ارتفعت معدلات الأحكام بالإعدام في مصر ضد مؤيدي الشرعية بشكل مخيف بعد إنقلاب 3 يوليو 2013 حتي أنه يصعب إحصائها بشكل مؤكد.



ولم يغفل قضاة الظلم في أحكامهم كبير أو صغير ولكن أحكام الإعدام طالت الجميع بداية من الدكتور محمد بديع - مرشد جماعه الإخوان المسلمين، حتي الشباب الصغير الذي لم يتعدي عمره 15-16 عامًا، بل أنها وصلت حتي النساء .


وكان آخر أحكام الإعدام التي صدرت في القضية المعروفة إعلاميًا بالقضية 174 عسكرية أو خلية العمليات المتقدمة، والتي صدر فيها الحكم، أمس الأحد، بإعدام 8 والمؤبد علي 12 و15 سنه علي 6، والبراءة 2.



الإتهامات الموجهه للمحكوم عليهم بالقضية 174 عسكريًا:


ولفقت النيابة العسكرية للمحكوم عليهم تهم الإنضمام لجماعة محظورة، الإتفاق الجنائى بغرض تنفيذ عدة عمليات أرهابية وهذه تشمل الجميع وتتنوع الإتهامات بعدها لكل شخص ما بين إفشاء اسرار عسكرية أو حيازة سلاح، او المساعدة فى تصنيع دوائر كهربية للمساعدة فى تصنيع قنبلة.



وتعرض جميع المعتقلين إلى عمليات تعذيب مستمرة وضغط وتهديد بالأهل حتي أنه تم القبض على الأشقاء فى بعض الاحيان وتعذيبهم أمام المقبوض عليهم لإجبارهم على تسجيل الإعترافات.



رسالة والدة أحد المحكوم عليهم بالمؤبد:



قالت والدة أحد الشباب المحكوم عليهم بالمؤبد في القضية المعروفة بإسم 174 عسكرية "شكرا ليكي يا مصر علي هديتك لي مع قدوم شهر رمضان، جمايلك كترت علي اوي يا مصر."



وأضافت عبر صفحتها علي موقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك" : نصيحه لكل الامهات بلاش تربي ولادك علي القيم والمبادئ والاخلاق اصل صاحب الاخلاق الحنون.العطوف.البار بوالديه.المحب لعمل الخير .صاحب الروح الخفيفه المرحه.صاحب الابتسامه الدائمه رغم الوجع اللي جواه.اللي مالوش في اي حاجه اللي كان سند لامه بعد مصر ماكافئته وقدمتله ابوه جثه لا حول له ولا قوه اللي قرر ينجح في اخر سنه في هندسه عشان يفرح امه ويحقق حلم ابوه الشاب اللي فيه الصفات دي وعنده23 سنه مصر اديتله مؤبد.ياريته كان مجرم ولا حرامي ولا نصاب ما كانش خد مؤبد.يارب انت حسبي ووكيلي اشكو اليك ظلم من تجبروا علينا واستقوا علينا بقوتهم اشكو اليك يا قاضي السماء ظلم قاضي الارض.ازاي قدر ينطق الحكم ده علي الابتسامه والوش ده، حسبنا الله ونعم الوكيل.حسبنا الله ونعم الوكيل.حسبنا الله ونعم الوكيل.


رسالة من محكوم عليه بالإعدام لإبنه


بعث أحمد عبد الباسط - أحد المحكوم عليهم بالإعدام بالقضية 174 عسكرية، والمقيم خارج مصر، رسالة إلى ابنه الصغير، والتى قال فيها: "ابنى الغالى العزيز عبد الرحمن كنت أود يا ولدى أن تكمل حياتك فى مصر بلدك, تفتخر بها وتعيش على أرضها، تتعلم فيها ولكن يا ولدى ما باليد حيلة فقد حكم على (...) أمس بالإعدام وبات الرجوع إلى مصر مستحيلاً".



وأضاف "عبد الباسط"، فى تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، أمس الأحد :" لقد اضطررنا يا صغيرى فى البحث عن وطن آخر نعيش فيه وطن بديل لوطننا الذى لم يقدر مجهود الشباب وتضحياتهم، وطن يعلى من قيمة الإنسان ويحفظ حريته وكرامته هيا يا بنى نبحث عن شعب آخر نعيش معه, شعب يؤمن بالحياة ولا يرقص على جثث الموتى ولا يشمت فى القتل ولا يفوض المجرمين".


وتابع: "احمد ربنا يا بنى أن أبيك قد كتب الله له النجاة من أيادى الظالمين وتذكر يا ولدى دوماً إخوتك من أبناء المعتقلين فى القضية وغيرها من القضايا وتذكر دوماً يا ولدى أبناء الشهداء وكم يوجعهم فراق الأب تذكرهم كلما تحدثت معك وكلما كبرت، لا تنساهم مع هموم الحياة".



واستطرد عبد الباسط، : " أعتذر لك يا بنى, فقد كنت أتمنى أن تفتخر ببلدك ووطنك وتشجعها كما يفعل الأطفال ترفع علمها وتتربى على الزود عنها، ولكن لم يترك لنا الفسدة والشعب السلبى طريقاً لتحقيق هذه الأمانى إلا وقطعوه ،عزاؤنا الوحيد أننا فعلنا ذلك لأجل الله عز وجل ونسأل الله يتقبل منك أبيك" .



وطالب ابنه: "إياك يا بنى أن تنسى إخوتك فى مصر مهما بعدت ومها سافرت فإذا كنا تركنا مصر مجبرين فوالله قلوبنا ما زلت هناك تبحث عن الأهل والأحبة فى السجون والمعتقلات، فكر دوماً يا ولدى فى الدفاع عنهم والعمل على نشر قضيتهم ولا تشغلك دراستك وغربتك عن قضيتك الأساسية وعن تحرير وطنك" .



واختتم كلماته قائلاً: "فى النهاية ستكبر يا ولدى وستحرر أنت وإخوانك هذا البلد من بطش الطغاة فلقد اجتهدنا بمقدار ما استطعنا أصبنا وأخطأنا أوصيك يا ولدى بالاتحاد مع إخوانك لا تفعل كما فعلنا وتفرقنا وتركنا الطغاة ينهشون فى عرضنا ووطنا".


مركز حقوقي يستنكر أحكام الإعدام:


استنكر تامر علي، محامي مركز هشام مبارك، ما يمر به هذا الوطن من انتهاكات عن طريق المحاكمات العسكرية للمدنيين الذي نبذل كل نفيس لكشف هذه الانتهاكات من خطف واختفاء قسري وتعذيب؛ لنصل في النهاية إلى فصل المحاكمات العسكرية الهزلية.



وأوضح "علي" أن أحكام المحكمة العسكرية تعتمد على التلفيق والكيدية لرموز شبابية لهم وجهة نظر معارضة للنظام الحالي لتصبح المحاكمات العسكرية سلاحًا مصلتًا في وجه المعارضين في مصر ولتطغى على محاكمات القاضي الطبيعي لتتجه أحكام القضاء العسكري ليس إلى ردع متهم أو عقابه، وإنما تتجه إلى سلب حياته كما في قضية عرب شركس وقضية كفر الشيخ؛ ليصبح الإعدام هو الجريمة التي أصبح النظام يرتكبها ويتخذها كارت يخرجه لمن تسول له نفسه أن يثور ضد النظام أو يعكر صفو المؤسسة العسكرية لتَخرُجَ لنا أحكام بعيدة كليًّا عن دولة القانون التي نرجوها إزاء ذلك ننتقد ممارسات النظام القمعية باستخدام سلام المحاكمات العسكرية.


واعتبر أن تلك الأحكام تعبر عن عدم احترام النظام الحالي لحقوق الإنسان في مصر، وأننا ماضون لتأكيد حق كل مدني في أن تنظر قضيته امام قاضيه الطبيعي لا أن يتم الزج به أمام قضاء عسكري يتخلص منه في النهاية



نشطاء التواصل الإجتماعي يدشنون حملة لوقف الإعدامات:


دشن عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية لوقف إعدامات الشباب الذين حكم عليهم خلال الآونة الأخيرة بالإعدام في القضية 174 عسكرية، لمجرد رفضهم الانقلاب العسكري ووقوفهم مع الشرعية المنتخبة من الشعب المصري بعد ثورة يناير.



وجاء على رأس القائمة التي تم الحكم عليها بالإعدام، الشاب محمد الغزالي الذي اشتهر بحبه لعمل الخير منذ أن كان طالبًا، وكان كل همه القضية الفلسطينة، وبعد الثورات القضية المصرية والسورية، والطالب أحمد مصطفى، والمهندس محمود الشريف، ورضا معتمد، والمهندس محمد فوزي، وعبدالبصير عبدالرءوف.
وحذر نشطاء من مصير هذا الشاب وزملائه بأن يكون نفس مصير شباب عرب شركس حال السكوت على إعدامهم، مطالبين الشعب المصري الحر بالدفاع عن هذا الشاب والاشتراك في حملة وقف إعدام هؤلاء الشباب.


ومن بين المحكوم عليهم بالإعدام الشاب عبدالبصير عبد الرءوف 19 عاما، الطالب في كلية الهندسة بالأكاديمية البحرية، والذي تم اختطافة على يد قوات أمن الانقلاب وأخفي قسريًّا عدة أسابيع ليخرج بعدها متهمًا في قضية ملفقة، تتعلق بتشكيل خليه إرهابية وغير ذلك من التهم الملفقة.



وعبدالبصير هو شاب من شباب مدينة حلوان جنوب القاهرة، ويدرس في الأكاديمية البحرية، ويعرف عنه تفوقه الدراسي، وتميزه، وسط زملائه، كما أنه حصل على تقدير امتياز العام الماضي، وتم القبض على عبدالبصير أثناء أداء امتحانات الفصل الدراسي الثاني، وتم إخفاؤه قسريا لمدة 15 يوما على يد قوات أمن الانقلاب، ذاق خلالها العديد من أنواع التعذيب (ضرب - وكهربة - وغيرها من أبشع أنواع التعذيب التي تستخدمها مليشيات الأمن).