سلطت صحيفة "ويست فرانس" الضوء على الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة على المتهمين بقتل الفرنسي إريك لانج، حيث أشارت إلى أن المواطن الذي ينتمي لمدينة نانت تعرض للضرب ست ساعات في الزنزانة حتى الموت.
نص تقرير الصحيفة الفرنسية:
ستة متهمين حكم عليهم اﻷحد بالسجن سبع سنوات في مصر؛ لاتهامهم بقتل المواطن الفرنسي اريك لانج في 2013 بأحد سجون أقسام الشرطة.
الدفاع وأسرة الضحية يتهمون الشرطة بالمسئولية عن هذه المأساة.
أريك لانج، 49 عاما، مواطن من مدينة نانت ومعلم للغة الفرنسية في مصر، لقي حتفه بعد تعرضه للضرب المبرح حتى الموت في 13 سبتمبر 2013، أثناء احتجازه لمدة أسبوع في مركز للشرطة بالقاهرة بعد إلقاء القبض عليه في الشارع بسبب عدم حمله إثبات شخصية، بحسب السلطات.
في شهر أبريل، بعد أيام من لقاء فرنسوا أولاند ببقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والدة إريك لانج اتهمت الـ“كي دروسيه” - وزارة الشئون الخارجية- بالتراخي في هذه القضية.
ضُرب لمدة 6 ساعات
بحسب لائحة الاتهام، تعرض لانج للضرب من قبل ستة سجناء في زنزانته. وأدين هؤلاء الستة بتهمة "اعتداء أدى إلى الموت” يوم الأحد من قبل محكمة جنايات القاهرة، وفقا للحكم الذي تلاه وكيل النيابة. وحكم عليهم بالسجن سبع سنوات.
محامو المتهمين، الذين أعلنوا أنهم يعتزمون الطعن على الحكم، شككوا في الاتهام خلال مرافعة النيابة، وأشاروا إلى أن التشريح أظهر أن لانج تعرض للضرب حتى الموت بواسطة قضيب حديدي لمدة ست ساعات وفقا لأحدهم.
وبالتالي فإن هذا القتل لا يمكن إلا أن يكون من عمل الشرطة، أو على اﻷقل بالتواطؤ معهم، أو بموافقتهم، بحسب المحامين.
أم وأخت أريك لانج، أيضا، شككتا في الرواية الرسمية. ورفعتا دعوى قضائية في مصر ضد اثنين من مفوضي الشرطة ووزير الداخلية التابع للانقلاب على وجه الخصوص لـ “احتجاز” و "عدم مساعدة شخص معرض للخطر"، لكن دون نتيجة حتى اﻵن.
شرطة الانقلاب متهمة بانتظام
الشرطة المصرية التابعة للانقلاب تتهم بانتظام من قبل منظمات حقوق اﻹنسان الدولية المصرية، بانتهاك حقوق اﻹنسان وتعذيب وقتل المعتقلين.
ويأتي هذا الحكم وسط خلاف دبلوماسي بين إيطاليا ومصر حول وفاة الطالب جوليو ريجيني في فبراير الماضي، الذي عثر على جثته في حفرة وعليها أثار تعذيب بعد تسعة أيام من اختطافه وسط القاهرة.
وبعد أن تحدثت في البداية عن أن مقتل ريجيني بسبب حادث سيارة، اتهمت الشرطة عصابة إجرامية، لكن دبلوماسيون غربيون في القاهرة والصحافة الإيطالية تتهم علنا اﻷجهزة الأمنية باعتقاله وتعذيبه لعدة أيام، وهو اﻷمر الذي تنفيه الحكومة المصرية بشدة.
وبسبب استيائها من اتهام عصابة إجرامية وعدم التقدم المحرز في التحقيق بهذه القضية، سحبت إيطاليا سفيرها من القاهرة.
"تعذيب وقتل من أجل لا شيء"
"بعد يوم من اعتقاله، قرر القاضي الإفراج عنه. لكن ظل محبوسا حتى وفاته، إنه اعتقل بشكل تعسفي" أكد محامي الأسرة الفرنسي، رافاييل كيمف في 13 أبريل الماضي.
“أريك اعتقل وعذب، قتل بدون سبب، فرنسا لم تساعده لإطلاق سراحه حيث كان يمكنها المطالبة بتسليمه”، استنكرت نيكول بروست، والدة لانج موقف بلادها أيضا في نفس اليوم.
"فرنسا تحشد، في باريس كما هو الحال في القاهرة، يتم تسليط الضوء على هذه المأساة، طلبنا من السلطات المصرية ضمان ألا يكون هناك إفلات من العقاب وتقديم المسؤولين للعدالة " بهذه الكلمات ردت وزارة الخارجية الفرنسية حينها على اﻷم والمحامي.