روى شهود العيان في قضية «جمال» ضحية الشرطة فى الوايلى وأسرته، والذين ما زالوا مصابين بخوف ورعب من تهديدات الشرطة وبلطجى حضر مع قوة القسم من منطقة باب الشعرية، رووا الأحداث التي وقعت، في حوار مع صحيفة الوطن.
وقال «م. ع»، موظف بجهة حكومية، طالب بكتابة اسمه بالحروف، خوفاً من بطش الداخلية: منذ فترة نعلم أن خلافات نشبت بين عم «جمال» والمدعو «أيمن» صاحب المنزل، وفجر يوم الحادث سمعنا صوت صراخ واستغاثة من زوجة عم «جمال» وابنته: «الحقونا.. حرامى.. حرامى»، فأمسكنا بالحرامى، وفوجئنا بأنه كان بصحبته أمين شرطة.
وأضاف الشاهد أن «صاحب المنزل استعان بمن معه وتسلقوا الجدار الخلفى للمنزل، فاتصلنا بالنجدة أكثر من 17 مرة»، وتابع: «لم يجبنا أحد وقاموا بتحويلنا إلى قسم الوايلى، وطلب عم جمال من ابنته التوجه إلى مديرية الأمن وتبليغهم بما حدث، ولم يتلق أحد منا البلاغ»
واستطرد الشاهد: «خلال دقائق معدودة حضر ضابط الشرطة النقيب نادر وبصحبته قوة من أمناء الشرطة عددهم 6 أفراد وبلطجى من منطقة باب الشعرية، وحاولوا فتح الباب الحديد الخاص بورشة عم جمال فرفض فتح الباب، إلا باذن النيابة فسبه الضابط بألفاظ خادشة للحياء، وبسؤال الضابط عن سبب وجوده فوجئنا به يتهم عم جمال بخطف صاحب المنزل واحتجازه، فهاج الجيران، وحاولوا تصحيح المعلومة له وأن عم جمال مسك حرامى فأجابنا الضابط: بس يا اولاد الـ.... كل واحد يدخل بيته، وأطلقت الشرطة النيران فى الهواء، ما أسفر عن إصابة ربة منزل بالطابق الخامس فى عينها وتم تهديدها لكى لا تقوم بتحرير محضر»، وينهى الشاهد روايته قائلاً: «بنتى مصوّرة الحادثة كلها وأنا كنت جنبها، أمين الشرطة شافها هددنى وقال لى هجيبك يا ابن..... وبطّل تصوير».
أما الشاهد الثانى فى الواقعة «م. أ»، عامل، قال: «كنت داخل شقتى وسمعت صوت صراخاً من قبَل عم جمال، فخرجت مسرعاً فشاهدته يقف على جانب الباب وقلت له: فى إيه يا عم جمال؟ فأجابنى: مسكت حرامى جوه نط من السور اللى ورا، ولقيته صاحب البيت ومعاه أمين شرطة، وأثناء وجودنا للحديث فوجئنا بالضابط يحضر ومعه قوة من القسم يطلب خروج عم جمال وأفراد أسرته، وبدأ فى محاولة اقتحام المنزل وتكسير الباب»، ويؤكد الشاهد: «فوجئنا بحضور البلطجى والأمناء ومعهم علب بيروسول يشعلون بها النيران ويوجهونها إلى عم جمال، ثم قاموا بتحطيم المنزل»، موضحاً أن الجيران قاموا بتسجيل الفيديو، وينهى الشاهد الثانى حديثه: «اقتحموا المنزل وسحلوا عم جمال وأسرته وتعدوا بالضرب عليه أمامنا بعصا خشبية».
أما والدة المجنى عليه، وهى امرأة تجاوزت الـ74 عاماً، طريحة الفراش، مصابة بكدمات وجروح متفرقة بالجسم إثر الاعتداء عليها، وقالت: «ابنى استأجر المحل منذ عام 1973 هو والورشة المجاورة، وكان يعمل بها هو وأشقاؤه، ومنذ 3 سنوات فوجئنا ببيع المنزل الذى يقع على مساحة 450 متراً مربعاً، وحاول المالك الأول إخراجنا مقابل مبلغ لا يُذكر»، وتضيف الأم العجوز: «علمنا أن المدعو أيمن اشترى المنزل وحاول تهديد أسرتى فحررنا محاضر ضده، وقبل الجريمة بأسابيع نقلنا معيشتنا إلى الورشة والمحل، وفجر يوم الجريمة فوجئنا بصاحب المنزل يتسلل من السور الخارجى وبصحبته آخر ورابط إيديه بقطعة قماش، فسأله ابنى جمال: إنت جاى هنا ليه، هتسرق ورق الملكية؟ وحدثت مشادة واستغثنا، ثم فوجئت بالشرطة تحضر وتقتحم المنزل وتشعل النيران فى يد ابنى وسحلوا زوجته وابنه وأخذوه إلى القسم»، وتضيف الأم أن ابنها الآخر «مصطفى» حاول إنقاذه فتوجه إلى القسم، وجرت مساومته من قبَل الضابط والأمناء، وطلبوا إحضار أوراق الملكية مقابل إخراج أخيه من القسم، فتوجه إلى المنزل وأحضر الأوراق وعقب عودته فوجئ بالأمناء يعتدون بالضرب على المجنى عليه حتى قتلوه، وسرقوا الأوراق.