جاءت الانتقادات التي وجهها المرشح الديمقراطي للانتخابات الأميركية السيناتور اليهودي بيرني ساندرز لإسرائيل ومقاطعته للاحتفال السنوي للمنظمة الأميركية اليهودية لدعم إسرائيل «إيباك» التي أصبحت مزار كل مرشح أو رئيس أميركي من أجل خطب ود إسرائيل واللوبي اليهودي الأميركي.

 

جاءت هذه الانتقادات لتمثل قمة التحول في الولاء المطلق لإسرائيل الذي كان يلتزم به كل مرشحي الرئاسة وكل الرؤساء الأميركيين منذ قيام إسرائيل وحتى الآن.

 

ولم يكتف ساندرز بانتقاد إسرائيل بل إنه طالب باحترام الشعب الفلسطيني، وواكب ذلك ظهور تيار يهودي من الشباب يدعم ساندرز ويتجاوز انتقاد إسرائيل إلى اعتبارها دولة محتلة وينادي بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة، كل هذا جاء تباعا بعد الكتاب الذي نشره كل من جون ميرشايمر وستيفين والت عن سطوة إسرائيل في الولايات المتحدة والذي أثار ضجة كبيرة حينما نشراه في العام 2007 حيث اعتبر هذا تحولا كبيرا في الجرأة على انتقاد اللوبي اليهودي وإسرائيل، ولأن كلا من ميرشايمر وستيفن والت يتمتعان بمكانة أكاديمية وعلمية كبيرة في الولايات المتحدة فقد اعتبر ما كتباه انقلابا ضد اللوبي اليهودي ونفوذه والدور الذي لعبه ليس في الهيمنة على القرار الأميركي فحسب وإنما حتى في توريط الولايات المتحدة في حروب خاسرة مثل حربها في العراق ودعمها اللامتناهي لإسرائيل في اعتدائها وحروبها ضد الفلسطينيين في غزة، حيث يقولان في مقدمة الكتاب:
 

 

«يتناول هذا الكتاب نفوذ اللوبي اليهودي المؤثر في سياسية الولايات المتحدة حيال الشرق الأوسط، وبالأضافة إلى الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل تشمل هذه السياسة شن حرب عدوانية ضد العراق والحث على القيام بهجوم عسكري على إيران وضمان الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وإجبار الفلسطينيين على مغادرة بلادهم بأعداد كبيرة» كان هذا الصوت الذي أطلق في العام 2007 قويا إلى حد كبير ودفع كثيرا من المفكرين والسياسيين والصحفيين والاعلاميين على الجهر بانتقاد إسرائيل رغم أن بعضهم دفع ثمن وظيفته حينما جهر بانتقاده من خلال تغريدة على تويتر أو مقال كتبه مثل الاعلامي جيم كلانسي مذيع محطة سي إن إن الأخبارية العالمية الذي أجبر على الاستقالة من الشبكة في يناير من العام 2015 بعدما كتب عدة تغريدات ينتقد فيها إسرائيل وقد ضغطت الشبكة التي لليهود نفوذ كبير فيها على كلانسي أن يستقيل بعد 34 عاما قضاها في تقديم الأخبار والبرامج بها.

 

لكن هذا لم يمنع كثيرين غيره من انتقاد إسرائيل بشدة ولعل ساندرز كان من أهمهم حيث دفع انتقاده المتكرر لاسرائيل غيره إلى الجرأة في الانتقاد غير أن هذا لن يضعف اللوبي اليهودي في يوم وليلة وإنما بحاجة إلى جهود طويلة قد تستمر سنوات لكنها على الأقل بدأت ولن يعود النفوذ اليهودي إلى ما كان عليه من قبل مهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية أو الرئيس القادم .