات الطلابية بدأت بعدم الإعلان عن فتح باب الترشيح في الكليات، إلا أن تسرب نبأ فتح باب الترشيح لبعض الطلاب أجبرهم على فتح الباب صوريًّا أمام الطلاب. 

ففي كليتي الهندسة والتربية توجه بعض الطلاب للتقدم بأوراق الترشح إلا أنهم وجدوا مكاتب مدير رعاية الشباب والموظف المسئول عن استلام أوراق الترشيح خاوية. 

وفي كلية الخدمة الاجتماعية فرفض موظفو رعاية الشباب إعطاء استمارة التقديم لأي من الطلاب بحجة أن باب الترشيح لم يُفتح بعد، وأن الباب مفتوحًا فقط أمام التسجيل في الأنشطة الطلابية. 

وفي كلية دار العلوم قال موظفو رعاية الشباب لكلِّ مَن يسأل عن الترشيح أن باب التقديم للانتخابات لم يُفتح بعد، ولم يتقدم أي طالب للتقديم لهذا السبب. 

وفي كلية الزراعة لم يفتح باب الترشيح إلا في الحادية عشرة ظهرًا بعد أن حدثت مشادة بين أحد الطلاب وموظفي رعاية الشباب أن هذا الطالب كان من الطلاب الذين يعينون كل عام في الاتحاد، ولم يقدموا له هذا العام كما كان يحدث سنويًّا. 

وشهدت أبواب الجامعة اليوم تشديدًا أمنيًّا وتم تفتيش كل الطلاب، فضلاً عن محاولتهم اعتقال الطالب عبد الرحمن شعبان (الفرقة الثانية بكلية الزراعة) أثناء دخوله للجامعة إلا أن الطالب تمكَّن من الهروب منهم. 

الزقازيق

وفي جامعة الزقازيق احتشد المئات من طلاب الإخوان المسلمين بالجامعة لحثِّ زملائهم على الترشح لانتخابات الاتحادات الطلابية التي تتكتم عليها إدارة الجامعة، وداعين إياهم لسحب استمارات الترشيح كخطوةٍ نحو زيادة الأعداد المقدمة وإجبار الإدارة على إجراء انتخابات هذا العام حتى لا تُلغى ككل عام. 

وفوجئ الطلاب بأنه يلزم أن يكون مع الطالب صورتان شخصيتان ووصل دفع المصاريف، إلا أن هذا التعسف تعدَّى إلى رفض إدارة شئون الطلاب إعطاء إذن دفع مصروفات للطلاب بحجة أن يوم الخميس غير مخصص للتعامل مع الطلاب، ولا يحق لأحد التقدم لاتحاد الطلاب قبل دفعه المصاريف!!. 

وازداد الأمر تعقيدًا في كلية الطب حيث تم إغلاق الخزينة تمامًا، فضلاً عن وجود أحد أفراد حرس الجامعة داخل غرف تسليم الأوراق إلا أن طلاب الإخوان بكلية الهندسة استطاعوا تقديم 175 استمارةً في حين استطاع طلاب دار العلوم تقديم 120 طلبَ ترشيح للانتخابات. 

دمياط

وفي دمياط انتابت حالةً من الغضب والاستياء طلاب الجامعة عند تقديمهم أوراق ترشيحهم في انتخابات الاتحادات الطلابية. 

واستنكر الطلاب عدم وجود استمارات تقديم أوراق بالكليات المختلفة؛ الأمر الذي دفعهم لأخذ الاستمارات وتصويرها، إلا أن الموظف المسئول رفض استلام (الصورة) بحجة أنها غير مختومة!!. 

وعجز طلاب الإخوان من التقدم للانتخابات بحجة أن هناك عقوباتٍ إدارية من (فصل وتحقيقات) عُلِّقت في لوحة أمام شباك رعاية الشباب لمنعهم من الترشح. 

أما كليات الطب والدراسات الإسلامية والآداب فلم يُفتح باب الترشيح من أساسه تحسبًا لخوض طلاب الإخوان في الانتخابات. 

بني سويف

وفي جامعة بني سويف رفضت إدارات الكليات قبول أوراق ترشيح طلاب الإخوان بالجامعة، وأنه على الرغم من تقديم أكثر من 100 طالب من الإخوان بكل كليات الحرم، إلا أنه لم يقبل إلا عددًا قليلاً فقط؛ بسبب التعسف الإداري بضرورة إحضار البطاقة الشخصية وكارنيه الجامعة. 

في الوقت نفسه كانت تسير الأمور مع الطلاب المقربين من إدارة الجامعة بصورةٍ سهلة. 

وفي كلية الطب البشري أصدر عميد الكلية منشورًا بأسماء الطلبة الذين تم التحقيق معهم في العام الماضي، والذين تم توقيع الجزاءات عليهم أو تم حصولهم على إنذارات أو حتى تم حفظ التحقيق معهم؛ لمنعهم من دخول الانتخابات وهو ما اعتبره الطلاب مخالفًا للائحة، والمقصود منه إبعاد طلاب الإخوان عن دخول الانتخابات. 

في حين لم تجر انتخابات بكلية تربية رياضية لاتخاذ قرارٍ بعدم إجراء انتخابات بالكلية لحين تخريج أول دفعة. 

المنصورة

وفي جامعة المنصورة استطاع طلاب الإخوان تقديم أوراق ترشيحهم في كل كليات الجامعة، على الرغم من الصعوبات والتعسفات الأمنية والإدارية التي وجدوها طوال اليوم.

 

ففي كلية الهندسة تأخُّر موعد فتح باب الترشيح أكثر من ساعتين، وفي كلية الطب وقف طلاب الاتحاد أمام شباك الرعاية ورفضوا تقديم أي من طلاب الإخوان أوراق ترشيحهم.

 

وفي كليتي الهندسة والصيدلة أصدر عميدا الكليتين قائمةً بأسماء الطلاب المحالين إلى التحقيق أو المفصولين خلال الأعوام السابقة؛ لمنع قبول أوراق ترشيحهم بالانتخابات. 

وعلى الرغم من قبول أوراق بعض الطلاب إلا أنهم فوجئوا في نهاية اليوم برد استمارات ترشيحهم مكتوب عليها "رُفضت لأسباب أمنية!!". 

بنها

وفي جامعة بنها قدم طلاب الإخوان أوراقهم وترشيحاتهم دون أي مشكلة، إلا أنهم أبدوا تخوفهم من عدم إثارة أية مشكلاتٍ في البداية كعادة كل عام، متخوفين أن تكون بداية لأسلوبٍ جديدٍ من الإدارة لتزوير الانتخابات بطريقة "شيك"، على حدِّ قولهم.

 

المنوفية

وفي جامعة المنوفية رفضت إدارة الجامعة تلقي طلبات الترشح لـ12 طالبًا كانوا قد فُصلوا من كلية التجارة الثلاثاء الماضي؛ الأمر الذي أدَّى إلى اشتباكاتٍ بين طلاب الإخوان والاتحاد المعين. 

كما تم منع جميع الطلاب من التقدم بطلبات الترشح في كل الكليات، بحجة أنه لا توجد انتخابات هذا العام بسبب إنفلونزا الخنازير.

 

كفر الشيخ

ومنعت إدارة الجامعة بكفر الشيخ طلاب الإخوان من المشاركة في العملية الانتخابية، وقالت لهم إنه ليس هناك انتخابات اليوم، وإنها كانت الأسبوع الماضي!!. 

واستنكر الطلاب هذا الأسلوب الذي اعتبروه استفزازيًّا لهم، إلا أنهم قالوا إنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما حدث. 

قناة السويس

ولم تشهد جامعة قناة السويس بفروعها الأربعة (بورسعيد- الإسماعيلية- السويس- شمال سيناء) أي نوعٍ من الانتخابات اليوم؛ مما يؤكد أنه تم سلقها بالفعل منذ أسبوع. 

وكانت لافتات تهنئة الطلاب بالاتحاد الجديد ظهرت أول أمس بإحدى الكليات، دون أية سابقة لإجراء انتخاباتٍ خلال الأسبوع الماضي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : اخوان اون لاين